لم يتسن للعالم التقاط انفاسه بعد عاصفة وباء كورونا حتى هبت عاصفة من التضخم شكلت تحديًا حتى امام دول العالم الاول كما المتقدمة والنامية.
هددت حرب روسيا على اوكرانيا لقمة الفقير في رغيف خبزه في آخر بقعة من العالم وسط مخاوف من غرق اوروبا في الظلمة في ظل الارتفاع الجنوني في اسعار المحروقات.
حاولت استراليا الصمود واتبعت خطة انقاذية، ولكن السؤال يعلو عما إذا نجحت الحكومة العمالية في ميزانيتها الأولى لعام 2022 من ضبط ايقاع التضخم والانفاق في واقعية الممكن التي حتمت رفع اسعار الفائدة في غياب اي رفعٍ للأجور في السنتين القادمتين. فقدان الثقة له تداعيات جمة بعد أن قام بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) برفع سعر الفائدة إلى 3.1% للمرة الثامنة على التوالي لتصل أسعار الفائدة إلى أعلى معدلاتها في السنوات العشر الماضية، ومحافظ بنك الاحتياط الأسترالي فيليب لوي يعتذر للمواطنين الذين قاموا باتباع توقعات المصرف بانخفاض أسعار الفائدة حتى عام 2024.
قدمت الصحافية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية كوثر الحنبوري قراءة اقتصادية لعام 2022 على الصعيد العالمي كما الداخل الاسترالي، واستهلت مداخلتها عبر برنامج Good morning Australia بتحديد العاملين الأكثر تأثيرًا على اقتصادات العالم. تقول الحنبوري:
"لعل العاملان الأكثر تأثيرًا عام 2022 هما الغزو الروسي على أوكرانيا وأزمة سلسلة التوريدات".
تطرقت الحنبوري الى مسألة الحرب على اوكرانيا التي تسببت بموجة تضخم عالمي لامست 8.8% 2022 اذ تقول:
" بحسب صندوق النقد الدولي، من المتوقع يتراجع التضخم الذي لامس 8.8% الى 6.5% في 2023 و4.1 % 2024"
وتابعت موضحة:
" شهد العالم هذا العام أزمة الطاقة والمواد الأولية والغذائية واستمرار الارتفاع في الأسعار منذ العام 2021 مع الخروج من جائحة كورونا حيث لجأت العديد من الدول الى اعطاء مساعدات نقدية للناس خلال فترة الحجر".
وأشارت الحنبوري الى ان عامل التغير المناخي في العالم شكل تحديًا جديدًا للدول.
الاقتصاد الاسترالي
تأثر الاقتصاد الأسترالي، ولكن ليس كغيره اذ حاولت استراليا جاهدة أن تصمد واتبعت تدابير كان لا بد منها. تقول الحنبوري:
رفع الفوائد كان ملزمًا، ولكن الرفع المتكرر سبب فقدان الثقة لدى المواطن
علّقت الحنبوري بدورها على مبادرة الدولة لدعم فاتورة الكهرباء والتي لن تكون فعالة اذ انها ليست مؤكدة ومن المتوقع أن تبدأ في شهر ابريل/نيسان متزامنة مع فرض زيادة على الأسعار.
هذا ولجأت الحكومة مؤخرًا الى تنويع استثماراتها من خلال المراهنة على الذهب، اذ يستعد الصندوق السيادي للثروة في استراليا لاستمرار ضغوط التضخم مراهنة على ان الذهب وسلعًا اخرى قد تنجح قي تعويض العوائد المتعثرة عبر فئات الأصول.
دول عانت ودول استفادت
توقفت الحنبوري عند الدول التي عانت بشكل كبير من الأزمة الاقتصادية العالمية فيما استفادت او عرفت دول كيف تتعامل مع الازمة قائلة:
كل الدول المستوردة للنفط والغاز والدول النامية عانت وانهارت عملاتها بينما استفادت الدول المصدرة للغاز مثل قطر والمواد الأولية
وتابعت موضحة أن الدول الاوروبية عانت وستستمر معاناتها ومعرضة لأن تبرد العام 2023 ريثما تجد مصادر طاقة بديلة متوفرة.
وفيما اخذت الكثير من البنوك المركزية تدابير فورية لمعالجة الأزمة مثل رفع الفائدة للجم التضخم، الا أن لهذه التدابير تداعيات.
وتابعة قائلة:
"الولايات المتحدة كانت مرتاحة نسبيًا لأنها بعيدة عن الحرب ولأن لديها انتاج غير قليل أما الصين فعانت بسبب كوفيد ولم تزل تعاني لفترة طويلة".
اقتصاد لبنان
توقفت الحنبوري عند واقع لبنان الذي يعيش ازمة غير مسبوقة مع تدهور عملته التي لامست 45 ألف ليرة امام الدولار وتتوقع استمرار التراجع قائلة:
"اقرت زيادة للرواتب والأجور في ميزانية هذا العام دون ان تكون مغطاة بإيرادات مالية مما يحتم طباعة العملة وبسبب الازمة المصرفية واستيلاء البنوك على اموال المودعين من قبل الدولة ومصرف لبنان وما يجري حاليا ان الاتجاه هو ل "ليلرة الودائع" والدفع من الودائع بالليرة اللبنانية مما يعني المزيد من طباعة العملة.
الى أين يتجه الاقتصاد العالمي في عام 2023 في ضوء الواقع الحالي؟ وكيف عرفت الصحافية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية كوثر الحنبوري والتي انضمت لأسرة اس بي اس عربي 24؟
الإجابة في هذه المقابلة في الملّف الصوتيّ أعلاه.