دعا رئيس الوزراء الأسترالي الى إصلاح شامل وكامل على نظام الهجرة، كما طالب سيناتور حزب الخضر Nick McKim بفتح تحقيق في كيفية التعامل مع طلبات لمّ شمل العائلة.
وأعرب مسؤولون سياسييون وناشطون آخرون عن مخاوفهم من أن النظام الحالي يعاني من فترات انتظار طويلة وتكاليف باهظة وانه لا بد من اعادة النظر في التدابير الحالية واتخاذ اجراءات أكثر انصافا للأسر.
وتصب غالبية الإصلاحات المقترحة على نظام الهجرة في خانة تأشيرات لمّ الشمل، في ظل الضغوط المتزايدة لتسريع عمليات البت بالطلبات المتراكمة.
وفي حديث لها مع أس بي أس عربي،24 أشارت خبيرة الهجرة المحامية ايفا عبد المسيح الى عوامل كثيرة تؤدي لتأخير عملية البت في طلبات لم شمل العائلة ومنها:
- جائحة كورونا واجراءات حظر السفر:
أغلقت أستراليا حدودها بشكل شبه كامل للحد من انتشار كورونا، لذا تركز العمل أكثر على تأشيرات العائلة التي منحت أولوية الدخول الى أستراليا.
وفي ظل اجراءات كورونا الأستثنائية، من إغلاق الحدود ووضع سقف لأعداد الوافدين من الخارج، لم يعد الحصول على الموافقة من وزارة الهجرة العقبة الوحيدة، بل باتت هناك شروطا أخرى تتعلق بماهية الBOARDER FORCE أي قوى الحدود التي لها صلاحية السماح أو منع الدخول الى أستراليا.
يشترط على الوافدين من الخارج ان يكونوا من المواطنين أو من حاملي الإقامة الدائمة أو أقرباء من الدرجة الأولى.
وضربت ايفا المثل، بطالبة دولية منعت من دخول البلاد بالرغم من حصولها على تأشيرة لدواعي العمل بالأجراءات المؤقتة الخاصة بكورونا والتي تعطي الأولوية لعودة أفراد العائلات الى ديارهم في أستراليا.
وأملت ايفا ان يعود السفر الى ما كان عليه مع تلقي أكبر عدد من الناس للقاحات كوفيد 19.
كما ذكّرت ايفا بأهمية تعبأة الطلب بشكل واضح وكامل من المرة الأولى، لتفادي فترات الأنتظار الطويلة وعمليات الأخذ والرد على مدار شهور أو سنين بسبب أخطاء أو معلومات ناقصة والتي من الممكن أن تعرقل طلب الهجرة أو تسبب الرفض بالكامل.
وأشارت ايفا الى ضرورة الأستعانة بالخبراء للتأكد من الأيفاء بشروط طلب التأشيرة لتسير الأمور بسلاسة ووضوح: "عمل المحامي أو وكيل الهجرة الأساسي هو ان يساعد على تعبأة الطلب بشكل صحيح وكامل، لتسهيل عمل وزارة الهجرة."
- سياسة اليوم والظروف المحيطة
من الظروف الخارجة عن سيطرة الأشخاص والتي يصعب التحكم بتداعياتها هي تلك التي تشبه جائحة كورونا التي أفرزت مطارات مقفلة وحدود مغلقة لم تكن في الحسبان.
وبناء على استراتيجية التعامل مع الظروف الطارئة في أستراليا، لا يكن الشخص مؤهلا لدخول أستراليا في الوقت الحالي مل لم يكن حاملا لتأشيرة العائلة، بسبب تخفيض عدد الرحلات الجوية الى الحد الأدنى وأيضا وضع سقف لعدد الوافدين، وبالتالي لم تمنح تأشيرات جديدة قليلة جدا.
وتشير الأرقام الى انه خلال هذه السنة المالية، 72 ألف تأشيرة كانت متوقعة ولكنها لم تمنح بسبب تدابير حظر السفر.
وتوقعت ايفا أعمالا مكثفة في دائرة الهجرة في الربع الأخير من السنة للبت السريع في أكبرعدد من طلبات الهجرة قبل انتهاء السنة المالية.
- اتباع نمط هجرة جديد واستراتيجية التأشيرات المؤقتة
تتوجه الحكومة الأسترالية نحو اتباع نهج جديد في نظام الهجرة، قائم على منح تأشيرات دخول مؤقتة ، تمكن المهاجرين من الحضور الى أستراليا على أساس تأشيرات مؤقتة اولا ومن ثم التحول لتأشيرات دائمة
وتهدف الأستراتيجية الجديدة لتنمية المناطق النائية وزيادة حصتها من تأشيرة العمل واللجوء لسد الحاجة الى المهارات وفي سوق العمل في المناطق الريفية ولتخفيف الضغط عن المدن الرئيسية.
والجدير بالذكر ان الاقتصاد الأسترالي يعتمد الى حد كبير على الهجرة التي لطالما اعتبرت ركيزته الأساسية.
وشرحت ايفا ان تأشيرة لمّ شمل العائلة تضم فئات عديدة منها ما يخص الزواج والأولاد والوالدين الغير مكفولة وتلك المكفولة أي التي لا تخضع لشرط وجود نصف الأولاد في أستراليا ولكن تخض لشروط أخرى.
ونصحت ايفا بالتواصل مع الوزارة بخصوص المعاملات ومتطلبات ايفاء شروط التأشيرات.
كما شددت ايفا على بند أساسي ألا وهو اتقان اللغة الأنجليزية باعتباره: "مفتاح أستراليا، أقول خصوصا لأبناء جاليتنا ولو أستطيع ان اقف على جبل عال وأصرخ واقول يا عالم العربي رجاء، رجاء اهتموا باللغة الأنجليزية لأنها مفتاح استراليا."
واضافت ايفا: "المفتاح هو اللغة الأنجليزية ومهاراتك ومؤهلاتك الدراسية."
"شهوة قلبي ان أوصل هذه الرسالة ان اللغة الإنجليزية هي مفتاح أستراليا، دعونا ننسى اللجؤ والحماية، من الأفضل ان أكون أمينة واعطيكم الصراحة على أن أقول ما ترغبون في سماعه وليس هو بالمفتاح لأستراليا."
وأخيرا أوضحت ايفا ان التأشيرات مكلفة بالنسبة للعملات العربية وفي الواقع هناك شروط وقوانين يجب ان تلتزم بها "ونطبقها على أحبائنا ليتمكنوا من دخول أستراليا."
كل ما ورد في هذه المقالة وفي المقابلة الصوتية هو على سبيل المعلومات العامة، يرجى استشارة المختصين والخبراء للحصول على نصائح شخصية.
