دعا كبار علماء المناخ في أستراليا السكان في البلاد إلى الاستعداد لمزيد من الظواهر الجوية القاسية مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع.
وقال الدكتور الدكتور كارل براغانزا مدير خدمات التنبؤ البيئي المناخي إن معظم البلاد ستكون معرضة لخطر الفيضانات هذا الصيف بدلا من الحرائق.
وأضاف على عكس السنوات القليلة الماضية، حيث عانينا بالفعل من موجات جفاف شديدة وطويلة الأمد وطقس مناسب للحرائق، لدينا تأثير ظاهرة النينيا الآن في المحيط الهادئ." وكشف أن ظاهرة La Nina المناخية ترتبط عادة بالأمطار الغزيرة والفيضانات في جميع أنحاء أستراليا.
اتفقت الباحثة في مجال علوم البيئة بجامعة سيدني الدكتورة هناء حسين مع هذا التقييم، حيث قالت: "تصنف هذه السنة ضمن ظاهرة لا نينا المناخية، وهي التي تتميز بزيادة في نسبة الأمطار والعواطف الفيضانات. وهذه الظاهرة تختلف عن ظاهرة النينو التي تتميز بقلة الأمطار والجفاف والحرارة المرتفعة."
وأضافت الباحثة هناء حسين، لإذاعة أس بي ـس عربي 24، "هذا العام يشبه عامي 2010 و 2012 عندما اجتاحت الفيضانات ولايتي كوينزلاند وفيكتوريا وتسببت بخسائر كبيرة."
وقالت "هذا العام يتميز بتساقط أمطار أكثر من العام الماضي."
ونصحت الدكتورة حسين سكان مناطق حدوث الفيضانات والعواصف إلى وضع خطة وأخذ كل الاحتياطات اللازمة لتقليل الخسائر الناجمة لانه لا يُمكن تجنب تلك الخسائر في حاول حدوث تلك الظواهر المدمرة.
وتابعت أن مكتب الأرصاد الجوية عادة ما يطلق تحذيرات للسكان في مناطق الخطر، لذا فيرجى منهم عند سماع تلك التحذيرات أو الاطلاع على تقارير تحذر من سوء الأحوال الجوية الانتباه، والقيام بما يلزم من أجل حماية انفسهم وممتلكاتهم.
وجاء في تقرير حالة المناخ الذي يقدمه باحثون من مكتب الأرصاد الجوية (BOM) ومنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية CSIRO إن مدى خطورة أحداث La Nina المناخية تعتمد على درجات الحرارة عند مستوى سطح البحر.
وقال الدكتور براغانزا إن "درجات الحرارة المرتفعة في البحر تعد بمثابة خزان الوقود والمياه الذي تتغذى عليه الأنظمة الجوية التي تمر فوق أستراليا.
وفي حوض نهر الماري-دارلينغ شهدت المنطقة 18 مرة ظاهرة النينا منذ عام 1900. وكانت الأمطار أعلى بنسبة 22 في المائة عن المتوسط المعتاد، كما شهدت المنطقة فيضانات كبيرة خلال أعوام 1955 و1988 و1998 و2010 وكلها أعوام وقعت فيها ظاهرة النينا.
وفي شرق أستراليا فإن متوسط هطول الأمطار خلال الفترة بين ديسمبر كانون الأول ومارس آذار في سنوات النينا يكون أعلى بنسبة 20 في المائة عن المتوسط المعتاد مع وقوع ثمانية من أكثر عشرة فصول شهدت أمطار خلال تلك الفترة في سنوات النينا.