أجرت شركة "فايزر" الأمريكية بالتعاون مع "بايونتيك" الألمانية التجارب السريرية في مرحلتها الثالثة على حوالي 44000 متطوع. وخلص الباحثون إلى أن حالات العدوى بين المشاركين الذين تلقوا اللقاح لم تتجاوز 10%
وقال طبيب العائلة د. زياد بسيوني ان تجارب اللقاحات تمتد عادة على ثلاث مراحل: "أول مرحلتين تكون على الفئران وقرود التجارب وبعد ذلك تنتقل التجارب إلى الانسان لدراسة الأعراض الجانبية."
وأوضح د. زياد أن ظروف الجائحة دفعت بشركات الدواء إلى دمج المرحلتين الثانية والثالثة فقامت بإعطاء جرعات بسيطة من اللقاح للمتطوعين وفي المرحلة النهائية يتم تجربته على عينة واسعة مثل ما قامت به شركة فايزر حيث اختبرت اللقاح على عشرات الآلاف من المتطوعين.
وصول اللقاح إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية يشير إلى أمان مبدأي
وفي بيان صحفي، أِشارت "فايزر" إلى أنها تخطط للحصول على موافقة طارئة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد مراقبة المتطوعين لمدة شهرين بعد الحصول على جرعتهم الثانية من اللقاح. وقال مدير السلع العلاجية في أستراليا ان موافقة شبيهة ستُمنح لفايزر لتذليل الطريق أمام موافقة نهائية مطلع العام القادم.
وقالت الشركة إن 42٪ من مواقع التجارب الدولية و 30٪ من مواقع التجارب الأمريكية تضم متطوعين من خلفيات اثنية متعددة.
وخلافاً للبروتوكول المعتاد، قامت الشركة بإصدار النتائج التي استقبلها العالم بسرور ضمن بيان صحفي دون ورقة بحثية يتمكن علماء آخرون من تقييمها. وقال د. زياد ان تفاصيل عينة المتطوعين ليست واضحة بعد: "لم يطلع الأطباء والباحثون على تفاصيل الأشخاص الذي تلقوا جرعة اللقاح من ناحية الجنس والعرق وكيفية تفاعل أجسامهم مع الجرعات."
متطوعة تتلقى جرعة من لقاح فايزر في ولاية اوهايو الأمريكية. Source: Cincinnati Childrens Hospital Medical Center
هناك اسئلة كثيرة بحاجة لأجوبة.. العلماء متفائلون بحذر
وأدى إعلان فايزر إلى انتعاش في أسواق البورصة حول العالم وارتفعت أسهم شركات الطيران بعد خسائر جمة تكبدها القطاع بسبب تباطؤ الحركة بشكل كبير منذ دخول الجائحة مرحلتها الحرجة في آذار مارس الماضي.
هناك أكثر من 200 لقاح COVID-19 قيد التطوير على مستوى العالم ، 41 منها في مرحلة التجارب السريرية البشرية، عشرة منها في المرحلة الأخيرة من التجارب البشرية، ويتم الآن حقن مئات الآلاف من المتطوعين بلقاحات أو جرعات وهمية.
كيف يعمل هذا اللقاح؟
يستخدم لقاح "فايزر" تقنية تسمى mRNA لتوليد استجابة مناعية في الجسم. وشرح د. زيادة طريقة عمله قائلاً: "معظم اللقاحات السابقة تعتمد على إضعاف الفيروس وحقن جداره في الجسم بحيث يتم التعرف عليه وبناء المناعة. أما في اللقاح الجديد فقامت شركة "بيونتيك" الألمانية بالتوصل إلى الشيفرة الجينية للفيروس كأساس لصناعة اللقاح."
تحديات التخزين
قال د. زياد إنه يتوجب تخزين اللقاح تحت 70 درجة مئوية تحت الصفر للحفاظ على المواد الكيميائية في اللقاح مما يضع عقبة في طريقة تخزين اللقاح في الدول غير المتطورة دوائياً.
ولكن أستراليا لن تواجه على الأغلب هذه المشكلة: "حتى قبل ظهور هذا اللقاح، تمتلك أستراليا سلاسل إمداد مبرد Cold Chain Procedure في المستشفيات وعيادات الصحة العامة تسمل بحفظ ونقل المواد تحت درجة 40 تحت الصفر."
هل تنتهي الجائحة في آذار مارس؟
يرى د. زياد أن الأوبئة تمتد على فترة تتراوح بين 18 إلى 24 شهراً: "إذا قارنا وباء كوفيد-19 بالانفلونزا الاسبانية قبل 100 عام، فمن الممكن أن نرى الوباء يتراجع في أستراليا حول أبريل أو مايو من العام المقبل."
وأضاف: "التلقيح سيبدأ بالعاملين في القطاع الطبي وكبار السن لانهم الاكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة فإذا أصيب شخص تحت الخمسين عاماً فلن تتجاوز احتمالية الوفاة 1 لكل 100 ألف حالة، أما اذا كان فوق السبعين تصبح واحد لكل ألف حالة وفوق الثمانين وفاة من كل 300 إصابة."
استمعوا إلى المقابلة مع طبيب العائلة د. زياد بسيوني في الملف الصوتي أعلاه.
