النقاط الرئيسية
- تفقد الأسر الأسترالية ما يقارب من 6 أجنة يوميا بسبب ظاهرة Stillbirth
- فاطمة الأسعد باحثة وصاحبة تجربة مع الفقد تشارك قصتها عبر بودكاست مع الأسر العربية في أستراليا
- قلة مصادر الدعم والخوف من الحديث عن تلك الموضوعات من أبرز التحديات أمام الجالية العربية بأستراليا
تحذير: محتوى هذا المقال والتقرير الصوتي التالي قد يجده البعض صادما.
يعتبر خبر الحمل والولادة من أسعد اللحظات في حياة أي أسرة، ولكن قد يتحول ذلك الحلم الجميل إلى كابوس حينما تفقد الطفل الذي كنت تنتظر مجيئه إلى الدنيا بفارغ الصبر.
تعاني العديد من الأسر الأسترالية والأمهات من فقد الأجنة عند الولادة أو ما يُعرف بمصطلح "Stillbirth">
وفقا لإحصائيات معهد أستراليا للسكان، تفقد الأسر الأسترالية ما يقارب من 6 أجنة يوميا بسبب تلك الظاهرة.
بهذه المناسبة، تحدثت أس بي أس عربي24 مع الدكتور فاطمة الأسعد، الباحثة بجامعة نيو ساوث ويلز وصاحبة تجربة مع الفقد كأم.
قررت الدكتورة فاطمة أن تشارك قصتها لعلها تكون بمثابة مواساة لكل الأسر التي تمر بهذه المحنة في صمت.
تقول الأسعد،" قبل عامين، هرعت إلى المستشفى في حالة طارئة لوضع الجنين، حيث كان بعمر 7 أشهر، وللأسف ولدت الطفلة ميتة، أسميناها آية".
"كانت لحظة عصيبة، اليوم الذي انتظرت مجيئه بفارغ الصبر لأتعرف على المولود، هو ذات اليوم الذي قمت فيه بدفنه".
يخلط الكثير من الناس بين المصطلحات الطبية التي تصف حالات الصدمة النفسية أو Trauma التي تمر بها الأم بسبب ظاهرة Stillbirht وبين اكتئاب ما بعد الولادة، والتي قد تتعرض له بعض الأمهات برغم عدم فقدان المولود.
"تعاني العديد من النساء من التوتر الشديد والاكتئاب عادة بعد الولادة، بالإضافة إلى عدة اضطرابات نفسية أخرى، ولكن المثير للاهتمام، أن هذه النسبة تزداد بشدة في حالة فقدان الجنين عند الولادة".
وتوصي الأسعد بضرورة قيام الأم والأسرة بالاتصال بخدمات الدعم النفسي خلال تلك المحنة لفهم أسبابها ومعرفة أفضل الطرق للتعامل معها.
في إحصائية صادمة صدرت عن معهد أستراليا للصحة والرفاه الاجتماعي، يموت 6 أجنة كل يوم في أستراليا، وهو معدل أكبر من ضحايا حوادث الطرق في البلاد.
على الرغم من أهمية الموضوع، إلا أن الأسعد ترى أنه لا يتم التعامل مع القضية بالشكل المناسب وخاصة ضمن الجاليات المتعددة ثقافيا بأستراليا ومن بينهم الجالية العربية التي تتجنب الحديث عن الموضوع.
"هنالك درجة من الوعي، ولكنن كجالية عربية، لا نتحدث في تلك القضايا، لأنها موضوعات حساسة وتشعر البعض بعدم الارتياح".
تضيف الأسعد، "السبب وراء ذلك معتقدات متوارثة، ويكون رد الفعل التلقائي من الأهل والمقربين، تجنب الموضوع وتجاهله كأن شيئا لم يكن".
ليس هذا فحسب، بل إن الأسعد ترى أن تناول تلك الموضوعات في الجالية العربية يثير مشاعر الذنب والعار والمسؤولية عما حدث.
في كثير من الأحيان، قد يلجأ الانسان في مثل تلك المواقف العصيبة إلى تجنب الأمر ومحاولة النسيان ومواصلة الحياة، لكن الأسعد قررت التحدث عن الأمر ومشاركة عائلات عربية وأسترالية تجربتها من خلال بودكاست يسلط الضوء على القضية.
أطلقت الأسعد بودكاست Stillnest للحديث عن تلك المحنة وكيف تتعامل الأسرة بأكملها وليس فقط الأم مع هذه الأزمات.
"إنه أمر هام للغاية، خاصة بعد أن تعرضت لتلك المحنة بنفسي، وبصفتي أم لطفلة حالياً، أرى أن الآباء يحاولون تقديم الأفضل لأطفالهم".
خلال رحلة البحث عن معلومات عن ظاهرة Stillbirth، لم نتمكن من العثور على الكثير من المصادر المتاحة باللغة العربية لدعم الأسر والعائلات التي تمر بهذه المحنة.
تشير الأسعد إلى أن ذلك كان واحدا من الأسباب التي دفعتها لمشاركة تجربتها مع عائلات أخرى لتسليط الضوء على القضية وكذلك تبادل المعلومات المتاحة مع الآخرين لتخفيف وقع الأزمة.
تقول الأسعد" ليس هناك الكثير من وسائل الدعم المتاحة باللغة العربية في أستراليا، هنالك بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تقدم خدماتها للأسر المحتاجة، ولكن بالتأكيد نحتاج أكثر".
وتتابع الأسعد موضحة، "أحاول أن أقوم بإتاحة بعض تلك المصادر والمعلومات للجالية العربية عبر حلقات البودكاست التي من شأنها أن تدعم الأسرة بأكملها وليس فقط الوالدين".
نلفت الأسعد إلى أن معظم القصص والحكايات التي استمعت إليها خلال حلقات البودكاست، تشير إلى أن النساء لم يقمن بطلب المساعدة عندما كن في أشد الحاجة إليها.
تختم الأسعد حديثها قائلة، "تعليقات مثل: لا زلت صغيرة في السن، يمكنك المحاولة مرة أخرى، لديكِ أطفال آخرون، وغيرها من العبارات التي يعتقد البعض أنها كلمات مواساة، للأسف تجعل الأسرة تشعر بالذنب والمسؤولية تجاه ما حدث".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على