الدكتورة تحرير بشير، طبيبة نسائيّة وتوليد، تختصر لنا ثلاث وعشرين سنّة من التحدي والإصرار على النجاج في وطنها الجديد أستراليا.
النقاط الرئيسية
- قدمت على أكثر من مئة وظيفة قبل أن تُقبل في أول وظيفة
- بدأت في وظيفة " سحب الدم" بعد أن كانت طبيبة توليد
- حذفت إحتمالية خيار العودة إلى العراق بسبب تدهور الأوضاع، فكان ذلك حافزا لبذل كل الجهود المطلوبة لممارسة مهنة الطب
وصلت الدكتورة تحرير وعائلتها إلى أستراليا في عام 1999. لم تستطيع العمل في مجال الطّب قبل تحصيل معادلة شهادتها، حالها كحال الأطباء المهاجرين في البداية.
بالنّسبة لها، الجلوس دون عمل لسنة كاملة كان أمراً صعبًا جدًّا."بقيتُ سنةً كاملة دون عمل وخلالها راسلتُ مستشفيات كثيرة وأذكر أنني قدمت على أكثر من مئة وظيفة قوبلت كلها بالرفض، حتى تلك التي لا تحتاج الى كثير من الخبرة."
Dr. Tahreer Bashir Source: Dr. Tahreer Bashir
لم تستلم الطبيبة الشابة، رغم حالة الإحباط التي شعرت بها بل ثابرت، إيمانا منها بأن الله لن يتركها. فاختارت الإصرار على الإنخراط في المجتمع الأسترالي والمساهمة فيه.
نحن لسنا لاجئين. أتينا ولدينا الكفاءة لنقدم خدمة للمجتمع وفي نفس الوقت لنصبح سفراء لأوطاننا في أستراليا.
ونشير إلى أن ممارسة مهنة الطب في أستراليا تحتاج إلى الكثير من المعادلات إضافة الى متطلبات أساسية مثل العودة إلى مقاعد الدراسة، وإختبارات عديدة للحصول على تأشيرة العمل الخاصة في هذه المهنة.
"وضعتُ مدةً زمنية للعودة إلى العراق إن لم أجد عملا"
تقول الدكتورة تحرير أنّها بدأت رحلتها الشّاقة لتستطيع متابعة عملها في مجال الطّب من العمل ليلا للتّمكن من الدّراسة نهارًا.فرصتها الأولى في العمل داخل مستشفى بريزبان لم يكن في غرفة التوليد والجراحة التي اعتادت عليها، بل كانت في مختبر لسحب الدم حيث أعطيت الفرصة للعمل تحت إشراف طبيبب ولمدة شهر واحد في مكان موظف اضطر لأخذ إجازة صحية.
Dr. Tahreer Bashir Source: Dr. Tahreer Bashir
أوّل عقد وقّعته كان في مستشفى صغير في بريزبان، عملتُ في منصب مبتدئ تحت الإشراف، بعد أن كنتُ طبيبة توليد في غرفة الجراحة في العراق وأدرّس في الجامعة.
لم يمضِ أسبوعان إلا ووقّعت عقدًا لمدة سنة، وبادرت مستشفى بريزبان بتوجيه الدكتورة تحرير إلى كيفيّة الحصول على المعادلة.
وبعد مسيرة سنة ونصف من الدّراسة مع الاختبارات وإلزاميّة التّدريب، حصلت على المعادلة الكاملة.
وقالت إنّ فرص التّدريب كانت صعبة إذ أن الأولوية في التّدريب في أستراليا كانت لطلّاب الطّب المحليين وليس لأصحاب التخصّص الذين جاؤوا من خارج أستراليا كما وشكّل لها عائق اللغة تحديًًا كبيرًا خاصةً في مجال فهم اللهجة الأسترالية.
ممارسة المهنة بين العراق وأستراليا
Dr. Tahreer Bashir Source: Dr. Tahreer Bashir
أتيتُ من بلد ينفق المال على الحروب أكثر من العلم.
وأكملت قائلة: "إنّ الحروب هي دائمًا خسارة على كل الأصعدة. في العراق، كنا نضطر إلى إستخدام القفّازات الطبيّة أكثر من مرّة بعد غسلها لعدم توافر أبسط المعدّات الطبّية".
بعد ثلاث وعشرين سنة
تشعر الدكتورة تحرير بالإنتماء إلى وطنها أستراليا الذي تعتبره أكثر بلد مريح في العالم. وعبّرت عن حبها لهذا الوطن قائلة:
"عندما أدخل الحدود الأسترالية في كل مرة، أشعر بالأمان، بارتياح غير طبيعي. أشعر بأنّ أستراليا وطني وأنا أنتمي إليه، ولكن العراق يبقى في قلبي".وأعربت عن رغبتها في تحقيق أمينتها بالعودة سنويًا إلى العراق لو تمكّنت وذلك للمساهمة بالتّعليم المجّاني ووضع خبرتها التي اكتسبتها هنا في خدمة الطّلاب العراقيين.
Dr. Tahreer Bashir Source: Dr. Tahreer Bashir
وتوجّه نصيحة لكل من يمرّ بتجربتها الآن: "لا تيأسوا، الفرصة المناسبة ستأتي في الوقت المناسب. من يعمل ويجتهد ويثابر بأمان وصدق فهو مقدر في أستراليا. أنا مستعدة للمساعدة إذا ما رغبتم في ذلك".
يمكنكم الاستماع الى اللقاء كاملا عبر الضغط على الرابط الصوتي المرفق في الصورة أعلاه.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على