"كيف بنت تهاجر لوحدها إلى بلد غريب مع طفلين؟" هذا التساؤل يختصر ردود الفعل التي اضطرت نانسي غزاوي إلى التعامل معها عندما اتخذت قرارها بالانتقال إلى سيدني بعيداً عن زوجها وعائلتها في الأردن. وقالت نانسي لأس بي أس عربي24 انها لم تلقَ أي دعم لهذا القرار داخل دائرتها الاجتماعية المكونة من الأهل والأصدقاء.
سمعت الكثير من القصص السلبية. فلانة ذهبت هناك وعادت وأخرى اضطرت للخضوع لعلاج نفسي. قالوا لي أنني سأعود حتماً.
كانت نانسي وزوجها محمد قد حصلاً سابقاً على تأشيرة الإقامة الدائمة وقامت العائلة بزيارة أستراليا في 2014 لإتمام اجراءات الـ landing لتصبح التأشيرة فعالة ولكنهما عادا مجدداً إلى الشرق الأوسط حيث لا يزال محمد يعمل حتى اليوم في المملكة العربية السعودية.
عن تلك الفترة تقول نانسي: "لما عملنا landing وشفت البلد أعجبتني أستراليا. عندما عدنا أدراجنا، بدأت أفكر بيني وبين نفسي: أنا أبحث بالتأكيد عن مستقبل أفضل لي ولأولادي. كان لدي دافع قوي لاصطحبهم في هذه الرحلة."
ونظراً لارتباط زوجها بوظيفته الهندسية والتزاماته تجاه أهله، لم يكن احتمال هجرة العائلة معاً وارداً ما أوقع نانسي في حيرة من أمرها.
"وقعت بين نارين. وحدة العائلة مهمة بالطبع ولكنني كنت أيضاً أبحث عن مستقبل أفضل" بهذه الكلمات لخصت لنا نانسي – مهندسة زراعية – الحوار الذي دار في خلدها.
Source: Nancy Ghazawi
تعترف نانسي بصعوبة التجربة ولكنها كانت مصرة على المضي قدماً في خطتها: "كان موعد اقلاع طائرة محمد يقترب فحزم حقائبه وقال لي: هل أنتِ متأكدة من قرارك؟ أجبت بنعم. طلبت منه ألا يودع طفليه بالدموع. كنت أرغب بأن أزرع فيهم شعوراً بالقوة وتحمل المسؤولية."
وعن أبرز العقبات في طريق الاستقرار – وككثير من الواصلين الجدد – اصطدمت نانسي بحاجز اللغة "لم أكن اللهجة الاسترالية. كنت أتصل بزوجي اذا واجهتني مشكلة بسيطة مثل ضعف شبكة الانترنت."
لم يكن الأمر سهلاً. كان ولداي يبكيان دائماً ويرغبان برؤية والدهما وجدهما وجدتهما. لعبت معهم دور الأب والأم.
وبعد فترة شابها الاحباط، قررت نانسي أخذ زمام المبادرة وتحمل عاقبة قرارها: "كنت ابكي بسبب حاجز اللغة والثقافة وأتخوف من اساءة فهمي. لم يكن لدي أصدقاء هنا. بعد ذلك بدأت أستقر تدريجياً وحصلت على رخصة القيادة. بدأت أتواصل مع الناس بفعالية أكثر ولمست تعاطفاً كبيراً ورغبة في تقديم المساعدة."
وبعد ذلك تطوعت مع الصليب الأحمر وازداد احتكاكها بالمجتمع وتحسنت لغته الانجليزية ما منحها شعوراً أفضل بالاستقرار.
وتابعت نانسي دراساتها في التنمية البشرية وحصلت على شهادات في البرمجة اللغوية العصبية وهي اليوم تقسم وقتها بين مهامها العائلية ومتابعة طموحها العملي.
استمعوا إلى المقابلة مع السيدة نانسي غزاوي في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.