السيد أنطوان زلوعا، ابن زغرتا، شمال لبنان وصل عام 1962الى أستراليا على متن باخرة في رحلة دامت ثلاثين يوما، واستقر فيها.
هذا هو بالفعل تاريخ الإنسان على هذه الأرض، مهاجر مسافر من أرض إلى أرض.
فكل مهاجر يحمل في قلبه قصة سفر ورحلة انتقال من وطنه الأم الى بلاد جديدة، البعض يهوى الإستكشاف بطبعه والبعض الآخر أرغمتهم الظروف القاسية على اقتلاع جذورهم من أرض الجدود وغرسها في أرض بعيدة بحثا عن فرصة جديدة وحياة هانئة ومستقرة.
اس بي اس عربي 24 تقوم بمهمة الإضاءة على قصص هجرة ابناء الجاليات العربية في استراليا وهي تحدثت مع السيد أنطوان زلوعا الذي قال عن الدوافع وراء هجرة اللبنانيين بشكل خاص:"ان الشباب اللبناني يتطلع الى الإغتراب والهجرة لأسباب عدة منها طموح الشباب أو بسبب غياب العدالة الإجتماعية أو بحثا عن فرص العمل والأمان والأمل ببدء حياة مستقرة جديدة."وعن قصة هجرته الخاصة قال زلوعا، انه هاجر في عمر التاسعة عشر، وترك البلدة مع ثلاثة اشخاص آخرين من بلدة مجاورة ومجموعة من الأهل والأصدقاء . ويضيف زلوعا أنهم استقلوا حافلة لتنقلهم الى مرفأ بيروت حيث كانت الباخرة في انتظارهم.
Anti-government protesters wave national flags Source: EPA/WAEL HAMZEH
وهكذا بدأت رحلة الباخرة التي انطلقت من بيروت الى مصر، حيث استقلّوا باخرة ثانية تدعى "روما" نقلتهم الى أستراليا ودامت الرحلة ثلاثين يوما.
وقال انطوان انه حين استقل الباخرة شعر بالحزن والأسى كأنه جسد بلا روح "لما طلعت عالباخرة كنت جسداً بلا شعور"، وعلى متن الباخرة تعرف أنطوان على رفاق من خلفية لبنانية وعربية فأصبحوا أصدقاء وتبدلت الأحوال وسرعان ما أصبحوا مجموعة من الأصدقاء تجمعهم الغربة والباخرة ورحلة طويلة .وتذكر زلوعا كيف كان المسافرون يحييون السهرات ويضحكون ويغنون لقضاء الليالي الطويلة في عرض البحر. وكانوا طورا ما يتبادلون الذكريات الجميلة والأخبار الفكاهية فيتبسمون ويضحكون تورا ويتذكرون وداعهم لأحبتهم وأهلهم وبعدهم عن الأرض التي ترعرعوا عليها، فيدمعون طورا.
وبين أستراليا ولبنان قال أنطوان الزلوعا :"أستراليا بيتي ولبنان جنتي".
وعن سؤال ماذا أعطيت لبنان وماذا أعطيت أستراليا قال أنطوان أعطيت لبنان حبي واحترامي وأعطيت أستراليا عنفواني وشبابي وقدراتي.
وأضاف لو كنت لآخذ معي شيئا عندما أعود الى لبنان كنت آخذ روحي الوطنية وأزرعها في تراب وطني لبنان.
وبناء على خبرته الشخصية، قدم السيد زلوعا نصيحة للواصلين الجدد الى أستراليا قائلا أن الصبر وطول الأناة والمثابرة هم مفتاح النجاح :"من يأتي الى هنا يأتي ليعمل على بنيان مستقبل وكيان له، الحلم لا يتحقق بتحديد فترة الهجرة بخمس أو عشر سنوات(..) الزرع ياخذ وقتا لينمو ومن يزرع يحصد على المدى الطويل".