حاله حال الكثير من السوريين، نزح سايمون شاهين برفقة والديه وشقيقه وشقيقاته الثلاثة إلى لبنان في عام 2013، بعد أن عكّرت الحرب صفو العائلة التي بات مستقبلها مجهولاً بعد أن طغت أصوات القذائف على ألحان الموسيقى التي ترعرع سايمون على عشقها.
النقاط الرئيسية
- وصل سايمون شاهين مع عائلته إلى سيدني في 2015 وعانى من اضطراب ما بعد الصدمة.
- التجأ سايمون إلى رياضة الركض ما ساعده على تحسين صحته النفسية وكان هذا دافعه لمساعدة غيره من اللاجئين.
- يدرس سايمون تخصص هندسة الطاقة المتجددة وبنوي الاستمرار في عمله التطوعي.
وبعد انتظار لعامين في بيروت، وصلت العائلة المحمّلة بجراح عميقة في الذاكرة، إلى مدينة سيدني. روى سايمون قصته لنا قائلاً: "في 2011 اندلعت الحرب في سوريا. ملايين اضطروا للنزوج وأنا واحد منهم."
ورغم اعترافه بأن حظه الجيد ساقه إلى مكان سيُطلق عليه اسم "الوطن" لاحقاً، كشف لنا سايمون عن تعثر رحلة استقراره في البداية: "كان كل شيء جديد بالنسبة لنا. الثقافة واللغة كانتا جديدتين. كانت أبسط التفاصيل تُذهلني، ركوب القطار وغيرها من تفاصيل الحياة التي لم نعتد عليها في سوريا."
وسُرعان ما بدأ الشاب الطموح بتعلم اللغة الانجليزية علّها تمهد الطريق أمامه للاندماج بشكل أفضل في أستراليا، وانخرط أيضاً في الأعمال التطوعية وشيئاً فشيئاً بدأت الصورة تتضح أمامه.
سعي سايمون الجاد لطي صحفة الماضي اصطدم بمتاعب نفسية: "عانيت من اضطراب ما بعد الصدمةPTSD . عندما يأتي اللاجئ من مناطق الحرب، بتقى الذكريات والتجارب المؤلمة تعكر صفوه. لم أكن أتمكن من التركيز أو النوم بشكل جيد."
Source: Simon Shahin
كنت مكتئباً وأفكر على الدوام بسوريا وأهلي وأصدقائي هناك. لم يكن لدي تصور واضح عن المسقبل.
بحث سايمون جاهداً عن المشكلة التي أقضت مضجعه ووجد ضالته في رياضة الركض وعندما لمس تغييراً ايجابياً على حياته، قرر إفادة آخرين مروا بتجارب مماثلة: "بدأت أشجع لاجئين آخرين على ممارسة الركض لأنه مجاني ويعمق أواصر التواصل مع باقي المجتمع الأسترالي."
تأثرت كثيراً بفيلم Forrest Gump وشعرت بأن لدي دافعاً قوياً لأركض أيضاً.
ولم يقتصر علاج سايمون الذاتي على الرياضة، بل عادت الموسيقى لتمسح برفق جروحه وتكفكف دموعه على من تركهم وراءه في وطنه الجريح: "كنت متطوعاً في مقهى وساعدني صاحبه في الحصول على بيانو كانت عائلة قد تبرعت به. بدأت أعزف مجدداً وواصلت تعلم الموسيقى."
لم يقتصر أثر الركض الايجابي على صحة سايمون النفسية بل ساعده كذلك في تقريب المسافات مع الأستراليين: "سمعت عن ثنائي يركضون من كوينزلاند إلى فكتوريا خلال مئة يوم لجمع تبرعات لمؤسسة خيرية. تواصلت معهم عندما وصلوا إلى Palm Beach وركضت معهم 40 كيلومتراً. شعرت معهم برابط قوي وتعزز شعوري بالقبول في المجتمع."
جدي وجدتي ما زالا في سوريا. تقدمنا لهم بطلب تأشيرة منذ أربع سنوات ولكن الرد تأخر بسبب جائحة كوفيد-19.
سايمون الذي يدرس اليوم في سنته الأخيرة في تخصص هندسة الطاقة المتجددة، سنحت له فرصة تمثل أستراليا في أحد المؤتمرات الأممية في بانكوك، جمع الف طالب من حول العالم، تحدث فيه عن سوريا ووضع اللاجئين الذين ناهز عددهم 80 مليون شخص هذا العام.
استمعوا إلى قصة الشاب السوري سايمون شاهين في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.