"فقدت 60 كيلوجراما من وزني": جراحات علاج السمنة هي الأكثر ديمومة ولكن هل هي حل سحري لعلاج الوزن الزائد؟

towfiqu-barbhuiya-J6g_szOtMF4-unsplash.jpg

Credit: Towfiqu barbhuiya/ Unsplash

تشير الأبحاث إلى أن جراحة علاج السمنة هي الخيار الأكثر ديمومة وفعالية للسمنة المرضية


النقاط الرئيسية:
  • حسب الأرقام الصادرة عن مكتب الاحصاء الأسترالي فإن في الفترة من 2017 إلى 2018 كان 2 من كل 3 (67٪) أستراليين بعمر 18 عامًا وأكثر يعانون من زيادة الوزن أو السمنة
  • وفقًا للمعهد الأسترالي للصحة والرعاية (AIHW) فإن الوزن الزائد وخاصة السمنة عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع 2
  • تشير الدراسات إلى أنه إلى جانب العواقب الجسدية فإن السمنة لها آثار نفسية سلبية تقلل من جودة حياة الإنسان
"أستطيع أن أدخل الآن بجسدي كاملا في رجل واحدة من رجلي بنطالي القديم."

هكذا تصف آية النتيجة التي وصلت إليها بعد رحلة شاقة لفقد الوزن.

"كنت طالبة في المدرسة عمري 18 عاما ولكني كنت أواجه صعوبات في الحركة والنوم وغيرها من أنشطة الحياة اليومية."

"عندما كنت أذهب للتسوق كنت أدخل محلا أو اثنان وأجلس بعد ذلك لإني لا أستطيع الحركة.

بعد انتقالها إلى أستراليا قررت آية أن تخضع لعملية قص المعدة وكان لذلك القرار أثرا كبيرا على حياتها.

"انخفض وزني من 120 كيلوجراما حتى 62 كيلوجراما."

حسب الأرقام الصادرة عن مكتب الاحصاء الأسترالي فإن في الفترة من 2017 إلى 2018 كان 2 من كل 3 (67٪) أستراليين بعمر 18 عامًا وأكثر يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. هذا حوالي 12.5 مليون بالغ.

في نفس الفترة كان 1 من كل 4 (25٪) من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-17 عامًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وفقًا (AIHW) فإن الوزن الزائد وخاصة السمنة عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم وبعض أمراض العضلات والعظام وبعض أنواع السرطان.

هذا ومع زيادة مستوى الوزن الزائد يزداد خطر الإصابة بتلك الأمراض.

يشرح الدكتور الجراح محمد خليل أن الوزن الزائد فقط لا يجعل الشخص مؤهلا للخضوع لعملية قص المعدة.

يقول محمد لأس بي أس عربي: "إذا كان مؤشر كتلة الجسم أو ما يعرف بالـBMI أكثر من 35 أو إذا كان الوزن الزائد يتسبب في مخاطر صحية للشخص يمكن أن نقوم في هذا الحالة بتشجيعه على الخضوع للعملية."

"أيضا إذا كان الشخص حاول خسارة الوزن الزائد بالطرق الأخرى لمدة تزيد عن ستة أشهر قد يكون مؤهلا للعملية."
رغم أن آية تقول إن دوافعها لخسارة الوزن كانت بالأساس صحية إلا أنها ترى أيضا أن الجانب النفسي لا يمكن إغفاله.

"رؤية الوزن ينقص على الميزان يجعل أي شخص يشعر بالسعادة والثقة بالنفس."

تشير إلى أنه إلى جانب العواقب الجسدية فإن السمنة لها آثار نفسية سلبية تقلل من جودة حياة الإنسان.

تشمل العواقب النفسية للسمنة الاكتئاب وضعف الثقة بالذات واضطرابات الطعام والتوتر.

ولكن رغم أن فكرة العملية تبدو طريقا سهلا وسريعا نحو خسارة الوزن إلا أن الأمر ليس كما يبدو.

تشرح آية كيف أن هناك خطوات يجب اتباعها قبل وبعد العملية حتى تسير الأمور بشكل جيد ولكن الأمر كان يستحق

تقول آية: "كان علي الالتزام بنظام غذائي لمدة أسبوعين قبل العملية كنت أثناءهما لا أتناول شيئا سوى أنواع محددة من الخضروات."

"كان الأمر صعبا ولكنهما كانا أسبوعان فقط من حياتي."

يقول دكتور محمد إن عملية قص المعدة عملية كبرى لأن المريض يخضع لتخدير كلي وأنها كأي عملية يمكن أن تؤدي إلى أعراض جانبية.

"قد يحدث نزيف أو التهابات أو قد تفشل المعدات المستخدمة في العملية."

ولكن الدكتور محمد يقول إن الأعراض الجانبية لتلك العملية "غير شائعة".
food.jpg
يعود بعض المرضى لاكتساب الوزن الزائد مرة أخرى بسبب العودة للعادات الغذائية الخاطئة. Credit: Christopher Williams/ Unsplash
تشير إلى أن جراحة علاج السمنة هي الخيار الأكثر ديمومة وفعالية للسمنة المرضية وكثيرًا ما يبلغ المرضى عن تحسن كبير في الصحة ونوعية الحياة.

ولكن عملية قص المعدة لا تعتبر حلا سحريا للسمنة حيث يجب أن يتبعها التزام من قبل المريض ببعض العادات الصحية.

تقول آية إنها غيرت من عاداتها الغذائية ومن معدل نشاطها الجسدي اليومي أيضا.

"نحن العرب نأكل الكثير من الأرز. بدلا من صحن أرز ممتليء أصبحت أءكل عدة معالق فقط."

تشرح آية كيف أنها اتجهت لممارسة رياضة المشي أيضا لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا حتى تستطيع التخلص من ترهلات الجلد التي تبعت العملية.

يحدث في بعض الحالات أن يقوم المرضى باكتساب الوزن الزائد مرة أخرى بعد العملية.

يقول دكتور محمد أن السبب وراء ذلك هو العودة للعادات الغذائية الخاطئة.

"قد تتمدد المعدة مرة أخرى بعد العملية بسبب زيادة كميات الطعام على مدار فترة من الزمن."

"تختلف أيضا طريقة تعامل الجسم مع الطعام بعد العملية حيث يقوم بتخزين الدهون بصورة أكبر. لذلك يجب الحرص."

بحسب دكتور محمد فإن الأسباب الأخرى قد تكون نفسية مثل الشعور بالاكتئاب أو اضطرابات الطعام.

في حين أنه قد يكون هناك جوع جسدي أقل إلا أن إشارات الطعام تظل موجودة مما يؤدي لاستمرار الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

يمر المرضى الذين خضعوا لجراحة علاج السمنة أحيانًا بـ"عملية حزن" لأنهم يتخلون عن الدور الذي يلعبه الطعام في حياتهم.

تقول آية إن التحدي الأكبر بالنسبة لها بعد العملية كان التحدي النفسي.

"يتغير حجم المعدة ولكن لا تتغير طريقة التفكير في الطعام. يشعر الإنسان بأنه يستطيع أكل نفس الكميات كما في السابق ولكن ذلك غير حقيقي."

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على


شارك