"مدين له بحياتي": لماذا أضرب الصحافي الأسترالي بيتر غريستي عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن علاء عبد الفتاح؟

Alaa Abd el-Fattah detained

Fiona O'Brien, along with journalist Peter Greste, speaks to the media outside Downing Street in London on behalf of Laila Soueif, the mother of jailed British-Egyptian Alaa Abd El-Fattah, 43, who has been detained in Egypt since September 29 2019, and in December 2021 was sentenced to five years in prison after being accused of spreading false news. Picture date: Monday February 10, 2025.. Ms Soueif, who is on her 134th day of hunger strike on Monday, in protest at her son's continued imprisonment in Egypt beyond his prison sentence, has been visiting Downing Street each working day of the week between 10am-11am, but despite requesting a meeting, has not yet met the Prime Minister. She has called on him to talk directly to President Sisi to secure her son's release. See PA story POLITICS Alaa. Photo credit should read: James Manning/PA Wire Credit: James Manning/PA

في تصعيدٍ درامي لقضية أصبحت تتردد في أروقة السياسة العالمية، تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن يبذل "كل ما في وسعه" لضمان إطلاق سراح الناشط المصري البريطاني، علاء عبد الفتاح، الذي يقبع في السجون المصرية منذ أكثر من خمس سنوات. وتزامن هذا التعهد مع استمرار معركة أخرى تخوضها والدة علاء، ليلى سويف، التي دخلت في إضراب عن الطعام منذ أكثر من 140 يومًا، احتجاجًا على استمرار اعتقال ابنها.


تم توقيف علاء عبد الفتاح، المواطن الذي يحمل الجنسية البريطانية والمصرية، في أيلول سبتمبر 2019 من قبل السلطات المصرية، وبعد عامين من المحاكمة، صدر ضده حكم بالسجن خمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الاتهام كان نتيجة نشره لمقال على فيسبوك عن التعذيب في السجون المصرية، شمل نصًا كتبه شخص آخر يتهم فيه أحد أفراد الشرطة بتعذيب سجين حتى الموت.

في تعليقه على هذه القضية، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في بيانٍ رسمي: "بعد لقائي مع ليلى سويف هذا الأسبوع، أصبحت رسالتي واضحة. سأبذل كل جهد ممكن لضمان إطلاق سراح ابنها علاء عبد الفتاح وإعادته إلى عائلته. سنستمر في إثارة قضيته على أعلى المستويات في الحكومة المصرية، وسنواصل الضغط من أجل إطلاق سراحه".

تعيش سويف البالغة من العمر ثمانية وستين عامًا في ظل معاناة قاسية منذ أن بدأت إضرابها عن الطعام في التاسع والعشرين من سبتمبر 2024، وهو اليوم الذي أكمل فيه نجلها خمس سنوات من الاعتقال.

تحدثت لأس بي أس عربي قائلة: "أنا كمعظم الأمهات مستعدة لأن أضحي بحياتي لأنقذ حياة أولادي. رسالة بسيطة ولكنها أثارت تعاطفًا في قلوب الناس حول العالم. حملة التضامن وصلت إلى حجم لم أكن أتوقعه في أقصى أحلامي. هل كان يمكن أن أتوقع أن يشارك الصحفي بيتر غريستي في التضامن والاحتجاج؟ هل كان من الممكن أن أحلم بأن أتلقى رسائل تضامن من أهل فلسطين وسوريا رغم الكرب الذي يعيشونه؟ سائق تكسي يتعرف عليّ ويقول إنه شاهدني على التلفاز ويتمنى لي النجاح من قلبه.
Egyptian activist Laila Soueif holds a press conference on jailed son Alaa Abdel Fattah
epa11886019 Egyptian activist Laila Soueif (L) and Latvian-Australian journalist Peter Greste (R) pose for members of the media with a chalk signs marking her hunger strike days outside Downing Street, after giving a statement about her son Egyptian-British political activist and journalist Alaa Abdel Fattah, in London, Britain, 10 February 2025. Laila Soueif is on the 134th day of her hunger strike to demand the British government to make more progress for her son's release, who has been imprisoned in Egypt for over five years, and return to Britain. EPA/TOLGA AKMEN Source: EPA / TOLGA AKMEN/EPA
ليلى، التي لم تتوقف عن مطالبة الحكومة البريطانية والسلطات المصرية بتحقيق العدالة لابنها، تعتمد في غذائها على القهوة والشاي، إلى جانب الأكياس التي تُستخدم لتعويض السوائل في جسدها، وذلك في محاولة منها للضغط على السلطات من أجل تحرير علاء.
هل كان من الممكن أن أحلم بأن أتلقى رسائل تضامن من أهل فلسطين وسوريا رغم الكرب الذي يعيشونه؟ سائق تكسي يتعرف عليّ ويقول إنه شاهدني على التلفاز ويتمنى لي النجاح من قلبه؟
ليلى سويف، والدة السجين السياسي في مصر علاء عبد الفتاح
في حديثها عن الدور الذي ينبغي على قادة العالم القيام به، قالت: "علاء مواطن بريطاني مصري، فحياته وحقوقه مسؤولية السلطات في البلدين. السلطات المصرية تنتهك حقوقه، ومسؤولية رئيس الوزراء البريطاني أن يوقف هذا الانتهاك لأن الحكومتين صديقتان وبينهما مصالح مشتركة. على قادة العالم الديمقراطي الالتزام بقوانين بلادهم والمعاهدات الدولية لحماية حقوق الإنسان حول العالم واتخاذ موقف واضح من الانتهاكات. هناك مسؤولية على شعوب الدول لمراقبة السياسات الخارجية لدولهم أيضاً."

وبينما تواصل ليلى سويف إضرابها، تُصر الأسرة والناشطون الحقوقيون، بمن فيهم منظمة مراسلون بلا حدود، على أن علاء كان يجب أن يُفرج عنه منذ نهاية سبتمبر 2024، بعد أن قضى عامين في الحبس الاحتياطي قبل محاكمته، وهو أمرٌ كانت السلطات المصرية عادة ما تأخذه في الاعتبار، إلا أن السلطات رفضت هذا الطلب.

حصل عبد الفتاح على الجنسية البريطانية في عام 2022 من خلال والدته ليلى سويف، المولودة في المملكة المتحدة، مما جعل قضيته محط اهتمام كبير في بريطانيا والعالم.

"أهلاً بك في الجناح السياسي في سجن طرة، أنت هنا بين أصدقائك." كلمات وقعت على مسامع الصحافي الأسترالي بيتر غريستي وهو يخطو أول خطواته في الحبس الانفرادي في أحد سجون مصر. كلمات أضاءت ظلمة ستلف حياة غريستي لسنوات بعد أن وجهت له السلطات المصرية تهماً بالإرهاب يقول غريستي إنها ملفقة بسبب عمله الصحافي.
Britain Egypt Al Jazeera
A journalist, with black tape over the mouth to illustrate the silencing of free speech and journalists, holds up a placard and a pair of handcuffs as she demonstrates across the street from the Egyptian Embassy to mark a year since the detention of Al-Jazeera English journalists in Egypt, central London, Monday, Dec. 29, 2014. The unprecedented arrest and prosecution of Australian Peter Greste, Egyptian-Canadian Mohammed Fahmy and Egyptian Baher Mohammed sent a chill through the media in Egypt. They were detained in a raid on suspicion of helping the Muslim Brotherhood, which the government later declared a terrorist organization, and were sentenced to between seven and 10 years in prison in a trial that most observers called a politicized sham that lacked any evidence to incriminate the journalists of anything beyond doing their job. (AP Photo/Lefteris Pitarakis) Credit: AP
كان الصوت الذي سمعه غريستي، صوت علاء عبد الفتاح الذي بات أشهر سجين سياسي في مصر. سُجن عبد الفتاج في عام 2011 لأول مرة بتهم التحريض على التظاهر والعنف ومقاومة السلطات وخرق قوانين منع التظاهر. تم إطلاق سراحه واعتُقل مجددًا مرات عدة في السنوات اللاحقة بتهم تتعلق بمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وما زال – رغم انتهاء فترة محكوميته – يقبع خلف القضبان.

بدأ الصحفي الأسترالي، الذي سُجن في مصر لمدة 400 يوم في 2013، إضرابًا عن الطعام في العاصمة البريطانية لندن، استمر على مدى واحد وعشرين يومًا ليطالب الحكومة البريطانية بالتحرك لضمان الإفراج عن عبد الفتاح.

غريست، الذي واصل إضرابه عن الطعام لمدة 21 يومًا، انضم إلى والدة عبد الفتاح، ليلى سويف، وتظاهر الاثنان أمام مقر الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت، مطالبين بلقاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للتباحث في قضية عبد الفتاح.

سألته عن فترة السجن فقال لي: "لم أتحدث العربية ولم أعرف أين أنا. صور مرعبة مرت في مخيلتي. صوت جاء من الباب وقال لي أنت مع نشطاء حقوق إنسان وكتاب. لا تخف. شرح لي أين أنا وأعطاني دعماً نفسيًا كبيرًا."
وتابع قائلاً: "في 2014، كنت في الحجز الانفرادي. كنت متوترًا وخائفًا ولم أكن أتحدث العربية. كان لدي صور مخيفة في مخيلتي. علاء تحدث معي من وراء الباب. 'أنت مع مناصري حقوق الإنسان وكتاب وقضاة. أنت مع أصدقاء، لا تخف.'"

واستطرد غريستي قائلاً: "بعد الحبس الانفرادي، أعطاني دروسًا في السياسة المصرية والمجتمع والتاريخ. ألهمني لكتابة رسالتي الهاربة من السجن حول ما نمثله. ما حدث كان هجومًا على الصحافة. الرسائل شكلت الحملة التي دفعت بخروجي من السجن. علمني علاء عن قوة التظاهر والشجاعة."
LISTEN TO
One of the many community heroes awarded a Medal of the Order of Australia is Abla Tohamy Kadous image

تكريم الأسترالية المصرية عبلة توهامي قادوس بوسام الشرف الأسترالي

SBS Arabic

27/01/202514:18
 "بعد أن خرجت من الحجز الانفرادي، علمني علاء عن السياسة والتاريخ والمجتمع. علاء ألهمني لكتابة رسالتي الهاربة من السجن لوصف ما مررنا به بسبب ما نمثله. كان هجومًا على حرية الصحافة. الرسائل شكلت الحملة التي أخرجتني من السجن. أنا مدين لعلاء بحياتي. العلاقة بيننا علمتني عن قوة التظاهر وكيف أكون شجاعًا."

يقول بيتر إن ما جعل تلك اللحظات أكثر قيمة هو أنه اكتشف أن علاء بات صديقًا حقيقيًا، ليس فقط ناشطًا سياسيًا، بل إنسانًا مخلصًا في سعيه للعدالة.

يعتقد بيتر أن "دعم حقوق الإنسان عامل مهم في المصالح الجيوستراتيجية. هناك الكثير من الحساسية حول حقوق الإنسان وتغليب المصالح. الحكومة البريطانية قلقة من طلبات الحكومة المصرية بسبب دورها في اتفاق وقف إطلاق النار وأيضًا التجارة عبر قناة السويس."

سألته ما الذي يدفعه للاستمرار في ظل المخاطر التي تحدق بعمله الصحافي فقال: "الخطر الأكبر على ليلى وعائلتها. أفهم ذلك تمامًا. كصحافي، لا معنى من القيام بهذه الوظيفة دون أن يتحلى الشخص بالشجاعة والقدرة على البحث والنشر ضد استغلال القوة والنفوذ. الصحافي لديه شيء من الحماية بسبب الدور الذي يلعبه ولكن مع ذلك، هناك دائمًا فرصة لأن يقوم شخص متنفذ بتوجيه ضربة لك."

تجدر الإشارة إلى أن أس بي أس عربي تواصلت مع السلطات المصرية للحصول على ايضاح بخصوص قضية علاء عبد الفتاح ولكن لم يصل الرد حتى اللحظة.

استمعوا إلى التقرير كاملاً في التدوين الصوتي أعلى الصفحة.

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على 
 وعلى القناة 304 التلفزيونية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على SBSArabic24 وو

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك