يقترب موعد الانتخابات الفدرالية في أستراليا يوما بعد يوم، ومعه تتعلق قلوب وطموحات الناخبين بغد أفضل في بلاد الذهب لهم ولعائلاتهم.
تحدثت أنا رامي علي مع عينة من الشباب العربي في أستراليا حول أحلامهم وطموحاتهم وعن شعورهم بالمشاركة في الانتخابات للمرة الأولى.
يرى أحمد حسب النبي والذي يشارك للمرة الأولى في الانتخابات الفدرالية أنها مهمة لأنه يشعر بأنه فرد فاعل في المجتمع وله صوت.
يقول أحمد " احساسي بأني نضجت وأن هذه هي المرة الأولى التي يمكنني أن أشارك بصوتي لانتخاب حكومة جديدة والمساهمة في تشكيل مجتمعي".
أما بالنسبة لشيراز الخوري، فهي تشعر بالحماس الشديد للمشاركة في الانتخابات الفدرالية وبأنها خطوة مهمة في حياتها.

Ahmed says he is thinking carefully about where to put his vote on May 21. Source: Supplied by Danyal Syed
تقول شيراز" انا متحمسة للغاية، هذه هي المرة الأولى لي في التصويت، انها خطوة كبيرة بالنسبة لي، أشعر بالامتنان الشديد لهذه الفرصة وأؤمن بأن كل ضوت مهم وخصوصا أصوات الشياب لأننا مستقبل هذا البلد".
أشارت تمارا ضاهر إلى احساسها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها لتقوم باختيار الحكومة الجديدة التي ستمثل الأستراليين خلال الفترة المقبلة.
تقول تمارا" أرى أن التصويت مسؤولية كبيرة، وإنه من دواعي فخري أن أشارك في اختيار الحكومة الأسترالية الجديدة الي نرجو أن تتفهم الظروف الحالية وتلبي تطلعات المجتمع الأسترالي".
من جانبه يرى فادي عبو أن الانتخابات المقبلة تحمل الكثير من الآراء المختلفة وبالنسبة له فإنه متشوق للمشاركة والتأثير في مسار العملية الديمقراطية للمرة الأولى.
يقول فادي "أعرف أنه هناك تباين كبير في الآراء ووجهات النظر، ولكنني متشوق للغاية للمشاركة في الانتخابات الفدرالية والتأثير بها وأن يكون لي صوت للمرة الأولى في أستراليا".

Shiraz El-Khoury-supplied Source: Supplied by Danyal Syed
غالبا ما يقول المرشحون أنهم يخططون لمستقبل أفضل ولحياة أفضل لكل الأستراليين، خاصة بعد الفترات العصيبة التي بدأت منذ موسم الحرائق الأسود مرورا بجائحة عالمية أودت بحياة الملايين وفيضانات لم نشهدها منذ عقود طويلة وانتهاء بارتفاع قياسي في أسعار السلع والخدمات.
لعل كل تلك التحديات تعطي لهذه الانتخابات أهمية خاصة، ولكنها أيضا تمثل مناسبة كبيرة للناخبين الشباب من خلفيات عربية والذين يشاركون في الانتخابات الفدرالية لأول مرة.
وعن ماذا يريد الشباب من الحكومة الجديدة، تباين إجابات ضيوفي، ولكنهم أجمعوا على أهمية أن تدرك الحكومة المقبلة ان عليها أن تضع نصب أعينها مصلحة الشعب الأسترالي فوق أي اعتبار آخر.
حددت شيراز مطالبها من الحكومة الجديدة في ثلاث نقاط رئيسية تتعلق بملفات الأمن والاقتصاد والوظائف.
تقول شيراز "أود من الحكومة المقبلة ان تركز على ثلاث ملفات أساسية، ملف الأمن والدفاع والأمن السيبراني، ملف الإدارة الاقتصادية وأخيرا ملف البطالة وتوفير الوظائف للشباب".

Tamar Daher-supplied Source: Supplied by Danyal Syed
تتابع شيراز موضحة "بالنسبة لملف الامن، بالنظر إلى ما يحدث حولنا في حرب أوكرانيا، أود من الحكومة الجديدة أن تضمن الأمان بالنسبة لأستراليا، وكذلك الحماية من هجمات القرصنة الالكترونية".
وأردفت شيراز قائلة "بالنسبة لملف الاقتصاد، أتمنى من الحكومة الجديدة أن تشرح لنا مفهوم الازمات الاقتصادية وكيف يمكننا تجنبها من خلال الإدارة الرشيدة للاقتصاد القومي، وأخيرا توفير مسارات بديلة للتوظيف والتعليم للشباب".
بالنسبة لأحمد، فإنه يرى أن الحكومة الجديدة يتوجب عليها دعم الأقليات والتركيز على ادماجهم في المجتمع الأسترالي بصورة أفضل.
يقول أحمد "أريد من الحكومة الجديدة أن تعمل على ادماج الأقليات والخلفيات الثقافية المتنوعة في المجتمع الأسترالي وأن يتم التركيز على قضاياهم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة".
ركزت تمارا على الملف الاقتصادي وكيف يمكن للحكومة مواجهة الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات بالإضافة إلى مساعدة مشتري المنزل الأولى في تحقيق الحلم الأسترالي وشراء منزل بأسعار متوازنة.

Fady Abo-supplied Source: Supplied by Danyal Syed
تقول تمارا "أود من رئيس الوزراء المقبل أن يركز على محاربة الغلاء وارتفاع تكلفة المعيشة، أرغب في رؤية سياسات تساعد الشباب على شراء عقار في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المنازل وأيضا دعم الأجور".
يتفق فادي مع أحمد في دعم الأقليات وأهمية احتفاء الحكومة الجديدة بالتنوع الثقافي في أستراليا، ولكنه أيضا يرى أهمية كبيرة في ملفات الأمن وحماية الحدود.
يقول فادي "أتمنى من الحكومة الجديدة الاحتفاء بالثقافات المختلفة ومنها العربية في أستراليا، كذلك أرى ضرورة أن تولي الحكومة اهتماما خاصا للأمن والأمان وحماية الحدود الأسترالية في ظل الظروف الدولية الحالية".
لا يزال التردد سيد الموقف في الانتخابات الفدرالية وهو ما عبر عنه الشباب حول المرشحين المفضلين والأحزاب السياسية في الفترة المقبلة.
قال أحمد "لدي بعض الأفكار حول المرشحين والأحزاب، ولكنني سأنتظر حتى موعد الانتخابات الفدرالية لأحسم قراري بشكل قاطع".
فيما قالت تمارا "لا زالت الحملات الانتخابية جارية، سأنتظر حتى انتهائها وحينها أعتقد أنه سيكون لدي فكرة أفضل عن المرشح والحزب الذي سأعطيه صوتي، ولكنني أعتقد بأنني أعلم لمن سأصوت".
في الختام قال فادي "بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الفدرالية المقبلة، أتمنى أن تكون أستراليا أولا ومصلحة هذا الشعب فوق أي اعتبارات أخرى، أنا مع أي حكومة تضمن أمان هذا المجتمع".