"عملت 12 ساعة يوميا": تجربة ملهمة لطالبة عربية بأستراليا تحملت تكاليف جامعتها ومساعدة أهلها بلبنان

WhatsApp Image 2022-09-07 at 4.17.19 PM.jpeg

أرادت نور سينو، ابنة الـ 18 عاما آنذاك، بأن تغير بهذه المغامرة حياتها إلى الأبد. أرادت أن تنهي دراستها الجامعية في بلد ناطق بالإنجليزية وأن تحصل على جنسية أخرى تؤمن لها مستقبلها. خصوصا في ظل تدهور الحال الاجتماعي والاقتصادي في لبنان عاما تلو الآخر.

الأكثر استماعا في عام 2022: وصلت الطالبة اللبنانية الدولية نور سينو إلى أستراليا في عام 2016 لدراسة المحاسبة في مدينة سيدني. وتقول بأنها كانت تخطط لهذه المغامرة منذ أن كانت في الصف التاسع.


النقاط الرئيسية
  • تبلغ تكاليف الدراسة الجامعية بأستراليا حوالي 30 ألف دولار سنويا
  • عملت نور بقطاع الضيافة لمدة 12 ساعة يوميا لتغطية نفقات التعليم والمعيشة ومساندة أهلها بلبنان
  • حصلت على بكالوريوس المحاسبة وتسعى للحصول على فرصة عمل بأستراليا
أرادت نور سينو، ابنة الـ 18 عاما آنذاك، أن تغير بهذه المغامرة حياتها إلى الأبد. أرادت أن تنهي دراستها الجامعية في بلد ناطق بالإنجليزية وأن تحصل على جنسية أخرى تؤمن لها مستقبلها. خصوصا في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان عاما تلو الآخر.

وبالرغم من صغر سنها، أخذت نور على عاتقها مهمة إقناع والديها بقرارها السفر، ولم تمتلك العائلة المبلغ الذي سيغطي نفقات تعليمها ومعيشتها الباهظة في أستراليا.
بحسب تقرير Study move الذي يعنى بإحصاءات قطاع التعليم في أستراليا، بلغ متوسط تكاليف الدراسة في أستراليا لطلاب البكالوريوس الدوليين حوالي 28 ألف دولار سنويا في عام 2016. إلى جانب تكاليف المعيشة الأخرى الباهظة. ولم يسمح لهم بالعمل سوى حوالي العشرين ساعة أسبوعيا خلال الفصل الدراسي. ولكن كان بإمكانهم أن يعملوا لساعات أطول خلال العطلات ما بين الفصول الدراسية.

أما اليوم، في عام 2022، فيبلغ متوسط تكاليف الدراسة في أستراليا لطلاب البكالوريوس الدوليين حوالي 30 ألف دولار سنويا.

بعد الحصول على موافقة والديها، ورسم خطة تغطية تكاليف دراستها ومعيشتها الأولية في أستراليا، حصلت نور على قبول الجامعة وتأشيرة الطلاب. وساعد أصدقاء للعائلة نور عند وصولها إلى أستراليا بتقديم اللازم لتستطيع شق طريقها.

"وصلت قبل بدء الفصل الدراسي ببضعة أشهر، ومكثت مع أصدقاء العائلة في منزلهم، واستطاعت الحصول على وظيفة في قطاع الضيافة. وعملت 6 أيام في الأسبوع تتضمن 12 ساعة عمل يوميا".
Nour Sinno
وصلت الطالبة اللبنانية الدولية نور سينو إلى أستراليا في عام 2016 لتدرس بكالوريوس المحاسبة في مدينة سيدني. وتقول بأنها كانت تخطط لهذه المغامرة منذ أن كانت في الصف التاسع.
ومع مرور هذه الأشهر الأولى، التي تميزت بإصرارها على اثبات أنها قادرة على تحمل مسؤوليتها بالكامل، استطاعت نور توفير قسط الجامعة للترم الدراسي الأول. وإيجاد سكن مشترك للانفصال عن أصدقاء العائلة.

"استأجرت سكنا مشتركا في أحد أحياء سيدني الذي يعتبر فيها الايجار رخيصا. ومازلت أعيش في هذه الغرفة ذاتها اليوم. استخرجت رخصة العمل في قطاع الحراسة والأمن لادخار المال لتغطية تكاليف الدراسة والمعيشة".

لم تتوقف نور عند هذا فحسب. لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام وضع عائلتها في لبنان الذي أنهكته صدمات الحياة الاقتصادية والمعيشية البائسة.

"أقر بأن ظروفي كانت صعبة ومليئة بالتحديات في أستراليا، ولكن قلت لنفسي ان عملت يوما إضافيا فقط، فسأستطيع أن أقدم دخلي في هذا اليوم الإضافي كراتب شهر كامل لعائلتي في لبنان".

"دخل هذا اليوم يعادل دخل ما يحصل عليه أربعة أشخاص في لبنان لتأمين ضروريات حياتهم".

مضى على وجود نور في أستراليا اليوم أكثر من ست سنوات. استطاعت فيها أن تحقق هدفها الأول، وهو الدراسة في بلد ناطق بالإنجليزية. وهي الآن تسعى لتحقيق هدفها الثاني، وهو الحصول على الإقامة الدائمة والجنسية الأسترالية.
وبموجب القواعد الجديدة المقترحة في قمة الوظائف والمهارات الأخيرة فسيتمكن حاملو درجة البكالوريوس من العمل لمدة أربع سنوات بدلا من سنتين بعد التخرج. وسيتمكن طلاب الماجستير من العمل لمدة خمس سنوات بدلا من ثلاث سنوات. وسيتمكن طلاب الدكتوراه من العمل لمدة ست سنوات بدلا من أربع سنوات.

هذا البرنامج أتاح لنور نقطة بداية وبصيصا من الأمل. إنه بمثابة فرصة مثالية لتحصل على فرص عمل إضافية في مجالها لاكتساب الخبرة اللازمة في أستراليا، ولتستمر في ادخار المال ومواصلة تقديم الدعم المالي لعائلتها في لبنان.

وقالت المتحدثة باسم وزيرة الشؤون الداخلية كلير أونيل إن الحكومة ستعلن في تشرين الأول/أكتوبر عن التخصصات التي سوف تشملها القواعد الجديدة. وإلى جانب تخصص التمريض، سيتم إعطاء الأولوية لطلاب الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.

وأضافت المتحدثة: "إنهم الخريجون الذين تعتقد الحكومة أن أستراليا بحاجة إليهم ويمكنهم التوجه مباشرة إلى قطاع يعاني من نقص العمال المهرة. تحتاج أستراليا إلى استخدام الموارد المذهلة للطلاب الدوليين بشكل أفضل".

وكانت الحكومة الفيدرالية قد التزمت في القمة بتعزيز برنامج الهجرة الماهرة الدائم في أستراليا من 160,000 مكان إلى 195,000 هذا العام المالي مع 35,000 فرصة إضافية مصممة لجذب الآلاف من الممرضات والعاملين في مجال التكنولوجيا، من بين مهن أخرى، لمواجهة النقص الملح في المهارات بشكل مباشر.
WhatsApp Image 2022-09-07 at 4.17.19 PM.jpeg
أرادت نور سينو، ابنة الـ 18 عاما آنذاك، بأن تغير بهذه المغامرة حياتها إلى الأبد. أرادت أن تنهي دراستها الجامعية في بلد ناطق بالإنجليزية وأن تحصل على جنسية أخرى تؤمن لها مستقبلها. خصوصا في ظل تدهور الحال الاجتماعي والاقتصادي في لبنان عاما تلو الآخر.
ومع أن الطلب على مهنة المحاسبة كبير جدا في أستراليا، خصوصا في ظل نقص العمالة المهرة في أستراليا الذي تشهده البلاد الآن، الا أن نور تقول ان هناك منافسة شديدة في هذا التخصص.

"سيكون تحديا كبير جدا. ولكن سأحاول بالتأكيد".

"هناك الكثير من الطلاب الدوليين الذين جاؤوا من الصين والهند لدراسة المحاسبة والعمل هنا للتقديم على الهجرة إلى أستراليا".

بحسب إحصاءات 2022 للموقع الحكومي لدائرة التعليم في أستراليا، يبلغ عدد الطلاب الدوليين القادمين من الصين حوالي 131 ألف طالب وهم في قمة الهرم. يليهم حوالي 76 ألف طالب من الهند.
WhatsApp Image 2022-09-07 at 4.10.22 PM.jpeg
وصلت الطالبة اللبنانية الدولية نور سينو إلى أستراليا في عام 2016 لتدرس بكالوريوس المحاسبة في مدينة سيدني. وتقول بأنها كانت تخطط لهذه المغامرة منذ أن كانت في الصف التاسع.
"أنا أحب أستراليا جدا. كبرت فيها وتعودت على نظام الحياة هنا. وبالتأكيد أحب أن أصبح أسترالية لما تقدمه هذه الجنسية من مميزات لحاملها".

"لا أستطيع أن أتخيل فكرة العودة إلى لبنان بدون فرصة الحصول على الجنسية. ان عدت إلى لبنان بدون الجنسية، كأنني أعود لنقطة الصفر، وستذهب جهودي التي بذلتها في السنوات الست الماضية سدى".

وتقدم نور نصيحة لجميع الطلاب الدوليين المقدمين على اتخاذ مغامرة مليئة بالتحديات شبيهة بتلك التي خاضتها وما زالت تخوضها اليوم.

"ان كان عندك طموح وأردت تحقيقه بالفعل، فستجد القوة التي ستدفعك لتمضي قدما في تحقيق طموحك. لا تتوقف عن المثابرة والكفاح. ستواجهك تحديات كثيرة بالتأكيد ولن تكون مغامرة سهلة".
WhatsApp Image 2022-09-07 at 4.10.41 PM.jpeg
كيف تمكنت هذه الطالبة الدولية من دفع تكاليف جامعتها الأسترالية ومساعدة أهلها ماديا؟
وتقول نور بأن على الشباب أن يتحملوا مسؤولية مساعدة عائلتهم أيضا، خصوصا في ظل الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي يمر بها الكثيرون في البلاد العربية.

"لا يمكننا أن نكون أنانيين. خصوصا وإن استطعنا أن نحسن من وضعنا في أستراليا. عائلتنا في الشرق الأوسط بحاجة لنا وعلينا أن نقف إلى جانبها".

للاستماع للحوار كاملا، يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على


شارك