وجه ستة وعشرون طبيبا من خلفية عربية، رسالة مفتوحة لأبناء الجالية، تحثهم على أخذ اللقاح لحماية أنفسهم وأحبائهم من أخطار الإصابة بكوفيد-19 والتداعيات المحتملة التي لا تحمد عقباها.
ونصح الأطباء الـ 26 الناطقين باللغة العربية في سيدني، بتعزيز الثقة بالنصيجة الطبية الرسمية، وبالنظر الى مسيرتهم الشخصية مع أطباء العائلة الذين رافقوهم لسنوات طويلة والذين يتمتعون بتاريخ طويل من المصداقية، مناشدين أبناء المجتمع الابتعاد عن المعلومات غير الموثوقة.
وفي لقاء له مع أس بي أس عربي24 قال الدكتور عماد برو الأخصائي في علم الجراثيم والتحاليل المختبرية السريرية: "نواجه اليوم وبائين كبيرين، وباء كورونا ووباء الشائعات والمعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الإجتماعي."
وردا على المخاوف المتعلقة بالجهاز المناعي عند الناس قال الدكتور برّو: "إن اللقاحات تعمل مع الجهاز المناعي، وهو جهاز متين يمكن وصفه بالجيش المنظم، له خطوط دفاعية أمامية وورائية وخطة هجومية، لمواجهة فيروس كورونا والتغلب على مضاعفاته القوية."
وأضاف: "كونوا على يقين أن اللقاح يساعد مع الجهاز المناعي لديكم على الوقاية على المدى القريب والحماية على المدى الطويل."
"نطمئنكم أن اللقاح هو طريقة لتحفيز الجهاز المناعي للتحصين ضد الأمراض."
ويلقى لقاح فايزر إقبالا أوسع من أسترازينيكا المتاح بأعداد أكبر للأستراليين ضمن فئات عمرية أوسع مما سبق، وأوضح الدكتور برّو أنه "بالنسبة للقاح أسترازينيكا، للأسف نحن من البلدان القليلة جدا التي لا تزال تثير الجدل بشأنه، بحيث تلقى ما يزيد عن 700 مليون شخص هذا اللقاح ونسبة المتضررين من الجلطات قليلة جدا، وآثاره الجانبية المحتملة هي أقل بكثير من تلك التي تنتج عن عقاقير منع الحمل والحبوب المنشطة جنسيا."
وفيما ينظر البعض في الأمر ليحسم قراره الشخصي ويفضل التأني، ترتفع الدعوات من أصحاب الأعمال والنقابات، لفرض إلزامية التلقيح والتي لا تزال إلى الآن مستبعدة من قبل الحكومة ومؤسسات العمل العادل.
وفي سياق إرشادات قانونية مرتقبة للغاية بشأن نظام التطعيم، حذر أمين مظالم العمل العادل من أن أصحاب العمل قد لا يكون لديهم القدرة على طلب التطعيم الإلزامي.
وقال أمين المظالم إن أصحاب العمل يمكنهم توجيه الموظفين للتطعيم إذا كان التوجيه قانونيا ومعقولا، و"معتمدا على الحقائق" ويحتاج إلى تقييم على أساس كل حالة على حدة.
وأشار رئيس الوزراء سكوت موريسون الأسبوع الماضي إلى أن الحكومة الفيدرالية لن تصدر تشريعات لتسهيل التطعيمات الإلزامية، قائلاً إن أصحاب العمل يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عن قراراتهم في المحكمة.
وقال أمين المظالم إن توجيه صاحب العمل لعمال الخدمة الأساسية، للحصول على التطعيم مرجح، إذ تحتاج هذه الأعمال للبقاء مفتوحة في بؤر الفيروس.
وأوضح الدكتور عما برّو: "اللقاح في أستراليا ليس إجبارياً، هذا خياركم، الخيار الصحيح أن تأخذوا اللقاح، والخيار الخاطىء أن لا تأخذوه، وفي حال كان هذا قراركم، رجاء احموا نفسكم وأحباءكم من خلال السلوكيات الوقائية التي اعتدنا عليها منذ بدء الجائحة والمتمثلة في غسل اليدين والتباعد الجسدي وارتداء الكمامة."
كما تطرق برّو إلى ندوة طبية توعوية إلكترونية، قامت بها الجمعية الطبية العراقية الأسترالية النيوزيلندية والمجلس العربي الأسترالي بمشاركة مركز قدرات المهاجرين في غرب سيدني، والتي تحمل عنوان "الشباب ولقاحات كوفيد-19."
وأشار إلى ضرورة التجاوب مع تساؤلات الشباب من خلال عرض الحقائق العلمية للتمييز بين العقلانية والشائعات، معتبرا أن الندوة أفسحت المجال أمام المشاركين لطرح الأسئلة مباشرة والاستفسار حول ما يشغل بال الشباب بالنسبة لسلامة اللقاحات المتاحة وماهيتها.
وتعد هذه الندوة واحدة من مبادرات عديدة أطلقتها مؤسسات مختلفة مجتمعية وطبية وغيرها ضمن الجالية العربية لنشر التوعية بشأن ضرورة الوقاية من كوفيد-19 من خلال التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وارتداء الكمامة وحماية الذات والعائلة والأقرباء والمجتمع من خلال أخذ اللقاح.
ومن المتحدثين خلال الندوة، البروفسور أحمد الربيعي أخصائي الجهاز الهضمي وجراحة الناظور، وجوشوا كراس الذي تحدث عن التردد في الإقبال على أخذ اللقاح وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قرارات الشباب، والدكتورة زينب رضا أخصائية أمراض الدم في مستشفى ليفربول.
وتشدد السلطات الصحية في البلاد على ضرورة استشارة الطبيب الخاص للحصول على المشورة الشخصية والنصيحة الطبية الأفضل لكم بشأن اللقاحات وكل تبعات كوفيد-19.