اسمها يتحدّث عنّها. هي الأم والجدّة لأحد عشر حفيدًا وفي انتظار ولادة حفيدين آخرين بنعمة الله.
سوزان، سارة، سندس، صفيّا، عايشة، علي، لقمان وعبد الكريم هم مملكتها وبهجتها. رعايتها اليوميّة لأولادها الثّلاثة الذين ولدوا مع حاجات خاصّة تتمثّل ببطءٍ في النمّو وتأخر عقليّ. استبلقت هذا الواقع كنعمةٍ كما تقول.
Ebtihaj with two of her grandchildren. Source: Ebtihaj Shahrouk
النقاط الرئيسية
- أمّ لثمانية أولاد، ثلاثة منهم ولدوا مع حاجات خاصّة
- مقدّمة الرعاية بشكلٍ يوميّ لأولادها الثلاثة
- لم تفكّر للحظة بإنهاء الحمل عند اكتشاف حالة الجنين
أبرقت عيناها وهي تحدّثنا عن أولادها وأحفادها. الأمومة بحدّ ذاتها تتطلّب عطاءً كليًّا فكم بالحريّ في حالة رعاية من هم بحاجة لاهتمام خاص. ووصفت هذه الخبرة قائلة:
شعرتُ بأنّ الله أعطاني نعمة!
رُزقت إبتهاج بسوزان إبنتها الأولى، ومن بعدها بسارة وسندس اللتان هما من ذوي الحتياجات الخاصّة، فاضطرّت إلى تمضية معظم أوقاتها في المستشفى ولكنّها أثنت على دعم المجتمع لها قائلة:
أعانني الله بوجود الكثير من النّاس إلى جانبي. دعمني المجتمع كثيرًا، وليس المجتمع العربي فحسب، إذ جعل منّي المرأة التي أنا عليها اليوم!
كان تقبّلُ هذا الواقع أمرًا صعبًا في البداية، ولكّنه تكرّر ثلاث مرّات فقبلته كنعمة تتكرّر لثلاث مرّات، مرّكزة على "القبول" كموقف محوري في الحياة مهما كانت الظّروف اذ لا يمكن أن يسعد الإنسان إلّا ذاته.
لم تسأل الله لحظة السؤال الأصعب "لما أنا؟" وكأنّ نعمةً خاصّةً التي ترافق طفل ذوي الاحتياجات الخاصّة ويبدو أنّ هذه النّعمة قد رافقتها.
الإنسانيّة التي يعامل بها ذوو الإحتياجات الخاصّة في أستراليا، لا يعبَّر عنها وأشعر أن لديّ كنزٌ في العائلة!
قرّرت عدم الانفتاح على الإنجاب بعد طفلتها سندُس
احترامًا منها لحاجات بناتها الثلاث التي تتطلّب تفرّغًا كاملًا، اختارت إبتهاج تخصيص كل الوقت لهذه الرّعاية وعدم الإنفتاح على الإنجاب.
كانت تتلقى كل الحب والدّعم من والدي زوجها المقيمين معها في المنزل اذ كان الجدّ يرفض أن يتناول الطّعام قبل أن يطعم سارة وسندس.
وعندما كان والدا زوجها يعبّران عن رغبتهما في ولادة الحفيد المنتظر، كانت تمازحهما بطرافة قائلة " أنتما أنجبا بدلًا عنيّ!" لكنّ الله أعطاها هدية الحياة التي لم تكن تنتظرها، إذ عبّرت قائلة:
أعطاني الله هديّة سأقبلها كما هي! لا أستطيع أن أعبّر عن مشاعري لكنّني أشعر أنّني أغنى النّاس على وجه الأرض. Image
النّعمة الثّالثة،آخر العنقود
ها هو الواقع يتكرّر للمرّة الثالثة ولكن هذه المرّة في عمر الأربعة والخمسين بعد أن قدّمت كل الرّعاية لسارة وسندس. فولادة عبد الكريم، الطّفل الأصغر والثّالث مع الإحتياجات الخاصّة، كان تحدّيًا وقد قرّبها أكثر من زوجها الذي قدّم كل الدّعم والرّعاية.
تتحدّثُ اليوم عن عبد الكريم وهي تذرف دموع الفرح قائلة:
عندما رآني عبد الكريم أبكي فرحًا هذا الصّباح، أخذ يلمسني بحبّ وأعطاني محرمة لمسح دموعي. أي طفل آخر كان ليسألني عن سبب بكائي أما هو فمسح دموعي!
دعوتها إلى كلّ أمّ وأب
وجّهت دعوة إلى كلّ أم وأب يعيشان النّكران أو الرّفض لولد بحاجة لاهتمام خاص قائلة:
إقبلوا أولادكم! كونوا إيجابيّين. الرّضى والقبول أساسيّان. أولادي بحاجة لرعاية على مدار السّاعة ولا أستطيع تركهم لثانية. ورغم هذا، فأنا لم أُخبّئ أولادي يومًا في المنزل بل أمشي بفخر معهم. فهم هديّة من الله وليس منّي!
إبتهاج بحاجة لوقت، فوق الوقت، لرعاية أولادها وأحفادها. ورغم ذلك تجد متّسعًا من الوقت لتبية كلّ دعوةٍ للأعمال التطوّعية.
إنّ تقدمة الرّعاية لأولادها الثلاثة ذوي الإحتياجات الخاصّة داخل المنزل، لم تمنعها من الانفتاح على حاجات أكبر وإذ بها تلبّي كلّ دعوة للتطوّع في مبادرات إنسانيّة عديدة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على