النقاط الرئيسية:
- لم يحلم العميد المتقاعد أنطونيوس طوق دخول السلك العسكري في طفولته، ولكنه قدره أخذه إليه فأحبه وخدم وطنه من كل قلبه.
- كان من الصعب على العميد طوق العودة إلى الحياة المدنية بعد التقاعد.
- شجع العميد طوق ابنته على دخول عالم الطيران وهي اليوم ضابط في سلاح الجو الأسترالي.
ولد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أنطونيوس مخايل المهنا طوق في بشري سنة ١٩٥٢ وتلقى علومه في مدرسة بشري الرسمية ثم انتقل إلى ثانويتها حيث أكمل شهادة الثانوية العامة.
تقدم العميد طوق على عدة مجالات لإكمال ليشق طريق المستقبل، منها الطب في بلجيكا والطيران المدني في شركة طيران الشرق الأوسط، لكن حظه قاده إلى الكلية الحربية التي نجح في الالتحاق بها وتخرج في آب/ أغسطس ١٩٨٠ وبدأ مشواره العسكري.
قام العميد طوق بزيارة إلى أستراليا سنة ١٩٩١ حيث كانت أخته وعائلتها، وهنا شاء القدر أن تعرف على زوجته التي لحقت به حط بعد عام إلى لبنان حيث تزوجت وأكملا حياتهم سوياً.
العميد المتقاعد أنطونيوس طوق مع عائلته Source: Supplied
لم تكن الخدمة سهلة وكان يتم احتجازنا لأيام أوقات الأزمات ولكن رغم ذلك كنت أحب حياة العسكرية.
كما كانت تربط العميد طوق علاقة استثنائية بزملائه، فكانوا جميعاً بمثابة عائلة واحدة يخافون ويغارون على بعضهم البعض.
كان زملاؤنا يموتون أمام أعيننا وهذا ما كان يزيد من مسؤوليتي للحفاظ على أرضي ووطني.
كانت العسكرية مدرسة حياة بالنسبة للعميد طوق، تعلم منها الثبات في الحياة والانضباط والمحبة وإنشاء العلاقات الجيدة مع الأخرين.
جُبلت الحياة العسكرية في شخصية العميد طوق، وهذا ما جعل العودة إلى الحياة المدنية بعد التقاعد أمراً صعباً عليه. فيقول إنه كان يعيش ضمن برنامج معين يتبرمج العسكريون على أساسه. كما أنهم يعتادون على زملائهم الذين يعيشون معهم، فيرونهم أكثر من عائلاتهم الشخصية لذا كان من الصعب ترك كل هذه الأمور.
عندما نخلع البدلة العسكرية ونعود إلى البيت نترك الكثير من الأمور وراءنا.
رغم عمل العميد طوق على الفصل بين حياته العسكرية وحياته المدنية في منزله، إلا أنه كان من الصعب أن يغير كثيراً من نفسه ومبادئه في المنزل، فكان الانضباط والتهذيب والترتيب من المبادئ الأساسية في المنزل التي نشأ عليها أبناؤه. وما ساعده في ذلك هو تمتع زوجته بهذه الصفات أيضاً، فكان تأثيره إيجابياً على تربية الأبناء فنشأوا على هذه المبادئ وتعلموها أيضاً.
بعد كل هذه السنوات لا زال العميد طوق يشتاق لحياته العسكرية ورفاق السلاح والأحاديث التي كانت تدور بينهم والحياة المشتركة التي كانوا يعيشونها بحلوها ومرها.
Source: Supplied
أتى العميد طوق إلى أستراليا مع زوجته وولدهما في تموز/ يوليو 2019 لترتيب أمور أبنائهم قبل الأزمة الاقتصادية في لبنان التي حكمت لاحقاً عليهم بالبقاء في أستراليا لمساعدة الأهل والأقارب بما يقدون عليه.
عندما حان الوقت لنرتاح أنا وزوجتي عاودنا البدء هنا من تحت الصفر، ولكن الحمدالله الأمور جيدة وجميع ابنائي وزوجتي يعملون الآن.
ابنة العميد طوق من أكثر المتأثرين بشخصيته، فهي اليوم ضابط في سلاح الجو الملكي الأسترالي، وكان هو من أكبر الداعمين والمشجعين لها لتحقيق أحلامها ولم يخش أبداً من دخولها هذا العالم.
لم يحلم العميد طوق في طفولته ان ينضم للسلك العسكري، ولكن عند قبوله في الكلية العسكرية سلم لإرادة الله وخدم جيشه ووطنه من كل قلبه.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على