فيما يصعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤكدًا ان " لا تهدئة ولا هدنة ولا وقف لإطلاق النار حتى تفكيك بنية حزب الله العسكرية" معتبرًا ان منع إيران من الحصول على السلاح النووي أولوية قصوى لإسرائيل التي تتمتع بحرية التصرف في إيران أكثر من أي وقت مضى، تعمّ مظاهرات حاشدة تل أبيب متهمة نتنياهو بافشال جميع محاولات التوصل إلى هدنة لوقف الحرب وإعادة الأسرى.
أبلغت واشنطن إيران أنها لن تستطيع وقف إسرائيل إذا نفذت هجوماً جديداً بحسب موقع "أكسيوس"، وان إسرائيل سترد حتى لو اتى الهجوم من العراق، اما الرئيس الإيراني يقول ان ايران لا تسعى للحرب لكنها سترد على أي هجوم إسرائيلي.
استهل الأستاذ الجامعي المشارك ومدير قسم العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية د. عماد سلامة مداخلته عبر برنامج "صباح الخير استراليا" بقراءة هذا الفشل في التوصل الى هدنة مرتبط بعمليات التصعيد المستمر من الجانب الإسرائيلي التي تستهدف البنى التحتية في الجنوب اللبناني وغزة زفي المقابل يأتي الرد اذ يقول:
" هذا التصعيد مستمر لم يتم الوصول الى حل أمني وسياسي، وإسرائيل لن تقبل بالعودة الى الوضع السابق الذي قد يعيد حزب الله وإيران الى التموضع"،
الطرفان متمسكان بمواقفهما ولا استعداد منظور لتغيير قواعد اللعبة
يترقب سلامة نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تعيد خلط الأوراق اذ يقول:
"نجاح ترامب الجمهوري سيمنح قوة أكثر لإسرائيل وتصلبًا تجاه حماس وحزب الله، اما هاريس فستحمل ليونة أكثر وهي التي أعربت عن ورفض الاقتتال مع تأكيد الحق للدولتين في الوجود، فالديمقراطيون بشكل عام يريدون نوعًا من الحل السلمي".
وعما إذا كان حزب الله يخوض حربًا ليست له على ارضه في معركة وجودية بين إسرائيل وإيران بدم لبناني على الأراضي اللبنانية يجيب سلامة:
"لبنان دولة مخطوفة من إيران وإسرائيل وأصبحنا ارض معركة التي تتصارع عليها الدول العسكرية والشعب اللبناني المسالم بكامل طوائفه بات ضحية صراعات القوى الكبرى".
يتابع سلامة قائلًا:
الدم اللبناني مسترخص من قبل من يحارب في لبنان وهناك قيادات لا تعي مدى حجم الكارثة
يشرح سلامة أن ما نشهده اليوم هو عملية ممنهجة لتدمير الضفة الغربية كما غزة والجنوب اللبناني سيما المدن الأساسية ذات الكثافة السكانية الشيعية. وحول كيفيّة تحديد حزب الله وجهته المستقبلة في مرحلة ما بعد نصر الله يقول سلامة:
" مشروع المقاومة مضطر ان يرفع السقف للتوصل الى حد أدنى من التفاوض مع إسرائيل، ولكن هذا لا يعني ان الحزب لم خسر الكثير من بيئته العسكرية والسياسية ويتأرجح رغم امتلاك بعض الإمكانيات العسكرية والقدرات الاستراتيجية".
يشرح سلامة أن حزب الله سيخسر الحزب ورقته الأساسية مع القرار 1701 وتسلم الجيش اللبناني وحده مام الأمن على الأراضي اللبنانية كاملة وهذا ينفي سبب وجوده قائلًا:
"المرحلة القادمة لن تكون سهلة لحزب الله وهي مرتبطة بإرادة إيران الإقليمية وما اذا كانت ستسلم بخسارتها لحزب الله ام تعيد تأكيد حيوته بالنسبة لمصالحها ولكن الأمر لن يكون سهلاً".
وختم معلقًا على عملية الانزال البحري الذي نفذته قوة إسرائيلية في البترون شمال لبنان واعتقلت على أثره المواطن اللبناني عماد أمهز:
الجيش اللبناني يئن وغير مؤهل لمواجهة إسرائيل وما يستنزفه هو ازدواجية الأمن وجود دولة داخل الدولة
فيما ترتفع حصيلة القتلى في لبنان الى نحو 3 جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء الصراع، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أن توسيع إسرائيل قصفها على لبنان مؤشرٌ على رفضها مساعي وقف إطلاق النار، بعد غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وبعلبك فيما طلب ميقاتي بتقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي تعقيبًا على عملية والانزال البحري.
ماذا ستحمل الانتخابات الأميركية لهذا الصراع الذي دخل عامه الثاني؟
الإجابة مع د. عماد سلامة في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.