الحب جمع لبنان وهولندا في استراليا وما همّ عائق اللغة؟: " أنفقت 700 دولار آنذاك للتحري عنه"

Samira 1.jpg

Lebanese Samira Bayeh shares the richness of 30 years of marriage to S=Dutch Australian David Costa, a partner from a different culture.

في هذه الجزيرة البعيدة، التقت المهاجرة سميرة البايع شريك العمر دايفيد الذي ولد في استراليا لاب مهاجر من هولندا في أواخر الخمسينات، وتكلّل حبها بالزواج في عام 1993. بعد ثلاثين سنة من الشراكة بين قلبين وثقافتين، هل الزواج المختلط غنى ام ذوبان للهوية لخلق هوية مشتركة؟


النقاط الرئيسية:
  • التقت المهاجرة اللبنانية سميرة البايع زوجها الهولندي الأصل دايفد كوستا، في استراليا بعد هجرتها عام 1989
  • تحدت تقاليد عائلتها والموروثات الاجتماعية وعائق اللغة وغامرت في زواج مختلط
  • تزوجت بعد تسعة أسابيع من الخطوبة من دايفد، في عرس تألق مع فرقة الأرز وبدأت مسيرة من تلاقي الثقافتين في حلوها وتحدياتها في زواج توج شمعته الثلاثين
الزواج في حدّ ذاته تحد يومي لخلق مساحة مشتركة للحبيبين في مشروع واحد، ويبقى التحدي الأكبر هو ان يتم التلاقي دون ان يذوب الواحد بالآخر.

هاجرت سميرة البايع كوستا الى استراليا في خريف عام 1989، تاركة مسقط رأسها كفردلاقوس في شمال لبنان وبلدة زغرتا التي ترعرعت فيها وحملت معها ارثها ثقافتها وعاداتها الى استراليا دون ان تعي ان هذا الترحال سيحط بها في قلب دايفيد الذي قد لا يحكي لغّتها، ولكنه يحاكي قلبها ووجدانها.

هنا في استراليا، التقت سميرة برفيق عمر المستقبل وهي تعمل في مطعم للوجبات السريعة لأحد اقاربها بانتظار جواب دائرة الهجرة لطلب لجوئها السياسي الى استراليا. تقول كوستا لبرنامج Good Morning Australia: "فتحت استراليا باب اللجوء السياسي آنذاك للبنانيين، وبدأت بالعمل بانتظار تقديم طلبي".

"دخل دايفد المطعم ومن اول نظرة وقعت في شباكه، فأصبح يزور المطعم بشكل يومي".

التقيا على محطة القطار فسألها ان كانت ستعود الى المنزل مع زوجها، فأجابته بكلمات متلعثمة باللغة الإنكليزية اذ كانت تفتقر الى اللغة انها ليست متزوجة وليس لديها شريك، فدعاها لارتشاف القهوة معه فقالت:
لا أخرج مع رجل شعره طويل فأتى في اليوم التالي بشعر قصير
وبات فنجان القهوة يجمعهما يوميًا مع حوار بكلمات بسيطة الى أن رافق دايفيد سميرة الى قداس عيد الفصح، فما كان به الى ان جثا على ركبتيه بعد القداس لطلب يدها، فخجلت جدًا لان المشهد كان اشبه بالأفلام الرومنسيّة وليس بالواقع.
قلت له بعجالة، الجميع ينظرون الينا، قم عن الأرض
قال القلب نعم ومد جسرًا من التواصل مخترقًا جدار اللغة، ولكن العقل بدأ يطرح أسئلته حول مدى قبول الأهل التقليديين بزواج مختلط. في هذا الإطار تقول كوستا: "كيف لي ان أخبر شقيقتي واهلي بأنني سأرتبط بشخص غير لبناني؟"

رفضت شقيقة سميرة هذا الارتباط الا ان الأهل قبلوا بشرط التأكد من أن دايفد هو الشخص المناسب.

"طلب الأهل التحري حوله وأنفقت 700 دولار آنذاك للتحري عن دايفد".

تزوجا بعد تسعة أسابيع من الخطوبة في عرس تألق مع فرقة الأرز التي كانت سميرة من أعضائها وبدأت مسيرة من تلاقي الثقافتين في حلوها وتحدياتها.
Samira 2.jpg
لا شك أن اللغة شكلت عثرة اذ لم تكن سميرة آنذاك تتقن الإنكليزية على عكس اليوم اذ باتت المترجمة الفورية لزوجها في كل اللقاءات العائلية.
يقولون لي عند رؤيتي أتت المترجمة اذ أحاول الا اترك دايفيد غريبًا عن الأحاديث العائلية حتى المزاح
يشارك دايفد اليوم في كل الواجبات الاجتماعية من تقديم العزاء الى المشاركة في الافراح، اذ قرر الانتماء الى سميرة ثقافة وقلبُا واولويات وهي بادلته هذا الكرم والانفتاح.

" أنا امثّل لبنان في هذه العلاقة. أنتمي لعائلتي كما عائلته".
Samira 3.jpg
Samira with her husband David in her country of birth, Lebanon
تنظر سميرة الى مسيرة مشعة من الحب فتقول عن شريك العمر:
أحبني دايفد، كبّرني، اعطى قيمة لي ولأهلي
زار دايفيد ارض لبنان مرتين كما بات مقيمًا في قلب سميرة، وعشق الوطن الأم لحبيبته كما زارت سميرة عائلة دايفد في هولندا مرارًا، وينقلان هذا الانتماء الثنائي لا بل الثلاثي لولديهما جون وسايمون.

" أقول لولديّ والدكما هولندي، والدتكما لبنانية وأنتما ولدتما في أستراليا".
IMG-20230501-WA0024(1).jpg
Samira Bayeh Costa with her husband David and their sons John and Simon
بعد مسيرة 30 عامًا من الزواج الذي جمع ثقافتين، ما النصيحة التي قدمتها سميرة لكل من سيقدم على زواج مختلط؟

 الإجابة مع سميرة البايع كوستا في الملّف الصوتيّ أعلاه.
 "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو

شارك