قد تكون ظاهرة الأستراليين الذين يستقدمون شركائهم من الخارج من الظواهر المنتشرة بين مختلف الجاليات الإثنية بحيث وصل عدد تأشيرات الشريك الممنوحة العام الماضي إلى 40 ألف تأشيرة. غير أنه بعيداً عن وطنهم الأم، وفي ظل وجودهم على تأشيرة مؤقتة، ما هي الخيارات المتاحة أمام الشريك غير الأسترالي حال تعرضه للعنف الأسري؟ هل يخاطر بخسارة تأشيرته بالانفصال عن الشريك؟
أس بي أس عربي 24 ناقشت هذا الموضوع مع محامية الهجرة جودي حموي. جدير بالذكر أن واحدة من كل ست نساء في أستراليا يتعرّضن للعنف الجسدي أو الجنسي على يد الشريك، وكثيرات منهن قادمات جدد قد لا يملكن مهارات عالية في اللغة الإنجليزية أو قدرة على فهم حقوقهن.
ما هي تأشيرة الشريك؟
هناك نوعان من تأشيرة الشريك وهما:
- تأشيرة الزواج المرتقب وهي المخصّصة للذين تجمعهم خطبة فقط ولم يرتبطوا بعد بالزواج.
يمكن للشخص التقدّم على تأشيرة الشريك في حال كان مرتبطاً بشخص يحمل الجنسية الأسترالية أو يملك إقامة دائمة في أستراليا أو حتى يحمل الجنسية النيوزيلندية. يجب على الشريكين أن يكونا فوق سن الثامنة عشر، وعليهما إثبات وجود علاقة حقيقة وجديّة بينهما. وعادة تكون الأدلة المطلوبة لإثبات العلاقة في تأشيرة الزواج المرتقب (Prospective Marriage Visa) أقلّ من تلك المطلوبة في تأشيرة الزواج.
يحصل الشريك عادة على تأشيرة مؤقتة مدتها نحو السنتين يستطيع بعدها التقدّم على الإقامة الدائمة حال كانت العلاقة لا تزال مستمرة، وبعد الحصول على الإقامة الدائمة لا يبقى وجود الشخص في أستراليا مرتبطاً باستمرار العلاقة مع الشريك.
ماذا لو انفصل الشريكان قبل حصول صاحب التأشيرة على الإقامة الدائمة؟
ينصّ قانون الهجرة الأسترالي بشكل عام على إلغاء التأشيرة للشخص الذي يحمل تأشيرة الشريك المؤقتة في حال انفصاله عن شريكه الأسترالي (أو النيوزيلندي أو صاحب الإقامة الدائمة). غير أن هناك ثلاث حالات استثنائية لا تُلغى فيها التأشيرة عند الشريك ويمكنه أن يتقدّم للحصول على الإقامة الدائمة وهي:
- وفاة الشريك صاحب الإقامة الدائمة أو الجنسية الأسترالية
- وجود ولد للشريكين وحكم من قبل محكمة العائلة يقضي أنّ الولد يجب أن يبقى مع الشريك
- إثبات حصول عنف منزلي والذي يمكن أن يكون عنفاً جسدياً أو معنوياً
TA silhouette of a man threatening a woman Source: AAP
من حق الشريك حماية نفسه من العنف الأسري
ويأتي الشرط الأخير في إطار المساعي الحكومية للحدّ من العنف الأسري خصوصاً بحق القادمين الجدد على تأشيرة الشريك. ولم يعد هؤلاء بحاجة إلى الرضوخ وتحمّل العنف للبقاء في أستراليا، إذ يمكن لضحايا العنف الأسري الإنفصال عن شريكهم دون خسارة التاشيرة حال تمكنوا من إثبات العنف الأسري.
وكان مجلس الشيوخ قد مرّر مشروع القانون المتعلّق بالعنف العائلي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والذي بموجبه أصبح من الضروري الحصول على موافقة سلطات الهجرة قبل التقدم بطلب تأشيرة الشريك. أي أن الكفيل يخضع لاختبار شخصية وتدقيق في تاريخه قبل التقدم بطلب التأشيرة. وعند الموافقة والتقدم بطلب التأشيرة يخضع أيضا الطرف الآخر اختبار شخصية وتدقيق سعيا من السلطات لتقليل حالات العنف الأسري.
لمزيد من المعلومات يمكنكم الإستماع إلى اللقاء الكامل مع المحامية جودي حموي من خلال الضغط على التطبيق الصوتي أعلاه
نذكر ان هذه المواضيع هي لأغراض الاطلاع العام فقط. عليكم طلب المشورة القانونية قبل اتخاذ أي إجراء. أس بي أس لا تتحمل المسؤولية لاعتمادك على مضمون هذه المواد.