حذرت السلطات الصحية في نيو ساوث ويلز من احتمالية ارتفاع مفاجىء بحالات الإصابة بكورونا في النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر إلى أن يبلغ الذروة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وبالنسبة للحالات الغير حرجة، يوفر النظام الصحي الأسترالي خدمة استشارة الأطباء عن بُعد، عبر الهاتف ومن خلال تقنية الفيديو و Tele Health لمساعدة المواطنين على تقييم أوضاعهم الصحية وتحديد ما إذا كانت تستدعي الاتصال بسيارات الإسعاف والتحقق من سلامتهم.
وفيما تسير نيو ساوث ويلز بخطى ثابتة لتحقيق معدل 70% من التطعيم بشكل كامل الشهر المقبل، من المتوقع ان يكون أكتوبر أسوأ شهر على صعيد الاستشفاء والدخول إلى العناية المركزة بحسب تصريحات مسؤولين حكوميين وصحيين في الولاية.
وتفيد الأرقام الحالية بأن معدل الاستشفاء للأشخاص المصابين بكوفيد-19 هو 11%، وهذا الرقم مرشح للارتفاع تزامناً مع الارتفاع المحتمل بأعداد الحالات الإيجابية في الأسابيع المقبلة.
ومن العوامل المؤدية لاحتمالية وصول عدد الإصابان إلى "الذروة" في الأسابيع المقبلة، التأخير بين إصابة الشخص بالفيروس وإدخاله إلى المستشفى، بحسب تقارير صادرة عن هيئة المراقبة التابعة لـ NSW Health.
ووفقاً للأرقام الحالية، فإن متوسط الوقت بين اكتشاف الإصابة والوفاة حوالي 11 يوماً، ما يعني أن هناك حالات لا يتم كشفها بالسرعة المطلوبة.
هذا وتتغير طريقة التعامل مع الحالة الوبائية مع تغيير المعطيات اليومية ومستجدات الحالة الصحية.
وبرزت مخاوف من انهيار القطاع الصحي وأعرب الكثيرون عن قلقهم مما إذا كانت المستشفيات والطواقم الطبية مجهزة ومؤهلة للتعامل مع زيادة الحالات التي تستوجب الرعاية المركزة.
وفي حديث له مع أس بي أس عربي24، قال طبيب الصحة العامة وطبيب الطوارئ في مستشفيات سيدني الدكتور زياد بسيوني إن "الضغط لم يكن مفاجئاً، فالتخطيط لهذه المرحلة على الصعيد الفدرالي وحكومات الولايات بدأ منذ 18 شهراً".
وأشارت رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز، غلاديس بريجيكليان إلى إمكانية تخفيف القيود بدءًا من يوم الإثنين القادم، ورفع سعة وحدات العناية المركزة لتستوعب 1,550 مريضاً.
وأوضح الدكتور بسيوني أن "النظام الصحي في نيو ساوث ويلز يعمل كوحدة واحدة، مثلاً حين تصعب الأمور في مستشفى ليفربول وتمتلىء القدرة الإسيعابية، تنقل سيارات الإسعاف المرضى إلى أقسام الطوارىء في مستشفيات أخرى مثل بانكستاون أو فيرفيلد وغيرها، ولو لزم الأمر أو تأزم الوضع، تتم الاستعانة بمستشفيات أبعد، على غرار مستشفى وولونغونغ والمستشفيات الأخرى بما يتناسب مع كل حالة على حدة".
أما عن جهوزية النظام الصحي في أستراليا، وقدرته على استيعاب المزيد من الحالات المحتملة، قال الدكتور بسيوني: "عندي تفاؤل حذر أن النظام الصحي سيكون جاهزاً للتعامل مع ارتفاع محتمل بأعداد الإصابات بكورونا".
وارتفعت معدلات التطعيم في بعض ضواحي سيدني الأكثر تضرراً من تفشي كوفيد-19، مما يجعل وتيرة التطعيم هناك أعلى بكثير من المتوسط الوطني حيث تمضي حكومة نيو ساوث ويلز قدماً بخططها الرامية لرفع القيود الصحية.
وتلقى ما يقرب من 86% من سكان منطقة بلاكتاون جرعتهم الأولى من لقاح كوفيد-19، وهو سادس أعلى معدل تطعيم في كل أنحاء البلاد.
ورأى الدكتور بسيوني أن "نسبة تطعيم العالية ستضعف المرض وتساعد على التعامل معه كالرشح أوالأنفلونزا الموسمية، ففي أيسلاند وصلت نسبة تطعيم السكان المؤهلين إلى 93% وعندهم حالات إصابة أكثر لكن نسبة الوفيات أقل بكثير من قبل ومعظمها من غير المطعمين".
وأعرب مختصون في التعامل مع الجائحة عن إمكانية استعانة وحدات العناية المركزة بالمستشفى بطواقم طبية من مناطق أو ولايات أخرى حيث يمكن أن تضطر بعض المستشفيات للانتقال إلى مرحلة العمل في "نظام الطوارئ" بعد التوقعات بتضاعف إجمالي عدد المقبولين ثلاث مرات في تشرين الأول/أكتوبر.
أما عن ساعات الانتظار الطويلة التي اختبرها البعض وهم داخل سيارات الإسعاف التي قامت بنقلهم الى المستشفى، قال الدكتور بسيوني إنه سبق وشهد ظروفاً مشابهة في سنوات مضت: "فترات الانتظار معتاد عليها في ذروة الشتاء حين تكثر المشاكل التنفسية، وكانت فترات الانتظار تقارب الخمس ساعات مع وصول العديد من الأولاد وكبار السن إلى المستشفيات في وقت واحد بدواعٍ صحية طارئة."
وحدث في الآونة الأخيرة أن كبرى الشركات مثل بريد أستراليا اضطرت لعزل مئات من موظفيها بسبب اتصال وثيق بحالات كوفيد-19 كما أن عدداً من الممرضين والممرضات اضطروا للعمل بدوام ثنائي بسبب عزل طواقم طبية في أقسام ثبتت فيها إصابة مرضى بكورونا، كما تم إجبار المئات من ضباط شرطة نيو ساوث ويلز على العزل الذاتي بعد أن التقط بعضهم العدوى أثناء أداء مهامهم.
وناشدت السلطات الصحية بعدم الاتصال بالطوارىء دون اضطرار لتخفيف الضغط عن الكوادر الطبية لكي تتمكن من الاستجابة للحالات الضرورية التي تستوجب الدخول السريع إلى المستشفى، وللتمييز والتأكد من أن الحالة الصحية تستوجب الاتصال بسيارات الإسعاف أو الذهاب الى قسم الطوارىء بالمستشفى.
وشدد الدكتور بسيوني على أهمية استشارة طبيب العائلة عبر التقنيات المتاحة: "المواطن العادي لا يمكنه تحديد خطورة الحالة".
ونصح بسيوني باستشارة الأطباء سريعاً ودون تردد من خلال خدمة Tele Health وعبر الهاتف، حيث يتم تشخيص الحالة وما إذا كانت تستدعي التدخل الطبي السريع والأتصال بالإسعاف أو إذا كان يمكن علاجها من خلال مراجعة الطبيب خلال الدوام".
استمعوا إلى المقابلة الكاملة مع الدكتور زياد بسيوني في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.