ابتهاج الصباحي هي والدة لارا الصباحي، طالبة بالصف السابع، وهي كفيفة وتحتاج إلى مساعدة عند التنقل من مكان لآخر.
قالت السيدة الصباحي إن حوادث التنمر المستمرة التي لم يتم حلها والتي تدعي أنها حدثت خلال عام 2021-2022 أجبرت عائلتها على الانتقال إلى الضواحي للعثور على مدرسة أخرى حرصاً على سلامة لارا.
وقالت لـ SBS Arabic24 إن حوادث التنمر والإهمال التي زعمت أن لارا تعرضت لها حدثت من النصف الثاني من العام الماضي وحتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي.
قالت الصباحي: "في 22 تشرين الثاني/نوفمبر2021، أخبرتني لارا أنها تُركت في فصل دراسي بمفردها وتم إغلاق الباب من دون وجود أي مشرف لمدة ساعتين بينما ذهب جميع الطلاب الآخرين إلى غرفة أخرى لحضور درس اللغة الإيطالية".
عادت لارا إلى المنزل منهارة وقالت لي إنها كانت تبكي وحدها في الفصل. لم تكن تريد العودة إلى هذه المدرسة مرة أخرى.
ادعت السيدة ابتهاج أنها عندما أثارت مخاوفها مع نائب مدير المدرسة في اليوم التالي، كان الرد أن المعلمة اعتقدت أن لارا كانت غائبة.
"لم يحاول أحد الاتصال بي للتحقق مما إذا كانت لارا غائبة أو لمحاولة العثور عليها".
قالت السيدة ابتهاج إنها اتصلت بعد ذلك بوزارة التعليم للإبلاغ عن الحادث.
عقدت الدائرة اجتماعاً في 30 تشرين الثاني /نوفمبر 2021، ضم ممثل القسم ووالدي لارا ومديرة المدرسة ونائبها لمناقشة الحادث.
أعقب هذا الاجتماع رسالة من الوزارة بتاريخ 1 كانون الأول /ديسمبر 2021 اطلعت عليها SBS Arabic24 إلى كلا الوالدين تنص على أن لارا ووالديها سيبلغون جميع مخاوفهم المستقبلية مباشرة إلى مديرة المدرسة ونائبتها لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحل أي مشاكل بشكل مباشر.
جاء في الرسالة أن ممثل الوزارة يرغب في "تقديم اعتذار نيابة عن الدائرة عن أي محنة سببها الموقف" إلى لارا وعائلتها.

Lara Al-Sabahi Source: Ibtihage Al-Sabahi
"حوادث تنمر جديدة"
ادعت والدة لارا أنها حاولت الإبلاغ عن مخاوفها مجدداً في الفصل الأول من العام الدراسي الحالي (شباط/فبراير – آذار/مارس 2022) إلى مجلس الإدارة والمعلمين الآخرين. وتدعي أنه لم يتم أخذ تلك المخاوف على محمل الجد، كما لم يتم اتخاذ أي إجراء لضمان عدم تعرض لارا للأذى من الطلاب الآخرين.
قالت لارا في مقابلتها مع SBS Arabic24 إنها في نهاية الفصل الأول من هذا العام الدراسي كانت لا تزال تتعرض للتنمر من قبل زملائها في الفصل.
قالت: "ينكزون جسدي ويضربونني ويصرخون في أذنيّ".
كما ادعت ابتهاج أن لارا تعرضت للعض في رأسها في 21 اذار/مارس 2022.
اقرأ المزيد

"الحيوان المشعر": هكذا واجهت تعرضي للتنمر
وكانت المدرسة قد التزمت، في اجتماع تشرين الثاني/نوفمبر 2021 مع وزارة التعليم، وفي الخطاب المرسل بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 2021، بتكليف أحد المعلمين بمرافقة لارا في ساحة المدرسة في الصباح قبل بدء الصفوف الدراسية.
لكن السيدة ابتهاج قالت إن لارا زعمت أنها لا تزال تُترك بمفردها في الصباح وأنها تعرضت للتخويف من قبل الطلاب الآخرين إلى أن جاء أحد المعلمين ورافقها إلى الفصل.
من الحوادث الأخيرة التي سجلتها السيدة ابتهاج حول مزاعم التنمر التي تواجه لارا، "سحب الطلاب الكرسي من خلف لارا عندما كانت تحاول الجلوس في 14 أذار/مارس 2021، مما أدى لسقوطها على الأرض".
تدعي لارا أن أحد المعلمات، التي ساعدتها في وضع كيس ثلج على كدماتها، طلبت منها ألا تخبر والديها بما حدث.
وزعمت السيدة ابتهاج أنها أبلغت اثنين من المعلمات المساعدات اللواتي يتحدثن العربية عن هذه الحادثة. وقالت إن هاتين المعلمتين هما في العادة من يوفر خدمة الترجمة بين إدارة المدرسة والوالدين اللذين يعانيان من ضعف في اللغة الإنجليزية. وادعت السيدة ابتهاج أنه منذ ذلك الحين، لم يقدم لها أحد أي إجابة.
"لم أعد أرغب في إرسالهما إلى هذه المدرسة"
نزهة برك، والدة أخرى، وأرملة لديها ثلاث بنات.
منهن توأمان في مدرسة Lurnea الثانوية ادعت أنهما تعرضتا لحوادث مماثلة لما أسمته بـ "إهمال المعلمين".
حلا وحنين حسن كلاهما في الصف الثامن لذوي الاحتياجات الخاصة.
قالت نزهة إنها تحدثت إلى مديرة المدرسة، ونائبتها، ومسؤول من وزارة التعليم حول حوادث التنمر والإهمال التي زعمت أن بناتها عانين منها طوال العام الماضي 2021 وبداية هذا العام 2022.
وزعمت أن إحدى بناتها تعرضت للتنمر الجسدي في 17 شباط/فبراير 2022 من طلاب آخرين.
"اشتكيت إلى المدرسة ولم أسمع بأي إجراء ضد الطلاب الآخرين لردعهم أو معاقبتهم على ضرب ابنتي. حصلت على اعتذار شفي فقط".
ادعت نزهة أيضاً بعد شهر من حادثة شباط/فبراير، أن المدرسين تركوا بناتها بمفردهن دون إشراف.

Hala and Hanin Hassan Source: Nazha Barak
وقالت: "تركت [المدرسة] حلا وحنين في الشارع دون إشراف بعد أن تأخرت عن موعد استلامهن في 19 مارس/آذار 2021".
وأضافت نزهة أن وقت الاستلام من المدرسة كان الساعة 3 مساءً.
"وصلت في الساعة 3.10 مساءً ولم أجد أي شخص في منطقة الالتقاء. عندما تحققت من هاتفي لمعرفة ما إذا كانت المدرسة قد حاولت الاتصال بي، لم أجد أي محاولات".
"شعرت بأن قلبي توقف عندما لم أجد أي شخص في المدرسة. بدأت بالبحث عنهن في الشارع وحول المدرسة في يوم ممطر جدًا."
قالت نزهة لـ SBS Arabic24 إنها عندما طرحت مخاوفها على المدرسة، تلقت اعتذاراً شفهياً وتأكيدات بأن الحادث لن يتكرر.
كما زعمت أن حوادث التنمر ذات الطبيعة الجنسية كانت تحدث في أواخر العام الماضي، بما في ذلك حث زملاء الدراسة للتوأم على الذهاب وتقبيل الأولاد.
هذا العام، صُدمت عندما عادت إحدى ابنتيّ إلى المنزل في 30 أذار/ مارس لتخبرني أن إحدى زميلاتها في الفصل سحبت بنطالها الرياضي للأسفل أمام الأولاد.
قالت السيدة نزهة إنها طلبت مقابلة المديرة لتقديم شكوى بشأن الحادث.
"أكدت لي المديرة أنه سيتم التحقيق في هذه الحادثة وقدمت اعتذاراً شفهياً".
والدة حلا وحنين تقول إنها حزينة للغاية من سلسلة الحوادث التي تعرضت لها بناتها. وأعربت عن شعورها بالعجز الشديد بسبب عدم اتخاذ أي إجراء من المدرسة موضحة أنه يتم تجاهلها من قبل الإدارة.
"كل ما أريده الآن هو نقل الفتيات إلى مدرسة أخرى. أنا قلقة للغاية على بناتي وصحتهن النفسية".
وقالت السيدة نزهة إنها قررت في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تقديم طلب لنقل بناتها إلى مدرسة أخرى من أجل حمايتهن.
مع ذلك، قالت إن الرد على طلب النقل الخاص بها استغرق وقتًا طويلاً للغاية. بعد أربعة أشهر، في آذار/مارس 2022، تلقت المدرسة رداً من وزارة التعليم جاء فيه أن الطلب قد "تم تأجيله" على أساس عدم وجود مساحة لكلتا الفتاتين للانتقال معاً إلى مدرسة في منطقة أخرى.
"لم أعد أرغب في إرسالهن إلى هذه المدرسة حفاظاً على سلامتهن، لكن المدرسة قالت إنني (إذا لم أفعل ذلك) سوف أخالف القانون وأحاسب".

Nazha Barak claimed that one of her two daughters was subjected to physical bullying on February 17 this year from other students at Lurnea High School. Source: Nazha Barak
"اعتداء في يوم الوئام"
صبا حسني، والدة الطالب صالح في الصف السابع، قالت إنها صُدمت من مزاعم تعرض ابنها للتنمر الجسدي في يوم التناغم الوطني (21 أذار/مارس) في وقت سابق من هذا العام.
وقالت السيدة صبا: "ذهب صالح في هذا اليوم، مرتدياً وشاحاً حول رقبته، ثم تعرض للاعتداء الشديد من قبل ثلاث فتيات".
شدوا الوشاح حول رقبته لدرجة الاختناق. وقال صالح إن المعلمة كانت في الفصل.
وتضيف: "ترك هذا علامات على رقبته وجرح جلده من شدة الاحتكاك. وكان يخشى العودة إلى المدرسة لبضعة أيام بعد الحادثة".
وزعمت السيدة صبا أنها أثارت الحادث مع المدرسة التي أكدت لها أنه سيتم التحقيق في الحادث. مع ذلك، قالت السيدة حسني إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء.
وتطالب المدرسة بأن تسعى لوضع سياسات واضحة وصريحة للحد من حوادث التنمر وفرض عواقب على الطلاب.
قدمت SBS Arabic24 شكاوى العائلات الثلاث إلى مدرسة Lurnea الثانوية لطلب الرد. وقامت وزارة التعليم بالرد نيابة عن مديرة المدرسة ونائبتها والموظفين الآخرين في البيان التالي:
"تُعتبر سلامة ورفاهية وإدماج جميع الطلاب في المدارس الحكومية في نيو ساوث ويلز أمراً بالغ الأهمية.
تعمل المدارس الحكومية في نيو ساوث ويلز على توفير مجتمعات تعليمية آمنة وشاملة ومحترمة تعزز رفاهية ومشاركة الطلاب.
يتم الرد على جميع حوادث إصابة الطلاب من قبل المدارس ويتم إخطار أولياء أمور الطلاب/مقدمي الرعاية وفقاً لذلك.
لقد تم إشراك المجتمع المدرسي ومعالجة شكاوى المستهلكين في دائرة التعليم في نيو ساوث ويلز لمعالجة الأمور المتعلقة بمدرسةLurnea الثانوية.
تتم مراجعة برنامج إدارة السلوك المدرسي وبرامج مكافحة التنمر سنوياً بما يتماشى مع قانون سلوك الطلاب وانضباط الطلاب في المدارس الحكومية في نيو ساوث ويلز.
تلتزم الوزارة بتوفير التعليم الشامل لجميع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارسنا العامة، وفي فصول الدعم في المدارس العادية، والمدارس المخصصة لأغراض محددة. ويتم إدراج الدمج في جميع جوانب الحياة المدرسية، وهو مدعوم بثقافة المدرسة وسياساتها وممارساتها اليومية.
ترفض الوزارة جميع أشكال سلوك التنمر بما في ذلك التنمر عبر الإنترنت على الطلاب والموظفين؛ ويُطلب من الطلاب أن يكونوا شاملين وأن يحترموا الطلاب الآخرين ومعلميهم وموظفي المدرسة وأعضاء المجتمع، وألا يتنمروا أو يضايقوا أو يرهبوا أو يميزوا ضد أي شخص في مدارسنا".
وأضاف متحدث باسم وزارة التعليم في نيو ساوث ويلز أن مدرسة Lurnea الثانوية قد راجعت وعززت عملياتها لضمان عدم ترك الطلاب مثل لارا بدون إشراف وقدمت لوحات برايل على لافتات إرشادية لمساعدة لارا والطلاب الآخرين الذين يعانون من إعاقات بصرية.
"إذا اعتقد الطالب أو الوالد أو مقدم الرعاية أنه لا يتم التعامل مع مسألة ما بشكل فعال، يمكنهم إحالة الأمر إلى مدير المدرسة لمعالجتها".
"إذا كان الطالب أو الوالد أو مقدم الرعاية لا يزال لديه مخاوف بعد إحالة الأمر إلى مدير المدرسة، ويرغب في الحصول على المشورة، يمكنه الاتصال ب في مكتب التعليم المحلي".
"إذا لم يتم حل المشكلة بعد ذلك ، يمكنهم الاتصال في وزارة التعليم المحلي، الذي يجب أن يتبع ، التي تنطبق على جميع المدارس العامة ودور الحضانة في نيو ساوث ويلز".
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه بحاجة إلى دعم للصحة النفسية، فيمكنك الاتصال بـ Beyond blue على 4636 22 1300 و Kids help line على 1800 55 1800.