وسط حراك محموم بين الأحزاب لكسب أصوات الناخبين، يبرز إصدار جديد يُعد بمثابة دليل مبسّط لفهم النظام السياسي الأسترالي، موجّه إلى شريحة طالما بقيت على هامش المشهد ألا وهي الجاليات المهاجرة، ولا سيما الناطقين بالعربية.
ففي كتابه الصادر حديثاً الذي يحمل عنوان:
Australia Votes: The Political System and the Future of Democracy Down Under من تأليف الباحث سامح الجوادي، يقدّم ما يحتاجه القارئ لفهم الحياة السياسية الأسترالية للمشاركة فيها بوعي وثقة.
في مقابلته مع إذاعة أس بي أس عربي، تحدث الجوادي عن دوافعه لتأليف هذا الكتاب، مشيراً إلى أن معظم المهاجرين يركزون في سنواتهم الأولى على الاستقرار المعيشي والعمل والتعليم، ويغفلون أهمية فهم السياسة المحلية الأسترالية التي تؤثر مباشرة على تفاصيل حياتهم اليومية. وأضاف:
"كثير من المهاجرين لم يعتادوا على المشاركة السياسية في بلدانهم الأصلية، وهذا الشعور بالبُعد أو بعدم الفاعلية ينتقل معهم إلى أستراليا، مما يجعلهم يغيبون عن واحدة من أهم آليات التأثير وهي صناديق الاقتراع."
الكتاب لا يقتصر على الجانب التعريفي بل يقدّم رحلة سلسة تبدأ من تاريخ النظام السياسي في أستراليا منذ عام 1901، مروراً بتطور الحقوق الانتخابية، وصولاً إلى الهيكل الحكومي وكيفية تشكُّل البرلمان ومهام الحكومة، وانتهاءً بدليل عملي حول كيفية التصويت وماهي حقوق الناخب وواجباته.
كما يستعرض الجوادي أهم الأحزاب السياسية الفاعلة حالياً، مع إضاءة خاصة على ظهور كيانات جديدة مثل حزب (Australia’s Voice)، إضافة إلى الحركة الناشئة "Muslim Votes Matter" التي تسعى لتوعية المسلمين والعرب بأهمية التصويت والمشاركة السياسية الفاعلة.
غلاف كتاب الباحث سامج الجوادي
يتطرق الكتاب إلى أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطية الأسترالية اليوم، وعلى رأسها مسألة الشفافية في تمويل الحملات الانتخابية، ودور المرشحين المستقلين، والاتجاه المتزايد نحو التصويت الإلكتروني، إضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل الرأي العام، وتغير اهتمامات الناخبين، خصوصاً الأجيال الجديدة.
ويشير الجوادي إلى أن هذه المتغيرات تشي بولادة نظام سياسي أكثر تنوعاً، تمثيلاً، ورقابة، مطالباً بتقوية مشاركة الأقليات، وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات السياسية.
الباحث سامح الجوادي
يشير الجوادي إلى أن من أبرز ما يحمله الكتاب من رسائل صريحة هو دعوته للمهاجرين، وخاصة الجالية العربية، إلى كسر حاجز الخوف أو السلبية تجاه السياسة. ويقول الجوادي:
"بعض العرب يرى أن التصويت لا يُغيّر شيئاً، أو يخشى من عواقب وهمية، لكن هذا العزوف يضرّنا. فالسياسة هنا تمسّ حياتنا اليومية، وكل صوت يُحدث فرقاً، حتى وإن كنا أقلية عددية."
وختم الجوادي حديثه بالإعلان عن أن هذا الكتاب هو جزء من سلسلة معرفية يعمل على إطلاقها تباعاً، تحت عنوان شامل: "حياتنا في أستراليا"، بهدف تسليط الضوء على التحديات اليومية للمهاجرين، واقتراح حلول عملية تسهم في اندماجهم الإيجابي وتحقيق ذواتهم في وطنهم الجديد أستراليا.
استمعوا لتفاصيل الحوار مع الباحث سامح الجوادي حول تشكيل الوعي السياسي في الوطن الجديد أستراليا، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.