تمر اليوم الذكرى السنوية الثانية للحرب في السودان. حرب انطلقت في الخامس عشر من ابريل نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع وتحولت الى حرب طاحنة عصفت بآمال وطموحات ملايين السودانيين، ولم تترك خلفها سوى الموت والدمار والنزوح والجوع والمرض.
وفي حلقة جديدة من سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان قُتل أكثر من 100 مدني في مخيم زمزم في إقليم دارفور وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بينما أفادت منظمة الإغاثة الدولية بمقتل تسعة من موظفيها الإنسانيين على يد المهاجمين. وكانت قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية قد اعلنت سيطرتها على المخيم الذي يضم نصف مليون لاجئ بعد يومين من القتال.
وفقد محمد إلداي، وهو من سكان سيدني، أكثر من 13 فردًا من أفراد عائلته في أعمال العنف بالمخيم. واعادت احداث القتل الاخيرة الى ذاكرة عائلة الداي المجازر التي تعرض لها اقليم دارفور عام 2000. ومع انقطاع الاتصالات تعيش عائلة الداي خوفا لا ينقطع على من تبقى من الاهل
الأمر صعب للغاية، وكأننا نعيش في تعاسة. لا نعرف أبدًا متى سيأتي الحدث التالي. لا نعرف إن كان أفراد عائلتنا سيموتون أم سيعيشون يومًا آخر. لا نعرف على الإطلاق
واعلنت منظمة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسف) بالامس أنّ “عامين من الحرب والنزوح حطّما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء السودان
وسلّطت اليونيسف في بيانها الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرّض أطفال للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي، مشيرة إلى أنّ هذه الانتهاكات “ازدادت بنسبة ألف بالمئة خلال عامين” وانتشرت في جميع أنحاء البلاد.
وتقول المحاضرة في العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية الاسترالية بينا دارفسكي إن هناك خطرا بضياع جيل كامل من السودانيين بسبب هذه الحرب
الاطفال هم الاكثر ضعفا وعادة ما يفقدون الحماية مما يعرضهم للاستغلال والانتهاك وكل انواع الاذى
من ناحية اخرى اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا في العاشر من الشهر الجاري يوثق الفظائع التي تتعرض لها النساء السودانيات في هذه الحرب والتي تشمل الاغتصاب، والاستعباد الجنسي بالإضافة إلى الضرب المبرّح والتعذيب والقتل والتي تشكل جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية ارتكبها طرفا الصراع
وعن وضع المرأة السودانية كنا قد استضفنا عبر اثير اس بي اس عربي الدكتورة احلام ابراهيم طبيبة الاسرة في سيدني ورئيسة الجمعية الاسترالية السودانية للصحة والرفاه والتي قالت
المرأة السودانية عزيزة وقوية وما يحصل لها الان من انتاكات لحرمتها وكرامتها امر صادم. عاد الرق الى السودان حيث تباع النساء في الاسواق
ويقول الصحافي الاسترالي السوداني خالد عثمان رئيس تحرير صحيفة المهاجر في استراليا إنه وبعد عامين من الحرب يعيش السودان كارثة انسانية يقابلها تضاءل الاهتمام والدعم المالي الدولي لضحاياها من المدنيين
واضاف السيد عثمان
ساهمت الحرب في استشراء الفساد وسرقة موارد السودانيين حيث حصلت الحكومة على مليار ونصف من صادرات الذهب التي انفقتها على جهود الحرب
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على و وعلى .
