البداية والتأسيس
تأسست فرقة "طرب" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وولدت من مركز ابن رشد الثقافي العربي في ملبورن، الذي يركز على نشر الثقافة العربية باللغة الإنجليزية. يقول يوسف ريماوي، مؤسس الفرقة: "جاءت فكرة تأسيس الفرقة بعد سلسلة من الأنشطة الثقافية والموسيقية التي أقمناها في المركز. قررنا أن الموسيقى تكون وسيلة فعالة للتواصل الثقافي بين الشعوب، خاصة مع وجود فراغ موسيقي في أستراليا يتعلق بالموسيقى الكلاسيكية العربية غير الغنائية." كان الهدف تقديم تجربة موسيقية جديدة ترتكز على التزاوج بين الطرب الكلاسيكي العربي وأصوات الغرب.

تشكل فرقة "طرب" مثالاً حيًا على كيفية دمج مختلف المدارس الموسيقية لتقديم موسيقى تنقل المشاعر من الشرق إلى الغرب. يضم الفريق موسيقيين من خلفيات متنوعة، من بينهم العازف السوري كريكور خضريان، الذي يعد من أبرز عازفي الساكسفون في أستراليا، والعازف الأسترالي مايكل كاري، الذي يعزف على آلة الدابل بايس. هذه التنوعات لا تقتصر على الثقافات العربية فقط، بل تشمل أيضًا مدارس موسيقية أخرى، حيث انضمت إلى الفريق عازفة الفلوت الأسترالية سارا مكدونلد، وعازفة الناي اليابانية شهارو هوتا.

تتميز فرقة "طرب" بالتعاون المستمر بين الموسيقيين من ثقافات متنوعة. يوسف ريماوي يصف تجربته مع العازفين الغربيين قائلاً: "من خلال تعاوننا مع موسيقيين من مدارس موسيقية مختلفة، نتمكن من إضافة أبعاد جديدة للغناء العربي. على سبيل المثال، العازف كريكور خضريان أضاف طبقات جديدة لألحان الموسيقى العربية دون التأثير على اللحن الأصلي، بينما سارا مكدونلد جلبت معها من الموسيقى الكلاسيكية فكرة الهارموني، مما أضاف بعدًا جديدًا في العزف."
الإقبال على الموسيقى العربية في أستراليا
رغم التحديات، استطاعت الفرقة جذب جمهور متنوع من مختلف الثقافات. يقول مايكل كاري، العازف الأسترالي في الفرقة: "موسيقى الشرق لها جمال فريد وأعماق عميقة، وهو ما جذبني للانضمام إلى فرقة طرب. أجد أن المزج بين الموسيقى الغربية والعربية يضيف طابعًا خاصًا. حتى وإن كانت بعض الإيقاعات صعبة، فإنها تمنحني فرصة لتعلم أشياء جديدة."

أحد التحديات التي واجهت فرقة "طرب" هو إيجاد التوازن بين الحفاظ على أصالة الموسيقى العربية وبين تقديمها للجمهور الغربي. يوسف ريماوي يوضح: "علينا أن نوازن بين أمرين: الأول هو تقديم الموسيقى العربية بأصالتها، والثاني هو أن نكون قادرين على جذب المستمع الغربي، مما يعني أننا يجب أن نكون حذرين في كيفية دمج الأساليب الموسيقية المختلفة دون التأثير على اللحن العربي الأصلي."
أداء متميز وتجربة موسيقية فريدة
من أبرز الأعمال التي قدمتها الفرقة، كانت معزوفة "يا ساكن الليل" للمطربة اللبنانية فدوى عبيد، التي أداها الفريق بشكل رائع بترجمة موسيقية أضافت بعدًا جديدًا لهذه المعزوفة. كذلك، كانت الموشحات الأندلسية مثل "لما بدأ يتثنى" و"أرجعي ألف ليلة" من بين الأعمال التي لاقت إعجاب الجمهور بشكل كبير.
الخطوات القادمة للفرقة
الفرقة تسعى دائمًا للابتكار وتقديم تجارب موسيقية جديدة، حيث ستشارك في حفلات قادمة تتضمن تعاونًا مع جوقة غنائية. سيقدمون أربع أغانٍ عربية مشهورة، مثل "أعطيني الناي" لفيروز، و"يما مويل الهوى" من فلسطين. كما يتعاونون مع شعراء أستراليين لكتابة كلمات جديدة تتماشى مع الألحان العربية وتجمع بين اللغتين العربية والإنجليزية.