أهلا بكم! اليوم، نتجه إلى قلب غرب كوينزلاند النائي لاستكشاف إحدى أكثر الظواهر غرابة في أستراليا: إنها Min Min lights أو ما يعرف بأضواء مين مين في بلدة بوليا.
هل هي خدعة بصرية؟ أم أسطورة قديمة؟ استعدوا لاستكشاف إجابة هذا السؤال في هذه المغامرة الشيقة.
تستمد أضواء مين مين اسمها من فندق مين مين، وهو منشأة معزولة في غرب كوينزلاند حيث تم الإبلاغ رسميًا عن الأضواء لأول مرة في أوائل القرن العشرين.
تقع بلدة بوليا على بعد حوالي 1700 كيلومتر غرب بريسبان. يعود تاريخ أول مشاهدات مسجلة للأضواء إلى عام 1838 في كتاب "ستة أشهر في جنوب أستراليا" وتم الإبلاغ عنها في عام 1918،
ووفقًا للروايات المحلية، اكتشف أحد رعاة الماشية أثناء مروره عبر المنطقة في وقت متأخر من الليل ضوءًا غريبًا معلقًا. ظن الراعي أنه مصباح، ولكن عندما اقترب، تحرك الضوء بعيدًا بشكل غامض.
ما هي أضواء مين مين؟
توصف أضواء مين مين عادةً بأنها كرات متوهجة من الضوء تحوم فوق الأرض مباشرة. قد تظهر هذه الأضواء كضوء واحد أو أضواء متعددة، وتختلف في الحجم واللون، من الأبيض إلى الأصفر والأخضر وحتى الأحمر.
ولكن ما يجعلها مميزة حقًا هو طبيعتها المراوغة. فالأشخاص الذين يحاولون مطاردة الأضواء غالبًا ما يجدونها تتحرك بعيدًا، وكأنها تمتلك عقلًا خاصًا بها. ويزعم آخرون أن الأضواء تتبعهم لأميال، فقط لتختفي دون أن تترك أثراً.
LISTEN TO
مشوار إلى موقع بورت آرثر التاريخي: بدأ كمستعمرة عقابية وأصبح موقع جريمة هزت أستراليا
SBS Arabic
14/12/202406:52
تختلف روايات الشهود: يقول البعض إن الأضواء صغيرة وقريبة، ويصفها آخرون بأنها كبيرة وبعيدة، مثل فانوس عائم في الأفق. ولكن هناك شيء واحد يتفق عليه الجميع - رؤية أضواء مين مين هي تجربة لا تُنسى.
على الرغم من أن مشاهدة راعي الماشية عام كانت أول رواية مسجلة، إلا أن أضواء مين مين معروفة منذ فترة أطول بكثير.
قصص الأمم الأولى
لآلاف السنين، كان السكان الأصليون الأستراليون في المنطقة يروون قصصًا عن أضواء غريبة تجوب المكان. بالنسبة لشعوب أستراليا الأصلية، لم تكن هذه الأضواء مجرد ظاهرة غريبة - بل كانت تحمل معنى ثقافيًا وروحيًا أعمق.
تتداخل أضواء مين مين مع النسيج الثقافي الغني لشعوب أستراليا الأصلية في كوينزلاند.
تصف قصص الأمم الأسترالية الأولى الأضواء بأنها أرواح الأجداد الذين يراقبون الأرض أو كنذير شؤم. كانت الأضواء تُرى أحيانًا على أنها تحذير لأولئك الذين لا يحترمون الأماكن المقدسة أو يغامرون بالذهاب إلى الأراضي المحرمة.
تضفي هذه الحكايات جوا من الغموض على لغز أضواء مين مين. ولا يزال كبار السكان الأصليين في أستراليا يشاركون هذه القصص اليوم مما يضمن بقاء الأهمية الروحية للأضواء حية.
حقيقة أم أسطورة؟
يزعم المشككون أن أضواء مين مين هي مجرد وهم بصري أو أسطورة من نسج الخيال. ولكن مع وجود العديد من المشاهدات على مر السنين، فإن إنكار وجود الأضواء ليس بالأمر السهل.
حتى العلماء والمسافرين المخضرمين الذين يزورون بوليا للتحقيق غالبًا ما يخرجون بأسئلة أكثر من الإجابات. الأضواء حقيقية بمعنى أن الناس يرونها حقًا. والسؤال الأكبر هو: ما الذي يسببهها؟
Feral camels, Camelus dromedarius, on sand dune. Near Boulia, central west Queensland, Australia. Credit: Auscape/Universal Images Group via Getty
التفسير الأكثر قبولًا هو ظاهرة تُعرف باسم "fata morgana" وهو نوع من السراب الناجم عن الظروف الجوية.
في حرارة غرب كوينزلاند، يمكن للضوء أن ينحني وينعكس على مسافات طويلة، مما يجعل الأشياء مثل مصابيح السيارات أو نار المخيمات تبدو وكأنها تحوم وتتحرك بشكل غامض.
بحسب نظرية أخرى فإن الأضواء ناجمة عما يعرف بـ"bioluminescence" أو "التلألؤ الحيوي" من الحشرات الليلية أو الطيور.
في حين أن العلم يقدم تفسيرات معقولة، فإن طريقة تحرك الأضواء تبقي الأمر لغزا. هل هو مزيج من الخداع البصري والعوامل البيئية؟ أم أن هناك شيئًا أكثر سحرًا؟
كيفية رؤية أضواء مين مين
إذا كنتم تتوقون إلى مشاهدة أضواء مين مين بأنفسكم، فتوجهوا إلى بلدة بوليا النائية الصغيرة.
تحتضن بوليا بفخر سرها الغامض من خلال مركز مين مين إنكاونتر الذي يقدم تجربة تفاعلية تغوص عميقًا في التاريخ والعلوم والأساطير المحيطة بالأضواء.
لزيادة فرصتكم في رؤية الأضواء، قوموا بالمغامرة في الليالي الصافية التي لا يضيؤها القمر. غالبًا ما يتم الإبلاغ عن أضواء مين مين في المناطق الطبيعية الشاسعة المفتوحة بالقرب من بوليا.
تذكرنا أضواء مين مين أن العالم لا يزال يحمل أسرارًا تتحدى المنطق وقدرتنا على التفسير.
سواء كنت تراهم أرواح السكان الأصليين أو ظاهرة علمية مثيرة أو مزيج بين الاثنين، فلا يمكن إنكار جاذبية أضواء مين مين. تربطنا تلك الأضواء بالقصص القديمة للأرض وبعجائب عالم المجهول.
لذا في المرة القادمة التي تزورون فيها كوينزلاند، تحلوا بقليل من الصبر وانتظروا في الظلام. فربما تشاهدون ضوءا غامضا في الأفق.
