لا داع لأن تمتلك مهارات شخصية جيمس بوند السينمائية أو أن تتخلى عن ما درسته في الجامعة وتتوقف عن حضور المناسبات العائلية للإنضمام إلى
ربما لا يفضل الكثير من أبناء الجالية العربية الانضمام إلى صفوف القوات الأمنية في أستراليا ويفضلون قطاعات أخرى عليها، إلا أن العمل في تلك المؤسسات يحمل فرصا ومزايا، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين حلموا بهذه المهنة منذ الصغر.
المحقق نخلة سكر لبناني الأصل هو أحد هؤلاء ممن تخيلوا أنفسهم في صفوف الشرطة الفيدرالية وحقق حلمه بالفعل. يتذكر المحقق سكر البالغ من العمر 40 عاما، أول مرة داعبت الفكرة خياله: "أردت أن أصبح شرطيا عندما كنت في السنة الدراسية السادسة، رسمت رسومات ما زلت احتفظ بها وأتخيل بها نفسي كشرطي".
Source: AFP
ويضيف نخلة الذي التحق بسلك العمل الشرطي عام 2006: "أتشرف أن أمثل الجالية العربية واللبنانية في الشرطة الفيدرالية، في وظيفة تتطلب الكثير من المسؤولية في مواجهة الأخطار" شارحا أن الحفاظ على أمن المجتمع هو أقل ما يمكنه فعله.
ويعتبر نخلة خدمته في الشرطة الفيدرالية كجزء من عرفان بالجميل لأستراليا وما قدمته لأبيه الذي وصل إلى أستراليا في أربعينات القرن الماضي ووالدته التي أتت إلى أستراليا في الستينات وقال: "أستراليا أعطتهم الكثير وكإبن لهذه العائلة، هذا أقل ما يمكنني فعله من خلال الخدمة في الشرطة الفيدرالية وهي طريقتي لأقول شكرا إلى أستراليا."
التوازن بين العمل والحياة ممكن
وعند سؤاله حول قدرته على التوازن بين متطلبات عمله وحياته الخاصة علق المحقق سكر قائلا " المسؤولية جمة على عاتق رجل الشرطة وفي بعض الأحيان من الصعب عدم جلب العمل إلى المنزل، لكنني أجد مخرجا عبر جعل عائلتي أولوية مع الحرص على المشاركة فيما يفعلونه".
وأضاف " في البداية قد يكون هذا صعبا، لكن مع الوقت تصلح الأمور".واستدرك قائلا "الشرطة الفيدرالية مكان رائع للتوازن بين العمل والحياة، حيث نتلقى كافة أشكال الدعم لتحقيق هذا التوازن" مضيفا أن المحقق يحصل على ستة أسابيع كإجازة سنوية.
Source: AFP
وأوضح أن ما يساعد على هذا التوازن هو ثقافة العائلة والصداقة التي تسود الشرطة الفيدرالية حيث يصبح الأفراد الذين تخدم معهم بمثابة العائلة أو كفريق رياضي له هدف واحد، مؤكدا على أن الشرطة الفيدرالية تتيح للشخص تطوير مهاراته في العمل وخارجها.
كما أكد نخلة على أن الخبرة الحياتية تجعل هذه المهنة أسهل، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعتمد على الشخص نفسه. وقال نخلة موجها حديثه إلى أي شخص تجاوز الثامنة عشر من عمره "أهلا وسهلا بك يمكنك تقديم طلب الإنضمام إلى الشرطة الفيدرالية".
وأضاف " نحن مؤسسة تقدر كافة الناس من جميع مناحي الحياة".
العميل 007
هناك العديد من الأفكار المغلوطة حول العمل في الأجهزة الأمنية والمخابرات، مثل ضرورة تمتع الشخص بمهارات العميل البريطاني الخيالي جيمس بوند المعروف بـ 007 والتمتع بمهارات ميدانية عالية.
ومن ضمن الأفكار المغلوطة أيضا، أن هكذا وظائف تستقطب فقط غير الحائزين على شهادات جامعية، إلا أن الشرطة الفيدرالية تسعى إلى استقطاب المميزين في عدة مجالات وحقول علمية.وتعليقا على هذا قال المحقق نخلة " أنا أحمل شهادة في علوم الكومبيوتر والمعلوماتية، وما تعلمته في هذه الشهادة استخدمته في عملي خاصة في ظل هذه الأوقات وفي محاربة الجريمة الإلكترونية".
Daniel Craig, who played as James Bond. Source: Press Association
وأضاف" الشرطة الفيدرالية كالعائلة الواحدة كل فرد فيها لديه مهارات تعلمها، فلدينا محاسبون ومحامون وحملة شهادات عليا في مجال إدارة الأعمال". كما أكد على أن الشرطة الفيدرالية تقدم.
وكشف نخلة أنه حاليا يدرس القانون بدعم وتشجيع من مؤسسته، داعيا كافة الأشخاص من مختلف الأشخاص إلى الانضمام للشرطة الفيدرالية.
لا تعارض بين الهوية العربية والخدمة
وحول معارضة بعض الأهل من الجالية العربية انضمام أبنائهم إلى الشرطة الفيدرالية مخافة حدوث مشاكل لهم في علاقتهم مع محيطهم العربي علق قائلا "لم أواجه مشاكل في هذا السياق وكل منا جاء من خلفية معينة وأفهم ما تقوله، وكما قلت سابقا الإنضمام إلى الشرطة الفيدرالية هو انضمام لعائلة والشرطة تثمن الأشخاص وتقدر التعددية الثقافية لأن هذه الوظيفة تمثل شرائح المجتمع كافة".
وأضاف " في كل مرة التقي بعربي بالشرطة الفيدرالية أشعر بالفخر لاخيتارهم هذه المهنة، فهؤلاء اختاروا هذا الطريق ولم ينظروا ورائهم ويعلمون بجد واجتهاد ويضيفون حبهم للحياة".
وتابع قائلا" هذه تجربتي وأنا أشجع أي شخص لديه الشغف بتطبيق القانون الإنضمام إلى الشرطة خاصة الفيدرالية".
هل يجب الانتقال إلى كانبرا
وفي هذا السياق ، كشف نخلة أنه اضطر إلى الانتقال للعاصمة كانبرا لمدة ستة أشهر وكانت أوقات صعبة عليه خاصة وأنه مقيم في سيدني، مشيرا إلى أن هناك توجه في المؤسسة حاليا لتوفير التدريب في المناطق القريبة من سكن المنتسبين.