هل يؤثر خفض الفائدة على انتعاش سوق العقارات في سيدني وملبورن؟

Australia Housing Market

Source: Pixabay

تشهد الأسواق العقارية تحولات متسارعة مدفوعة بالسياسات النقدية المتبعة، حيث يشكّل خفض أسعار الفائدة أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في توجهات السوق.


بينما يتساءل المستثمرون والمشترون المحتملون عما إذا كان الارتفاع الحالي في الأسعار يعكس انتعاشًا حقيقيًا أم مجرد توقف مؤقت في الاتجاه التنازلي سلط بودكاست "عالم العقارات" الضوء على هذه القضية في حوار معمّق مع الخبير العقاري تشاد عربيد.

سياق السوق العقاري: ارتفاع بعد ركود؟

وفقًا لتشاد عربيد، فإن السوق العقارية الأسترالية شهدت طفرة كبيرة خلال فترة جائحة كوفيد-19، حيث أدى خفض البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) لأسعار الفائدة إلى مستويات تاريخية إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 30% و40% بين عامي 2021 و2022. لكن مع بدء البنك المركزي في رفع الفائدة اعتباراً من أيار/ مايو 2022، بدأت الأسعار تتباطأ تدريجيًا، حتى سجلت انخفاضاً طفيفاً بلغ 0.4% في الربع الأخير من العام الماضي.

ورغم هذا التراجع المحدود، لا تزال السوق العقارية الأسترالية تتمتع بصلابة استثنائية، مدعومة بالطلب المرتفع وقلة المعروض، وهو ما يحافظ على استقرار الأسعار ويحد من أي تراجعات حادة.
Chad Arbeed.jpg

خفض الفائدة: كيف يؤثر على قرارات الشراء؟

يشرح عربيد أن خفض الفائدة يزيد من قدرة المشترين على الاقتراض، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستويات الطلب على العقارات. فكل انخفاض بنسبة 1% في سعر الفائدة يعزز القدرة الشرائية للمشترين بنحو 10% إلى 12%. فعلى سبيل المثال، إذا كان المشتري مؤهلاً للحصول على قرض بقيمة مليون دولار عند فائدة 6%، فإن انخفاض الفائدة إلى 5% يرفع قدرته الشرائية إلى 1.1 مليون دولار، مما يدفع الأسعار نحو الارتفاع.

هل نشهد انتعاشاً حقيقياً أم مجرد موجة مؤقتة؟

يؤكد عربيد أن العوامل الاقتصادية الكلية، مثل التضخم، السياسات الحكومية، والأحداث الجيوسياسية، تلعب دوراً حاسماً في تحديد اتجاهات السوق العقارية. وبينما يُتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع، فإن الوتيرة ستكون أبطأ مما كانت عليه خلال فترة الجائحة، مما يشير إلى استقرار تدريجي وليس طفرة غير مستدامة.
LISTEN TO
AA Mamdouh Tawdrous image

كيف يمكنك توفير المال في الفواتير والمشتريات اليومية؟ إليك هذه الطريقة

SBS Arabic

04/03/202512:40

فقاعة عقارية أم استقرار طويل الأمد؟

يرفض عربيد فكرة وجود فقاعة عقارية وشيكة، مشيراً إلى أن الحكومة الأسترالية تعمل على سد فجوة العرض عبر التخطيط لبناء 1.2 مليون وحدة سكنية جديدة بحلول عام 2029. ومع استمرار أزمة السكن وارتفاع تكاليف الإيجارات، يبدو أن الأسعار ستظل على مسار تصاعدي، ولكن ضمن نطاق أكثر استدامة.

أين تكمن الفرص الاستثمارية؟

خلال حديثه، لفت عربيد إلى أن مدينة ملبورن شهدت أكبر تراجع في الأسعار بين الولايات الأسترالية، حيث انخفضت بنسبة 3% خلال العام الماضي. كما تسببت السياسات الضريبية الجديدة في نزوح حوالي 20 ألف مستثمر إلى ولايات أخرى، مما أثر على ديناميكيات السوق المحلية. ومع ذلك، يرى عربيد أن ملبورن وهوبارت لا تزالان من أكثر الوجهات الواعدة للمستثمرين الباحثين عن فرص نمو مستقبلية.

شراء أم استئجار: أيهما الخيار الأمثل الآن؟

يشير عربيد إلى أن السوق العقارية تتجه نحو ارتفاع يتراوح بين 5% و7% حتى نهاية العام، ما يجعل الشراء قراراً مناسباً لمن يخططون للاحتفاظ بعقاراتهم لمدة لا تقل عن 3 إلى 5 سنوات. أما من ينتظرون تخفيضًا إضافيًا في أسعار الفائدة، فيحذر عربيد من أن البنك الاحتياطي الأسترالي قد لا يجري أي تعديلات قبل الانتخابات الفيدرالية المرتقبة في أيار/ مايو.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك