أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة إسرائيلية الاثنين على بلدة في منطقة عكار في أقصى شمال البلاد أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم يعد واحدا من الأكثر بعدا من الحدود اللبنانية-الإسرائيلية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس بأن المبنى الذي دمّرته الغارة كانت تقطنه عائلة نازحة من جنوب لبنان، مشيرا إلى أن الشخص المستهدف هو أحد أفرادها وهو عضو في حزب الله.
وجاء في بيان وزارة الصحة اللبنانية أن "غارة العدو الإسرائيلي على عين يعقوب في عكار أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثمانية شهداء وإصابة أربعة عشر آخرين بجروح".
وردا على سؤال لفرانس برس قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت عنصراً في حزب الله وإن الصاروخ المستخدم فيها إنما كان الهدف منه تجنّب إلحاق الضرر بمدنيين.
وبعد عام من فتح حزب الله اللبناني جبهة عبر الحدود إسنادا لحليفته حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، كثفت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وأكّد رئيس اتحاد بلديات المنطقة التي تتبع إليها القرية روني الحاج لفرانس برس أن الغارة استهدفت "منزلا من طابقين يقطنه نازحون"، مضيفا أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة البعيدة أكثر من مئة كيلومتر عن حدود لبنان الجنوبية.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل سبعة أشخاص على الأقلّ في غارة اسرائيلية على بلدة السكسكية في جنوب لبنان.
وقتل 23 شخصا الأحد في غارة على بلدة علمات التي تقع في قضاء جبيل شمال بيروت، وفق ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
وقضى أكثر من 3240 شخصا في لبنان غالبيتهم من المدنيين وفق وزارة الصحة اللبنانية منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع اسرائيل قبل أكثر من عام.
قمة الرياض: لا سلام من دون إقامة دولة فلسطينية
أكدت القمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض الاثنين على أن لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967، داعية الى حشد الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطين.
وندّد البيان الختامي للقمة بـ"العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وقطاع غزة"، داعيا إلى "إنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى"، وكذلك إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في لبنان.
واجتمع زعماء الدول العربية والإسلامية في الرياض بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة والتي أعقبها تصعيد إقليمي تطوّر إلى حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود اللبنانية.
وحضّت حركة حماس الدول العربية والإسلامية على تنفيذ مقررات القمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض وإجبار إسرائيل على وقف "عدوانها".
epa11714666 A handout photo made available by the Turkish Presidential Press Office shows participatory leaders posing for a family photo during the Extraordinary Arab-Islamic Summit in Riyadh, Saudi Arabia, 11 November 2024. EPA/TURKISH PRESIDENTIAL PRESS OFFICE HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES Credit: TURKISH PRESIDENTIAL PRESS OFFICE HANDOUT/EPA
وانعقدت القمة بعد أيام على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وهو قد وعد بإنهاء الحرب.
وقال نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف في الكلمة التي ألقاها خلال القمة إن "العالم ينتظر" من إدارة ترامب إنهاء حروب إسرائيل مع حماس وحزب الله "على الفور".
وتعتبر الأمم المتحدة أن هضبة الجولان السورية الحدودية مع إسرائيل والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة أراضي محتلة.
ونصّت المبادرة العربية لعام 2002 التي صدرت بعد قمة تاريخية عقدت في بيروت على "اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا" و"إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار سلام شامل" في حال حصل انسحاب إسرائيلي "كامل من الأراضي العربية المحتلة"، و"القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية".
وخلال انعقاد القمة، أدلى وزير الخارجية الإسرائيلي المعيّن حديثا جدعون ساعر بتصريح قال فيه إن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ليس أمرا "واقعيا اليوم".
وقال الوزير ردا على سؤال بشأن إبرام اتفاقيات تطبيع محتملة بعد إعادة انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، "لا أعتقد ان هذا الموقف واقعي اليوم، ويجب أن نكون واقعيين".
من جهة أخرى، دعت القمة العربية والإسلامية الاثنين إلى توحيد الأراضي الفلسطينية بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مشددة على "سيادة دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية المحتلة".
وأكدت دعم "الجهود الكبيرة" التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل "إنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى"، وحمّلت إسرائيل مسؤولية فشل هذه الجهود.
"جرائم مروّعة"
ندّد القادة بـ"جرائم مروّعة وصادمة" يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة "في سياق جريمة الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، مشيرين إلى "المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني والإخفاء القسري والنهب والتطهير العرقي" وخصوصا في شمال القطاع.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخلال الهجوم، خُطف 251 شخصا لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 43603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وباستثناء هدنة أسبوع تمّ تنفيذها في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وتخلّلها إطلاق رهائن من غزة ومعتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيلية، فشلت كل محاولات وقف الحرب.
ودان البيان الختامي للقمة "العدوان الإسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه"، ودعا الى وقف فوري لإطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701" الصادر في العام 2006 والذي وضع حدّا لحرب بين إسرائيل وحزب الله آنذاك.
ونصّ القرار 1701 على انسحاب إٍسرائيل وانسحاب حزب الله حتى شمال نهر الليطاني بعيدا عن الحدود، وعلى تنفيذ القرار 1559 الذي يدعو الى تخلّي كل المجموعات المسلحة في لبنان خارج إطار الدولة عن سلاحها.
اقرأ المزيد
ما هو القرار 1701 ولماذا أصدره مجلس الأمن؟