وكان قد نشب حريق في الكنيس في صباح يوم الجمعة الماضي بعد اقتحام مجهولين للمكان وإشعال النار فيه. ورغم أن الشرطة الأسترالية لا تزال تحقق في دوافع الهجوم، إلا أنها تؤكد أن الحريق كان "متعمدًا" ويبدو أنه "موجه".
وفي تعليق له عبر منصة "إكس"، وصف نتنياهو الحادث بأنه "عمل بغيض من معاداة السامية"، مشيرًا إلى أن الهجوم مرتبط بموقف الحكومة الأسترالية المناهض لإسرائيل. وأضاف أنه من "المستحيل فصل هذا الفعل المشين عن الموقف المتطرف الذي اتخذته الحكومة الأسترالية تجاه إسرائيل"، في إشارة إلى تصويت أستراليا لصالح قرار الأمم المتحدة الذي يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
رد الحكومة الأسترالية
من جانبه، رد وزير العمل الأسترالي موراي وات على تصريحات نتنياهو بقوة، مؤكدًا أن أستراليا، إلى جانب 156 دولة أخرى، تدعم هذا القرار الأممي كخطوة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأضاف أن الحكومة الأسترالية لا تقبل بأي شكل من الأشكال معاداة السامية، وتعمل بشكل مستمر على مواجهة هذه الظاهرة.
كما أكد وزير الصحة الأسترالي، مارك باتلر، أن معاداة السامية في أستراليا قد شهدت تصاعدًا منذ الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي، موضحًا أن الحكومة تبذل أقصى جهودها لضمان سلامة الجالية اليهودية في البلاد.
أما رئيس الوزراء الأسترالي، أنطوني ألبانيزي، فقد أصدر بيانًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر فيه عن إدانته الشديدة لهذا الهجوم، مؤكدًا أن حكومته تقف بجانب الجالية اليهودية في أستراليا. وأضاف أن هذا الهجوم يستهدف نشر الخوف في المجتمع الأسترالي، وهو أمر يتعارض مع القيم الأساسية التي تأسس عليها المجتمع الأسترالي.
موقف المعارضة
وفي ردود الفعل داخل البرلمان، دعا متحدث الأمن الداخلي في المعارضة، جيمس باترسون، الحكومة الأسترالية إلى توضيح موقفها بشأن تصنيف الهجوم على الكنيس. وأكد أن الجالية اليهودية في أستراليا تعتبر هذا الهجوم "عملًا إرهابيًا"، مضيفًا أنه من الصعب فهم سبب عدم تصنيف الحادث على هذا النحو.
توترات دبلوماسية بين أستراليا وإسرائيل
يأتي هذا التوتر الدبلوماسي بعد تصويت أستراليا لصالح قرار الأمم المتحدة الذي يطالب إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا التصويت يُعد تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأسترالية، حيث كان من المعروف أن أستراليا قد دعمت مواقف إسرائيل في السابق.
رد فعل الفلسطينيين
من جانبها، انتقدت الشبكة الأسترالية للدعوة الفلسطينية تصريحات نتنياهو، معتبرة أن محاولاته ربط الهجوم بموقف أستراليا الداعم للقانون الدولي هي "محاولة صريحة لتحويل الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين". وقال ناصر مشني، رئيس الشبكة، في بيان له، إن "نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ليس في موقع يمكنه من توجيه الدروس في الأخلاق أو العدالة".
Police believe the suspected arson incident was a "deliberate" and "targeted" attack. Source: SBS
في إطار رد الحكومة الأسترالية على هذا الحادث، أعلن رئيس وزراء ولاية فيكتوريا، جاينتا آلان، عن تخصيص مبلغ 100,000 دولار لإعادة بناء الكنيس، مؤكدًا أن السلطات ستكثف من تواجد الشرطة في المناطق التي تضم الجاليات اليهودية. كما أكدت الشرطة الفيدرالية أنها تعمل بشكل وثيق مع وكالات مكافحة الإرهاب للتحقيق في الحادث.
هذا الهجوم قد أثار قلقًا كبيرًا في المجتمع الأسترالي، مما يعكس التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية بسبب النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.