في مدينتي سيدني وملبورن، وقعت سلسلة من الحوادث أثارت مخاوف كبيرة بشأن تصاعد التوترات الطائفية. وفي أديلايد، تعرضت حافلة تابعة لمدرسة إسلامية لحريق يُشتبه بأنه متعمد، حيث تحقق الشرطة في الحادث دون وجود أدلة حتى الآن على أنه ذو طابع عنصري.
وفي سيدني، تم العثور على كتابات معادية لإسرائيل على الجدران في ضاحية وولاهرا، إلى جانب سيارة مشتعلة، مما دفع الشرطة لفتح تحقيق في الحادث. أما في ملبورن، فقد تعرض كنيس “أداس” لحريق يشتبه أنه هجوم إرهابي، مما أثار صدمة في المجتمع اليهودي.
أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، ورئيس حكومة نيو ساوث ويلز، كريس مينز، في تصريحات صحفية أن “الكراهية والمعاداة للسامية لا مكان لها في مجتمعنا”.
من جانبه، أعرب مفوض مكافحة التمييز العنصري في أستراليا، غيريدهاران سيفارامان، عن قلقه من ارتفاع معدلات الهجمات العنصرية، مشيرًا إلى أن العنصرية مشكلة متأصلة ومستمرة في المجتمع الأسترالي. وقال:“الشعور بالخوف حقيقي للغاية، وهو جزء من الصدمة التي يمكن أن تكون عابرة للأجيال. المجتمعات تشعر بالضعف وعدم الأمان، وهذا أمر مؤلم للغاية”.
LISTEN TO
SBS Examines: هل تغيّر مفهوم معاداة السامية في أستراليا؟
SBS Arabic
11/12/202409:06
تحدث الدكتور الشيخ إبراهيم الشافعي، نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، إلى وسائل الإعلام مؤكدًا على ضرورة التكاتف بين الطوائف المختلفة:“مثل هذه التصرفات غير العقلانية لا تجلب سوى الانقسام والاضطرابات. الإسلام دين الاعتدال، ولا مكان لأي شكل من أشكال التطرف أو العنصرية في مجتمعنا”.
كما أعرب إمام مسجد محمود في أديلايد، كمران طاهر، عن حزنه العميق للهجمات التي استهدفت دور العبادة، قائلاً:“لا يوجد أي مبرر لمثل هذه الأفعال. لا ينبغي أن يُستهدف الناس بسبب دينهم، ولا يجب انتهاك حرمة أي دار عبادة”.
من جهته، قال الحاخام دانيال رابن، زعيم كنيس كولفيلد وعضو مجلس الحاخامات في فيكتوريا، إن المجتمع اليهودي يعيش في حالة من الصدمة بعد الحريق الذي استهدف كنيس “أداس”.“أن يحدث هذا في عام 2024، في بلد نحبه ونقدره، أمر مدمر حقًا. هذا الشعور مشترك بين غالبية أفراد المجتمع اليهودي، وحتى أصدقائنا وجيراننا الذين يرون أن ما حدث مأساة حقيقية”.
وأضاف الحاخام يوسي فريدمان، مؤسس منصة “الحاخام حسب الطلب”، أن الحل يكمن في العمل المشترك:“نحن أقوى عندما نقبل ونحتفل بالتنوع الذي يشكل المجتمع الأسترالي. علينا أن نعمل معًا للقضاء على معاداة السامية وكل أشكال الكراهية ضد أي أقلية في هذا البلد العظيم”.