في حديثه مع إذاعة اس بي اس عربي، يستذكر الفنان فؤاد تومايان مدينة حلب الشهباء في طفولته وصباه وشبابه، بتاريخها العريق وناسها الطيبين.
مع الأحداث التي تجري في الشهباء، يقول الفنان فؤاد توامايان: " إن حلب مدينة انظلمت كثيرًا بسبب أهميتها وموقعها الاستراتيجي بعد عام 2011 سواء من الحرب أو الزلزال". ويضيف" سافرت بلادًا عدة في حياتي، لكن تبقى حلب في القلب والوجدان.
اقرأ المزيد
حلب في قبضة المعارضة للمرة الأولى منذ 2011
عن مدينته حلب يقول: “هي مدينة الحضارة والإرث الذي تغذينا منه في وجداننا وقدمناه في كل مكان ذهبنا إليه، وكونها على حدود تركيا فقد ربطَها خط تجاري مع أوروبا وهذا أكسبنا الكثير".
وأضاف: "أجمل ما يُميز أهل حلب المحبة والألفة، فالحلبي إن جئته غريباً أسكنكَ منزله حتى تجد مكانك، ويساعدك حتى تقضي ما تريد".
عن تاريخ حلب العريق، أوضح تومايان، أن عراقتها تنبع من أهمية موقعها ومرور عهود عليها تركت فيها لمسات أثرت على ملامحها وساكنيها، ما جعل سكانها ينصهرون مع بعضهم البعض بمختلف دياناتهم ومذاهبهم.
فؤاد تومايان مع نحت يمثل والدته وحصل على المركز الأول في ولاية فيكتوريا Source: Supplied / supplied by Foad Tomayan
كما وظهرت في حلب في القرنين السادس والسابع عشر بيوت مملوكة للعديد من العائلات الحلبية الثرية التي تتميز بواجهاتها الحجرية فائقة الجمال.
the 12th century Umayyad mosque and the remains of its minaret in the background right corner, after it was destroyed by shelling in Aleppo, Syria. Source: AP
في مركز المدينة القديمة، تقع قلعة حلب الضخمة على تلة مرتفعة، مشرفة على كافة أحياء المدينة القديمة، ويتوسطها مدرجٌ واسع هو مدرج القلعة الذي تقام فيه العديد من الحفلات.
أما أبواب حلب فهي جزءٌ أساس ومهم من سورها، ومن ذاكرة المدينة، فقد كانت هذه الأبواب منفذ أهل حلب عبر السور المنيع الذي رد عنهم هجمات الغزاة على مر العصور منها: باب الحديد، باب أنطاكية، باب النصر، باب قسرين، باب الفرج، باب المقام، باب الجنان، باب الأحمر، باب النيرب.
ولم ينس الفنان تومايان أن يؤكد، أن مدينة حلب هي مدينةُ تجارية بامتياز، فقد جذب موقعها عددًا من السكان من أعراق ومعتقدات مختلفة ليقطنوا فيها لتصبح من أغنى الأسواق في بضاعتها وحرفها ومهنها.
the 12th century Umayyad mosque and the remains of its minaret in the background right corner, after it was destroyed by shelling in Aleppo, Syria. Credit: Photo/Aleppo Media Center, AMC
أما في الموسيقى، فلا بد من ذكر القدود الحلبية التقليدية التي تقوم بغناء الموشحات الدينية والقدود.
فيما يشتهر قاطنوها بولعهم بالطرب والغناء والموسيقى ، لذلك فهي تعتبر عاصمة الطرب الأصيل في الوطن العربي، فيقام على مسرح قلعة حلب سنوياً مهرجان الأغنية السورية.
كما تتنوع الفنون في حلب بعد فنون الموسيقى والغناء إلى التمثيل، والفن التشكيلي والنحت عبر معارض وأروقة فن راقية لفنانين وفنانات تميزوا بمدارس فنية فريدة وأساتذة فنانين كبار في الفن التشكيلي والنحت.
استمعوا تفاصيل أكثر عن حلب الشهباء في ذاكرة الفنان التشكيلي فؤاد تومايان، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.