ملفين خوري الناجية من انفجار مرفأ بيروت: "من حقنا أن نعرف مَن قتلنا ولماذا الدولة غائبة"

Melvine Khoury

The Beirut blast survivor Melvine Khoury wounded in hospital. Source: Melvine Khoury

في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وخلّف 6,000 جريح، تروي الصحافية ملفين الخوري تفاصيل فاجعة تركت على جسدها وفي ذاكرتها ووجدانها جراحًا بالغة.


ملفين خسرت الكثير في انفجار بيروت وفقدت عمتها التي كانت على كرسيها المتحرك ولم تستطع الهروب فبقيت عالقة تحت ركام الزجاح المتساقط.

شاركت ملفين إذاعة أس بي أس عربي24، بأعمق مشاعر الحزن والغضب في مسيرة نضالها التي بدأت في الرابع من آب/أغسطس ولن تنتهي الا مع معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة.


النقاط الرئيسية

  • أصيبت ملفين خوري بجروح بالغة في انفجارمرفأ بيروت في الرابع من آب 2020
  • فقدت عمتها التي كانت على كرسيها المتحرّك ولم تستطع الهروب وبقيت عالقة تحت الأنقاض
  • تناضل ملفين اليوم بكل قواها للبحث عن الحقيقة وتحقيق العدالة العالقة أيضًا بين الأنقاض

"نحنا ما طلعنا من 4 آب، مع كل صرخة آخ هو 4 آب"

كانت ملفين في المنزل، في المقر الآمن لها ولم تكن مدركة أنها في لحظة عابرة سوف تطير من مكانها وتفقد ذاكرة المكان والزمان!

فيما كانت في أرجاء المنزل في ذاك اليوم، سمعت صوت دوي طيران  فظنت أنه "جدار الصوت" فطلبت منها والدتها أن تبدّل مكانها اذ كانت جالسة قرب الباب الزجاجي. فكانت كلمات الوالدة آخر كلمات تتذكرها!
Melvine Khoury
Mevine Khoury's destroyed house due to the 4th of August Beirut blast. Source: Melvine Khoury
انفجار هز العاصمة بأكملها، اذ اعتبر بحسب الخبراء من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ! ومع اندلاع الانفجار، طار جسد ملفين وارتطم بالحائط ففقدت وعيها بالكامل. استيقظت فيما بعد في المستشفى في جسد يئن من الأوجاع والانكسارات قائلة:
لا أعرف ذاتي حتى هذه اللحظة! كسور في وجهي وفي جسمي بأكمله. رحلة الوجع مستمرة لأن العمليات الجراحية كانت على مراحل ولم تنته حتى اللحظة
وتابعت قائلة:
مرت فترة لم أكن أجرؤ فيها على النظر إلى نفسي. لقد تغيرت كثيرًا من الخارج والداخل
Melvine Khoury
Melvine Khoury wounded and hospitalized due to the Beirut blast. Source: Melvine Khoury
جهنم التي وعدتمونا بها، ستعيشونها أنتم

ملفين فقدت الكثير في ذاك اليوم الذي غيّر ملامح حياتها وحياة عاصمة أصبحت ثكلى على أحبائها. لم تقفد ملفين إشراقة جسدها فحسب، بل فقدت عمتها تريز التي كانت مسمرة على كرسيها المتحرك ولم تستطع التحرك للهروب من تحت الزجاج المتطاير.
ورغم كل الخسارات، جراحها تؤكد لها اليوم أنها قادرة على النهوض وأنها قادرة على إكمال رحلة النضال والبحث عن الحقيقة، وباصرار متمرد قالت:
لا شيء قادر أن ينسيني هول الانفجار طالما لم آخذ حقي من العدالة في جريمة خيوطها كثيرة. لن نستسلم، لن ندع شيئًا يكسرنا
وللسلطة غير المسؤولة صرخت قائلة:
أنتم لستم بمسؤولين. أنتم أبناء الظلام! جهنم التي وعدتمونا بها، ستعيشونها أنتم. لا تظنوا أن حصانتكم أكبر من العدالة وأكبر من ربنا. أنتم صغار جدًا! كل أم يحترق قلبها وكل أب هم الكبار. حكم السماء في انتظاركم
لن يموت الحق

تنظر خوري اليوم إلى القاضي بيطار، الذي تسلم ملف انفجار مرفأ بيروت، بأمل  كبير قائلة:

"نحن متكلون عليه ونصلي لأجله لأنه يحمل قضيتنا بقوة".

أكدت ملفين أن الشعب اللبناني تغيّر ولن يبقى ساكتًا، فالدولة تتحرك فقط عندما يستهدف زعيم او ابنه قائلة:
طالما هناك أناس تطالب بالحق، لن يموت الحق. ليس لدينا شيء نخسره، وحقنا أن نعرف من قتلنا ولما الدولة غائبة كليًّا؟
لم ولن تنتظر ملفين أي اعتذار من دولة غائبة قائلة:

" أي اعتذار ننتظر؟ ان قدمت الدولة اعتذراها فهي تعترف ضمنًا أنها مذنبة. وان لم تكن مذنبة، فلما تتمسك بحصانتها؟"

وأردفت قائلة:
هناك ضحايا سقطوا في 4 آب وغدًا سيقط غيرهم إن بقينا ساكتين

في الذكرى السنوية الأولى

سنة مرّت وكأنها لم تمر على جراح ما زالت تنزف. اختارت ملفين أن تحول هذه الجراح إلى قوة تغيير قائلة:

"الأمر الآن في يدنا والانتخابات النيابية على الأبواب: الشارع في انتظارنا!"

ولأهالي الضحايا المفجوعين قالت:

"لا أحد في مكانكم. وجعكم كبير جدًا. لا أعلم إن كان هناك شيء يداوي جراحكم!"

وختمت بوعد لذاتها قائلة:
أعد ذاتي أن 4 آب لن يصير ذكرى الا مع تحقيق العدالة، وحتى ذلك اليوم، كل يوم هو 4 آب

لمعرفة المزيد والاستماع الى كامل المقابلة ، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.


شارك