في أستراليا، تصل نسبة المشاركة في الانتخابات إلى 92%، حيث يُفرض قانونًا غرامة مالية على كل من يتخلف عن التصويت. ومع ذلك، لا يزال هناك تحدٍ يتمثل في ارتفاع نسبة الأصوات الملغاة، وهو أمر يتجلى بوضوح في انتخابات نيو ساوث ويلز الأخيرة، حيث بلغت نسبة الأصوات الملغاة 7% على مستوى الولاية، و14% في المناطق ذات الكثافة السكانية المهاجرة.
وفي هذا السياق، يواصل المجلس العربي أستراليا جهوده في كل دورة انتخابية من خلال إطلاق حملات تهدف إلى رفع الوعي بين الناخبين حول كيفية التصويت بشكل صحيح. وعلى الرغم من التوقعات بأن أكثر من مليون ناخب سيقترعون كل ساعة في مراكز الاقتراع، حسب تقديرات هيئة الانتخابات الأسترالية، فإن نسبة الأصوات الملغاة تبقى مرتفعة، ويرجع البعض ذلك إلى تعقيد النظام الانتخابي في أستراليا.
وفي هذا الصدد، يوضح الرئيس التنفيذي للمجلس العربي أستراليا، الأستاذ حسن موسى، قائلاً: "في الانتخابات الفيدرالية، لا بد من ترقيم كل المربعات. إذا لم أقُم بذلك، تُعتبر الورقة لاغية". ويضيف موسى: "لا يكفي أن نصوت وندلي بأصواتنا فقط. اليوم، كجالية عربية، يجب علينا التصويت بشكل صحيح. علينا أن نتعرف على المرشحين وندقق في برامجهم الانتخابية، خصوصًا ما يتعلق بمناطقنا. لا تدع صوتك يكون عبثيًا في يوم الانتخابات فقط لتجنب الغرامة المالية".
وتتزايد أهمية هذه الرسالة بالنظر إلى الإحصائيات، حيث في الانتخابات السابقة قبل ثلاث سنوات، تجاوزت نسبة الأصوات الملغاة في حوالي 10 مناطق انتخابية 10%. بينما ارتفعت النسبة لتصل إلى ما يقارب 20% في مناطق أخرى معروفة بكثافة الحضور العربي.
من جهته، يستمر المجلس العربي أستراليا في تنظيم الأنشطة التثقيفية، حيث عقد 50 دورة تثقيفية حول الانتخابات باللغتين الإنجليزية والعربية على مدار العام. كما قام بنشر مقاطع فيديو قصيرة باللغة العربية والإنجليزية لشرح العملية السياسية وآلية التصويت بالتفصيل.
ويختم الأستاذ موسى حديثه قائلاً: "اللامبالاة تضرنا جميعًا. إذا لم تدلي بصوتك بشكل صحيح في الانتخابات، لا يحق لك انتقاد الحكومة وتوجيه اللوم لها على سياستها. بإمكانك التواصل مع النائب عن منطقتك في أي وقت من خلال مكتبه."
إن التصويت الصحيح لا يمثل حقًا فقط، بل هو واجب ووسيلة لتعزيز تأثير الجالية العربية في الحياة السياسية الأسترالية.