سياسات الشرق الأوسط أم الضغوط المعيشية: ما الذي سيحدد مصير الصوت العربي في انتخابات أستراليا؟

original-CF022A12-57D2-4572-B6BB-08DA96C4DC15.jpeg

الخبير في العلاقات الدولية د. محمد الجراروة

في معرض تغطيتنا للانتخابات الفيدرالية 2025، نسلط الضوء على محور بالغ الأهمية في المشهد السياسي الأسترالي: العلاقة المتشابكة بين السياسة الخارجية والأجندة الداخلية. استطلعنا رأي الخبير في العلاقات الدولية د. محمد الجراروة ومجموعة من الناخبين الأستراليين من أصول عربية.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

في ظل ولاية ثانية لدونالد ترامب، تعيش كانبرا على وقع هزات اقتصادية وثقافية تعيد رسم ملامح التحالفات والعلاقات الدولية.

أما في الشرق الأوسط، فلا تزال الحرب في غزة تلقي بظلالها الثقيلة على العالم، ولم تكن أستراليا بمنأى عن تداعياتها.

هذه الحرب لم تُحدث فقط انقسامًا سياسيًا حادًا، بل أثارت تساؤلات جوهرية حول تماسك المجتمع الأسترالي في مواجهة التوترات المتزايدة.

وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية والدفاعية تُعد تقليديًا من صلاحيات السلطة التنفيذية، إلا أن المستقلين والأحزاب الصغيرة باتوا يملكون نفوذًا قد يغير قواعد اللعبة.

وفي ظل توقعات بتشكيل حكومة أقلية بعد الانتخابات الفيدرالية، أصبح بإمكان هؤلاء اللاعبين السياسيين استخدام دعمهم كورقة ضغط لفرض أجندتهم الخاصة، بما في ذلك في مجال السياسة الخارجية.
ما الذي يحمله هذا المشهد من تغييرات محتملة؟ الأحزاب الصغيرة، وعلى رأسها حزب الخُضر، يدفعون باتجاه إعادة التفاوض حول التحالف مع الولايات المتحدة، إلغاء اتفاقية AUKUS الأمنية، وانتهاج سياسة أكثر استقلالية.

ويطالب الخضر أيضاً بفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية ومن المرجح أن يحصلوا على مقعدين إلى أربعة في البرلمان القادم، مما قد يمنحهم قوة تفاوضية لا يُستهان بها.

أما المستقلون، وخصوصًا النائبات السبع المعروفات بـال teal فقد ركّزن في السابق على القضايا الداخلية، لكن الصراع في غزة أجبرهن على تبني مواقف أكثر وضوحاً.
LISTEN TO
Baghdad correspondent 7-4 image

صواريخ حماس تطال مدناً إسرائيلية وأخبار أخرى من مراسلنا في الأراضي الفلسطينية

SBS Arabic

09:47
وفي سياق آخر، ما زالت سوريا تشهد تطورات متسارعة ولكن رغم دعوات بعض الخبراء لتخفيف القيود الدولية لدواعٍ إنسانية، لا يبدو أن أستراليا ستتجه نحو تخفيف عقوباتها على سوريا.

أستراليا، على غرار الولايات المتحدة وكندا، تصنف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، مما يعني أن أي تغييرات في السياسة الأسترالية تجاه سوريا ستواجه عوائق قانونية وسياسية كبيرة.

ويرى د. الجراروة، أن أستراليا تواجه معضلة ثلاثية الأبعاد: "هناك ولاء تقليدي لواشنطن وتأييد لإسرائيل وغضب مجتمعي تمثل في احتجاجات الجاليات المسلمة وانتقادات اليسار وأيضاَ المصلحة الوطنية التي تتطلب الحفاظ على النسيج المجتمعي."

وأضاف: "هناك مسؤولية على عاتق الحكومة تتمثل في تبني سياسة خارجية على نحو يعكس قيم الديمقطراطية والاستقرار الاجتماعي. لتحقيق هذا التوازن يتعين على الحكومة تبني نهج دبلوماسي مرن يحترم تنوع الاراء داخل استراليا وايضا مراعاة الالتزامات الدولية ووضع استراتيجية إعلامية واضحة شفافة تشرح المواقف الحكومبة وتحترم الحقوق المدينة من خلال الحوار مع الأطراف المعنية في المجتمع."

على الحكومة تعزيز التفاهم الوطني والحيلولة دون الانجرار إلى الاستقطاب الحاد. أي انحراف عن هذا النهج سيزيد من حدة الانقسامات الداخلية.

استمعوا إلى اللقاء مع الخبير في العلاقات الدولية في كانبرا د. محمد الجراروة ومجموعة من مستمعي برنامج Good Morning Australia في الملف الصوتي أعلى الصفحة.

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد  وعلى SBS On Demand.

 أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

شارك