سماح السبعاوي على القائمة النهائية لأكبر مسابقة مرموقة للأدب النسائي في أستراليا

Samah Sabawwi Cover.jpg

الدكتورة سماح السبعاوي مع غلاف روايتها

أعلنت جائزة " Stella Prize " المرموقة للأدب النسائي في أستراليا عن قائمتها القصيرة لأهم الروايات التي ستنافس على جائزتها الكبرى لعام 2025. وقد ضمت القائمة رواية الروائية سماح السبعاوي التي حملت عنوان " ثمرة صبّار لحبيبتي".



للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

وسط ضجيج الحروب، وأصوات الحصار، وندوب الذاكرة، ولدت رواية "ثمرة صبّار لحبيبتي" للكاتبة والروائية الدكتورة سماح السبعاوي، كقصيدة حب مؤلمة لمدينة لم تُكتب كما يجب، عبر سردية من عائلة فلسطينية غزية تُجسد مراحل حياتها في أنقى صورها.

اليوم، تشق رواية “Cactus Pear for my beloved” طريقها بثقة إلى قلب الأدب الأسترالي، بعد أن وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة "Stella" المرموقة.
رواية من رحم المعاناة

ما كتبته الروائية الدكتور سماح السبعاوي الفلسطينية الغزية الأسترالية في روايتها باللغة الإنجليزية ليس مجرد سرد، بل سيرة ذاتية مما شاهده وعاصره والدها لتتقاطع مع سيرة وطن وتقول:
"منذ كنت في الثلاثين وأنا أعلم أنني سأكتب هذه القصة. كان بداخلي شيء يُصرّ أن حكاية والدي لا يجب أن تُنسى. إنها حكاية رجل قهر الفقر، والتحديات الجسدية، دون أن يفقد نُبله أو حبه."
الدكتورة سماح السبعاوي
 وعبر ذاكرة والدها، تروي السبعاوي 100عام من تاريخ غزة، بدءًا من العهد العثماني، مرورًا بالانتداب البريطاني، والأحداث التي جرت بعدها، لكنها لم تكتف بسرد الوقائع، بل نسجت من تفاصيل الحياة اليومية نسيجًا روائيًا إنسانيًا يُعانق القارئ.
Samah sabawi short listed stella prize.jpg
لماذا ثمرة الصبار؟ ومن هي الحبيبة؟

بعنوانها اللافت، تثير الرواية تساؤلات منذ الوهلة الأولى، لماذا "ثمرة صبّار"؟ ومن هي الحبيبة؟ تجيب الكاتبة: أن ثمرة الصّبار تنمو بين الشوك الذي يحيطها ويغلفها أيضًا، ورغم قسوة مظهرها، إلا أن بداخلها يكمن أطيب الثمار، تمامًا كغزة؛ فمن يراها من بعيد قد لا يدرك جمالها، لكن من يعرفها يعرف دفئها وحبها وصمودها."

وتُضيف: “واخترت هذا العنوان لأن والدي كان يُقشّر ثمرة الصبّار التي تحبها والدتي بيديه، فيقشرها لمحبوبته رغم الشوك الذي يعتليها ويقدم الثمرة لها عنوان حب لأنها تحبها. فهذا المشهد البسيط يُلخص كل شيءأن الحب يصنع المعجزات، ويتحدى الألم."
Samah SAbawi with her Father.JPG
الدكتورة سماح السبعاوي مع والدها
رحلة من غزة إلى القائمة القصيرة

هذه الرواية نُشرت باللغة الإنجليزية في أستراليا، وتم ترشيحها رسميًا لجائزة "Stella"، التي استقبلت هذا العام أكثر من 200 عمل أدبي، وتخطت الرواية مرحلة التصفية الأولى لتصل إلى القائمة النهائية التي تضم خمسة أعمال فقط، ما يُعد إنجازًا غير مسبوق لرواية تحمل نبض غزة وملامحها.

تقول السبعاوي: "ما يزيد فخري هو أن الكاتبة الفلسطينية جمانة عبدو أيضًا وصلت إلى هذه المرحلة. تخيل أن تُرشّح سيدتان من أصول فلسطينية لجائزة أسترالية كبرى في العام نفسه!"

وتوضح الدكتورة السبعاوي، أن هذه الرواية لم تكن مجرد عمل أدبي، بل شكلت أيضًا مشروع رسالة الدكتوراه الخاصة بها عبر منحة دراسية من جامعة فيكتوريا الأسترالية، فعلى مدار ثلاث سنوات، أجرت أكثر من 60 مقابلة مع والدها، وثّقت من خلالها ذاكرة شخصية تُضيء ذاكرة وطن. وتقول:
كنت أجلس مع والدي بالساعات، نسجل الحديث، ثم أفرغ كل شيء، وأربط بين القصة العائلية وما كان يحدث في العالم. كنت أراجع الوثائق والكتب والتقارير، حتى أتأكد أن الرواية لا تحكي قصة فقط، بل تحمل صدقًا تاريخيًا أيضًا."
الدكتورة سماح السبعاوي
كيف نتجاوز الجدران؟

الرواية، كما تقول كاتبتها، ليست فقط عن الماضي، بل عن التحديات التي نواجهها اليوم. كيف يمكننا أن نُكمل الحياة وسط الجدران؟ واعتبرت الحب، كما تؤمن سبعاوي، هو الإجابة: "حبك لوطنك، لعائلتك، لقضيتك، هو ما يمنحك القوة لتتجاوز الجدران التي تقيّدك. حتى الشوك يُصبح محتملًا حين يكون الهدف ساميًا."

إن رواية "ثمرة صبّار لحبيبتي" ليست فقط رواية تستحق أن تُقرأ، بل تجربة تستحق أن تُعاش. إنها حكاية الحب في زمن الحرب، والذاكرة في مواجهة النسيان، والأدب حين يصبح جسرًا بين الأجيال والثقافات. وهي أيضًا تذكرة أن في قلب كل معاناة ثمرة، لا بد أن تنضج ذات يوم. 

استمعوا لتفاصيل اللقاء مع الروائية الفلسطينية الأسترالية سماح السبعاوي، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
 
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك