النقاط الرئيسية:
- البروفسور الأسترالية اللبنانية سمر عون هي شخصية العام في غرب أستراليا لعملها الرائد مع من يواجهون الموت.
- تدعو البروفسور عون إلى جعل الموت تجربة جيدة ومريحة.
- الموت حدث اجتماعي ذو جانب طبي، وليس حدث طبي ذو جانب اجتماعي.
تشغل البروفيسور سمر عون اليوم الكثير من المناصب وأبرزها رئيسة قسم الأبحاث في مجال الرعاية التلطيفية في Perron Institute في جامعة غرب أستراليا، ورئيسة جمعية الأمراض الحركية العصبية MND في غرب أستراليا، كما أنها مؤسسة شبكة المجتمعات المتعاطفة Compassionate Communities Network ومديرة في مجلس الرعاية التلطيفية في غرب أستراليا.
لكن شغف البروفسور عون بهذا النوع من العمل له حكاية تعود فصولها لأسباب تمسها شخصياً.
Source: Supplied / Professor Samar Aoun
أينما كنت أذهب سواء داخل لبنان أو خارجه، كان الناس يسألوني ما هي صلة القرابة بيني وبين الدكتور جورج عون عندما يعرفون اسم عائلتي، فترسخ هذا الانطباع في رأسي.
كما أن تجربة الحرب التي عاشتها سمر في لبنان كان له أثر كبير، إذ تقول أنهم كانوا يواجهون الموت كل يوم مما شكل لها صدمة، إذ كان الموت محتماً بطريقة لم يكن لهم فيها أي اختيار نتيجة الأحداث التعاسة في لبنان.
Source: Supplied / Professor Samar Aoun
تقول سمر أنه في ذلك اليوم اضطرت أن تعتذر عن ترؤس أحد اجتماعات العمل لكي ترتب أمورها وتحجز تذكرتها إلى لبنان. بعدما انتهت من هذه الأمور، عاودت الدخول إلى الإجتماع، وهنا كانت صدمتها عندما لم يسألها أحد من الموجودين الذين هم بمعظمهم عاملين في المجال الصحي عن شعورها بغد تلقيها الخبر الأليم، وأكملوا اجتماعهم وكأن شيئاً لم يكن.
وكانت المفارقة الأكبر التي اختبرتها سمر هي بعد وصولها إلى لبنان، فالمجتمع المحيط في منطقتهم اهتم بكل تفاصيل الجنازة، وغمرها بمشاعر الحب والعاطفة والكرامة مما خفف ألمها بشكل كبير.
عند عودتي في الطائرة فكرت أنه لا يجب ترك الموت للمجال الطبي، فالموت حادث اجتماعي ذو جانب طبي وليس حدث طبي ذو جانب اجتماعي.
تقول البروفسور سمر أنه بما أن الأمراض المستعصية لا علاج لها، يجب التخطيط والتحضير المسبق لما سيقبله الشخص من علاجات وما سيرفضه. وهنا يأتي دور الرعاية التلطيفية التي تعطي نوعية وجودة للحياة إلى حين أن يأتي الموت.
نحن نموت مرة واحدة فقط، لذا دعونا نجعلها تجربة جيدة.
لذا تشمل الرعاية التلطيفية جوانب نفسية وروحانية وليس جسدية فحسب. من هنا يجب التفكير مسبقاً في المحيط والشبكات الاجتماعية القادرة على الاهتمام بشؤون موتنا.
Doctor On Home Visit Discussing Health Of Senior Male Patient With Wife Credit: Better Health Channel
من هنا تعمل البروفسور سمر على تشجيع الناس على التحضير للموت بطريقة مرتبة تتناسب مع قيمنا، والناس برأيها لا تخشى الموت وإنما تخاف الرحلة للوصول غلى الموت لأن الموت هو المحرمات التي يخشى الناس الحديث عنها، حتى أنهم يتوقفون عن زيارة الشخص المريض إذا اقترب موته وكأن الموت شيء معدي.
إن الحديث عن الموت لن يؤدي لموتك في اليوم التالي.
هذه الأمور تؤدي إلى انعزال الأشخاص الذين يقترب موتهم، ليس لعدم وجود العائلة والأبناء، وإنما بسبب انعدام الروابط العائلية والإجتماعية. لذا تشدد البروفسور سمر على ضرورة تعزيز الترابط الإجتماعي الذي هو أحد أبرز عوامل إطالة العمر.
Woman holding senior woman's hand on bed Source: Getty / Getty Images
من هنا ترى أن مراسم العزاء لدى المجتعات الشرقية ورغم أنه مبالغ بها أحياناً، إلا أنها غير سيئة من أجل أن يخرجوا ما في داخلهم، إذ يجب أن يتشارك المجتمع الحزن للتخفيف من وطأته.
كانت التجربة التي عاشتها البوفسور سمر عند موت والدها هي الشرارة لتأسيسها شبكة المجتمعات المتعاطفة Compassionate Communites Network التي تهدف إلى تعليم أي شخص أو عائلة أو مجتمع يفية التعامل مع الأشخاص الذين يواجهون الموت او لديهم أحد ضمن عائلتهم يواجه الموت أو مفجوعين بفقد أحد عزيز عليهم.
Source: Getty / Getty Images
أكثر ما تحتاجه هذه العائلات في هذه الفترة هو من يزورهم ويدردش معهم في هذ الفترة التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص مع الموت.
تقول البروفسور عون أن هذا العمل قلل من نسبة الدخول إلى المستشفى وقصر فترة بقاء المرضى في المستشفى لأنهم يعلمون ان هناك من يحبهم ويهتم لأمرهم في الخارج. كما لاحظ العاملون في مجال الرعاية التلطيفية فرقاً كبيراً في تقبل المرضى لوضعهم والتعامل معه براحة أكبر.
وتسعى البروفسور سمر إلى توسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل ولاية غرب أستراليا بأكملها ومنها إلى أستراليا كلها.
يمكنكم الإستماع إلى اللقاء كاملاً في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على