صدر حديثا كتاب جديد للكاتب الأسترالي الفلسطيني خالد غنَّام يحمل عنوان "الفلافلوجيا: الفلافل والقضية الفلسطينية ".
في هذا الكتاب، يتتبع الكاتب أصل "قرص الفلافل" بأسلوب بحثي للمنتج الحضاري للأرض والإنسان في فلسطين عبْر تسعة فصول.
النقاط الرئيسية:
- إذا كنا مقتنعين أن الفلافل هي أكلة تراثية عربية، فلابد أن نُقنع الآخرين بذلك عبر التتبع العلمي بعيدًا عن العاطفة والجدل السياسي.
- استغرق تأليف الكتاب حوالي عامين وتضمن 9 فصول.
- يكشف الكتاب الادعاء بأن الفلافل هو تطور لفطير العدس، وهو من أنواع العجة البدائية، فقد ثبت خطأه لأن فطير العدس هو منتج مصري.
وقال الكاتب خالد غنام أبو عدنان لإذاعة أس بي أس عربي24 عن مقصده ب:" الفلافلوجيا، هو "علم الفلافل" الذي يَدرسُ علاقة الفلافل بالقضية الفلسطينية من منظور علمي، في ظل الهجمة لسرقة التراث العربي الفلسطيني. خاصة، مع حملة الترويج على أن الفلافل منتج "إسرائيلي" ابتُكر فيها وتم نقله منها للدول الغربية.
في السياق ذاته، لاحظ الباحث المهندس خالد غنّام،" أن ردة الفعل العربية للدفاع عن هذا الإرث كانت عاطفية غير مقنعة؛ فبالعاطفة قد تحصل على التعاطف اللحظي لكنك لا تُقنع، لذا كانت فكرة "الفلافلوجيا ".ويضيف الباحث غنّام:" فإن كنا مقتنعين أن الفلافل هي أكلة تراثية عربية، فلابد أن نُقنع الآخرين بذلك عبر التتبع البحثي العلمي الرصين، بعيدًا عن العاطفة الشعبية والجدل السياسي".
مؤلف الكتاب الباحث خالد غنام أبو عدنان Source: supplied: خالد غنام
ويؤكد:" أنه لابد أن نعرف أننا بحاجة لابتكار علم جديد يقوم بإرساء قاعدة مهمة للدفاع عن سرقة التراث العربي الفلسطيني، وهذه القاعدة تعتمد على العلوم المتنوعة. فالعلوم التشعبية هي أكثر العلوم رواجًا في العصر الحالي، حيث يتم ابتكار علم جديد يكون عبارة عن رابط بين مجموعة علوم قديمة لإنتاج علم حديث، وهذا العلم الجديد يقوم بتطوير ذاته اعتمادًا على جذوره بالعلوم القديمة، وهذا يعني أن الباحث لا يكون مُلْزمًا بدراسة كل العلوم القديمة، بل يدرس منها ما يساعده في عمله فقط."
ويوضح، أن علم الفلافل أو الفلافلوجيا، هو علم من ابتكاره قام به بجهد على مدى عامين كاملين تمخض عن 9 فصول ويقول:" إن هذا هو الكتاب هو الأول في هذا العلم،"، الذي يقوم ببحثٍ عن الفلافل وهي (الإرث) بطريقة جديدة، مستخدمًا أسلوب التشبع بدراسة التفاصيل لبناء التكامل البيني بين الأجزاء المكونة للمنتج الحضاري مع إبقاء الترابط المتلازم للأرض والإنسان في فلسطين وقدرته على تحقيق الظروف الموضوعية لإنتاج الفلافل باعتباره مُنتجًا حضاريًّا خاصًا به.
في سياق الكتاب، يعود بنا الكاتب إلى دراسة آثار فلسطين العتيقة الخاصة بالزراعة وطرق الطهي، وربطها بالتقدم الحضاري في تلك الحقب الزمنية مما يجعل الإنسان الفلسطيني مؤهل لإنتاج الفلافل.
ويوضح:" أن كلمة الفلافل، لا يمكن إلا أن تكون آرامية عربية، وأن دراسة اللغات المجاورة، تجعلنا نصل لطريق مسدودة من كثرة التزييف وعدم الموضوعية في التحليل اللغوي. وإذا ما درسنا مفهوم الأكل الشعبي، وهو علم آخذ بالتشكل، وقمنا بدراسة الفلافل وتحوله لأكلة شعبية عالمية، نستنتج أن الفلافل لا يمكن أن يكون إلا نتاج المنطقة العربية. وإذا ما نقبنا بتاريخ انتشار الفلافل بفلسطين والمنطقة العربية، نجد أن الفلسطينيين قاموا بفتح مطاعم الفلافل في المدن الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني بفلسطين لحاجة العمال الفلسطينيين لوجبات سريعة، وأن الفلسطينيين قاموا بإنشاء أول مطاعم الفلافل بالمنطقة العربية".
من جانب آخر، يكشف الكتاب الادعاء بأن الفلافل هو تطور لفطير العدس، وهو من أنواع العجة البدائية، فقد ثبت خطأه لأن فطير العدس هو منتج مصري بامتياز.
كما قدّم الكتاب دلائل تثبت أن الفلافل لا يمكن أن يكون من العجة، وأنه تطور طبيعي للكُبب. وفي دراسة كُتبِ الطبخ في التراث العربي، نجد أن الفلافل جاء امتداداً طبيعياً لشغف العرب بمذاق الكبب وعشقه لطعم الحمص والفول.وفي دراسة الكاتب لصراع الفلافل ببن الدول العربية لإثبات أحقيتهم الثقافية والتراثية به، يقول:" نجد أن الصوت الرسمي العربي كان هزيلًا، إلا أن المبادرات الشعبية كانت جريئة وقادرة على إيصال رسالة مفادها أن الدفاع عن الفلافل هو جزء من دفاعنا عن فلسطين، وقد أقيمت العديد من المسابقات عربية وعالمية بمبادرة من أبناء الشعب العربي كمسابقة أكبر قرص فلافل، والأعمال الفنية المسرحية المتنوعة والأغاني للدفاع عن التراث العربي الفلسطيني".
مطعم فؤاد أقدم مطعم في الأردن يقدم الفلافل منذ عام 1948 Source: supplied: خالد غنام
ويؤكد الكاتب خالد غنّام أبو عدنان:" أن هذه الطريقة المنهجية، هي دعوة لكل البلاد العربية على تسجيل تراثها لدى اليونيسكو، كما فعلت اليونان، التي سجلت "الفتة" على اعتبارها منتج لها ومن تراثها الصميم، وحصلت على اعتراف بذلك"، ويرى أنه من الواجب على العرب البدء باتخاذ مثل هذه الخطوات للحفاظ على التراث العربي أينما كان من السرقة".ويعتبر الكاتب أن كتابه:" قد يكون مجرد بداية لمحاولة إرساء أركان علمية لحماية التراث العربي الفلسطيني من السرقة والتزوير، إضافة لخطر السرقات أثناء التنقيب عن الآثار في مناطق الضفة الغربية والقدس، لمنع طمس أي مَعلم يُثبت أحقية الشعب العربي الفلسطيني بوطنه".
غلاف كتاب فلافلوجيا Source: supplied: خالد غنام
وينهي الكاتب اللقاء بالتأكيد، على ضرورة الدفاع عن الحق بدون تشنج، وإنما بالمنطق والعقل والبحث في الحقائق الدامغة التي تقنع كل باحث عن الحقيقة والحق.
ويأمل الكاتب" أن يتحول كتاب الفلافلوجيا وغيره من الكتب، للعمل على حفظ وتأصيل ذاكرة وتراث وتاريخ الشعب العربي على أسس علمية متجاوزة الاعتماد على التواتر الشفاهي.
للاستماع للقاء مع مؤلف كتاب "الفلافلوجيا: الفلافل والقضية الفلسطينية" خالد غنام أبو عدنان. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على