حالهما حال الكثير من المهاجرين، قررا حزم حقائبهما وترك مدينتهما الغالية على قلبيهما "الناصرة" في عام 1993 بحثاً عن فرص أفضل ومستقبل مشرق لهما ولبناتهما اللاتي لم يكن قد وُلدن بعد.
النقاط الرئيسية
- هاجرت آمال وساهر ديرملكونيان من الناصرة إلى سيدني في عام 1993
- بعد عدة وظائف، فتحا مصنعهما الخاص بالمنتجات الغذائية الـ vegan التي تحمل طابعاً فلسطينياً
- منتجاتهم اليوم متوافرة على أرفف السوبرماركت في كل أنحاء أستراليا
تزوج ساهر ديرملكونيان ذو الجذور الأرمنية الضاربة في تاريخ المدينة بآمال غريّب ابنة المدينة أيضاً وعاشقة هواها وأزقتها وشوارعها، كيف لا وهي المدينة التاريخية التي ترعرع فيها يسوع الناصري.
"جئنا إلى أستراليا بعد مرور عام على زواجنا في الناصرة في فلسطيني المحتلة. كنا نبحث عن أفق أوسع وإمكانيات أكبر للمستقبل" هكذا استهلت آمال رواية قصتها الممتدة على مدى الثمانية وعشرين عاماً الماضية، بنت خلالها إلى جانب زوجها مملكتها التجارية الخاصة بنكهة فلسطينية وتوّجت مشوار العمر بثلاث فتيات: ديما ونادين ويانا.
سألتُها لماذا هاجرتِ وتركت الوطن فأجابت: "نحن من الأقليات وكان من الصعب علينا التقدم بالحياة بالطريقة التي كنا نحلم بها. في أستراليا الإمكانيات لا محدودة."
هذه النظرة المستشرفة للمستقبل والإصرار على رسم ملامح غد أفضل، لم يسهلا على آمال وساهر اتخاذ قرار المغادرة: "كان القرار صعباً ومعقداً. أن تترك كل شيء وراءك: الوطن والأهل والعائلة والأصدقاء. كان ينبغي علينا أن نتظاهر بالقوة لنسهل عليهم (الأهل). كانوا يعلمون أننا نسعى لتوسيع آفاقنا المستقبلية."
Source: Amal Dermelkonian
أشتاق لفنجان القهوة مع والدي ووالدتي وأخي. أشتاق لروائح القهوة والمكسرات في أسواق الناصرة.
في ليلة شتوية باردة من تموز يوليو، وصلا إلى مطار سيدني قبل 28 عاماً وفوجئا باختلاف "معيار البرد" فكانا قد اعتادا ارتداء طبقات من الملابس للوقاية من البرد الشتوي القارس في "البلاد" كما يحلو لها أن تقول، وبالمقابل سكان سيدني لا يمانعون ارتداء ملابس صيفية.
بداية سلسة
"بعد 4 اسابيع حصلت على وظيفة وبدأت أعمل" بهذه الكلمات لخّصت لنا آمال بداية مشوارها في الوطن الجديد الذي لم تكن تعلم في ذلك الوقت أنه سيتسلل إلى قلبها ويحجز له مكاناً إلى جانب الناصرة.
مؤهلها الجامعي في الهندسة الصناعية من جامعة التخنيون ساعدها في الحصول على الوظيفة الأولى وتبعها وظيفة ثانية. وبعد سبع سنوات من العمل في وظائف، شعر ساهر وآمال بأن الوقت حان لتأسيس مصلحتهما التجارية الخاصة.
كان توجههما واضحاً من البداية، رغبنا في تقديم منتج غذائي صحي يحاكي الثقافة الفلسطينية: "لم نكن نرغب منذ البداية في منتجات حيوانية. بدأنا بتحضير منتجات vegan (نباتية) و gluten free."
Source: Amal Dermelkonian
عن تلك الفترة تقول آمال: "منتج من قلب ثقافتنا. كيف كنا ناكل حمص وفلافل بالناصرة بس طبعا صنعناه بشكل مبسط وعلى نحو يسمح بطرحه في الأسواق. لم يكن مألوفاً أن تشتري حمص جاهز في ذلك الوقت."
بعد بضعة أشهر، ازداد الطلب على منتجات آمال وساهر وقررا استئجار مصنع صغير: "استأجرنا لفترة وأيضاً زاد الطلب بشكل كبير وانتقلنا لمصنعنا الحالي بعد حوالي عام ونصف."
Amal and Saher Dermelkonian migrated to Australia in 1993. Source: Supplied
كنا نرغب بجمع أسمائنا في كلمة سنديان والتي تحمل أيضاً تراثاً أرمنياً.
منتجات "سنديان" اليوم متوفر على أرفف محال السوبرماركت الكبرى في مختلف أنحاء أستراليا وترى آمال أن هذه المنتجات تنقل نفحات من التراث الفلسطيني إلى عموم المجتمع الأسترالي الذي يقبل أبناؤه على تجربة أنواع مختلفة من الطعام نظراً لتعدد الثقافات وإثرائها للمشهد الغذائي في البلاد.
لون التراث الفلسطيني موجود في منتجاتنا ونحاول ردم الهوة مع المجتمع الأسترالي العريض من خلال الطعام.
استمعوا إلى قصة آمال ديرملكونيان في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.