هلين جليانا: بداية من العراق إلى أستراليا
بدأت الفنانة هلين جليانا مسيرتها الفنية في أستراليا بعد أن هاجرت إليها من العراق في عام 2018. ولدت ونشأت في بيئة محبة للفن والموسيقى. تقول هلين: "كان لدينا في العائلة مغنون ومؤدون، ولذلك كنت دائمًا أحلم بتطوير موهبتي في الغناء، لكنني كنت أيضًا شغوفة بالقراءة وخاصة الشعر والروايات".
انتقلت إلى أستراليا وهي في سن الثالثة والعشرين، حيث أكملت دراستها في مجال الفنون وحصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي. ولم تقتصر اهتماماتها على الدراسة فقط، بل كانت تسعى للتعرف على المجتمع الأسترالي من خلال المشاركة في الأنشطة الفنية، بما في ذلك العمل مع منظمات تهتم بالفنون والمجتمع.
الانتقال من القراءة إلى المسرح
كان شغف هلين بالقراءة له دور كبير في تطور موهبتها المسرحية. تقول: "القراءة كانت أساسًا مهمًا في بناء قدرتي على الكتابة والتعبير. كانت الروايات والشعر تمنحني أفقًا واسعًا من الإلهام، وهو ما ساعدني في تطوير مهاراتي في التمثيل". بالإضافة إلى ذلك، ساعدتها دراستها في الأدب الإنجليزي على تحسين قدرتها على التعبير الجسدي والصوتي أثناء العروض المسرحية.
في حديثها عن كيفية انتقالها من الغناء والشعر إلى المسرح، قالت: "الشعر في المسرح يتطلب طريقة معينة في الأداء، فالصوت والتعبير الجسدي هما أساس التفاعل مع الجمهور. كما أن الوقوف على خشبة المسرح والتفاعل مع الجمهور يشبه إلى حد كبير أداء الشعر أمام جمهور".

تدور أحداث مسرحية "خير" حول قوة المجتمع النسائي، وتُعرض بتشكيلة نسائية بالكامل من المبدعين والمبدعات في جميع جوانب العمل، بما في ذلك الكتابة والإخراج والتمثيل. تقول هلين: "عندما بدأنا العمل على المسرحية في عام 2022، قررنا أن يتكون فريق العمل بالكامل من النساء. هذا القرار كان مدروسًا، لأنه يتزامن مع أسبوع المرأة، ويعكس رسالتنا في دعم وتفعيل دور النساء في المجتمع الفني".
وتضيف: "وجود فريق عمل نسائي بالكامل يجعلنا نشعر بأننا في مساحة آمنة، حيث يمكننا التعبير عن أنفسنا بحرية دون الشعور بالتقييد أو الخوف من الانتقادات".
المسرح كوسيلة للتعبير الثقافي
هلين، القادمة من خلفية عراقية، ترى أن المسرح يعد وسيلة قوية للتعبير عن هويتها الثقافية. تقول: "تمثيل شخصية امرأة عراقية على خشبة المسرح يحمل مسؤولية كبيرة، لأنه يعكس جزءًا من تجربتي الشخصية وهويتي الثقافية. المسرح يوفر لي الفرصة لإيصال رسالة قوية حول تجربتي كمرأة عراقية في بيئة جديدة".
وتعتبر هلين أن المسرح هو وسيلة مثالية للتواصل مع جمهور واسع والتعبير عن القصص الإنسانية من خلال تجسيد الشخصيات التي تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي.
اللحظة التي أثرت في حياتها المسرحية
أحد أبرز اللحظات المؤثرة في تجربة هلين كانت عندما حضر والديها لأول مرة لمشاهدتها على خشبة المسرح. تقول: "كنت متوترة جدًا في البداية، لكن عندما سمعت ضحكاتهما واهتمامهما، كان ذلك لحظة مليئة بالعاطفة والفخر بالنسبة لي".
LISTEN TO

في سابقة تاريخية: رفع الأذان في قاعة سانت جورج بقلعة "وندسور" الملكية البريطانية لأول مرة
SBS Arabic
06/03/202502:03
المسرح: رسالة للجميع
في ختام حديثها، تعرب هلين عن حبها الكبير للمسرح وتؤكد على أهمية وصول رسالته للجميع. "المسرح أكثر أهمية بالنسبة لي من التلفزيون، لأننا في المسرح نعيش اللحظة بكل تفاصيلها ونتمكن من إيصال رسالة حية وقوية إلى الجمهور. أتمنى أن يجد الجميع المتعة والتسلية في المسرح، وألا يعتقدوا أنه شيء صعب أو مخصص فقط لبعض الأشخاص".