في الرابع من آب/أغسطس عام 2020، هزّ انفجار مرفأ بيروت لبنان وأجبر الكثيرين للبحث عن فرص جديدة خارج وطنهم. من بين هؤلاء كان طارق القزي، الذي قضى سنوات طويلة يعمل في مجال الإعلام والإعلانات في لبنان قبل أن يضطر إلى مغادرته والبحث عن حياة جديدة في أستراليا.
كانت البداية صعبة، خاصة مع التحديات اللغوية والتأقلم مع اللهجة الأسترالية المختلفة. ورغم خبرته الواسعة في عالم الدعاية والإعلان، لم يتمكن طارق من إيجاد عمل في مجاله. لكن شغفه بالرياضة، وتحديدًا الكرة الطائرة، فتح له بابًا جديدًا في عالم التدريب.
التحول إلى عالم الرياضة
لطالما كان طارق لاعبًا بارعًا في الكرة الطائرة، حيث يلعب مع أندية ذات صيت في لبنان. وعند وصوله إلى أستراليا، وجد فرصة للعمل كمدرب، وكانت هذه البداية لمسيرته الجديدة.
بدأ بتدريب الطلاب في المدارس المحلية، ومن هناك انتقل إلى فرق رياضية مختلفة، حيث استطاع أن يثبت نفسه بسرعة. شارك مع فريقه في بطولات محلية، ومنها بطولة فيكتوريا، التي تألق فيها فريقه وحصد المركز الأول. لم يكن ذلك النجاح الوحيد، بل استمر في تحقيق الإنجازات ليصبح من المدربين المميزين في مجاله للأفراد بتدريبهم على المستوى الشخصي.
إحدى أبرز قصص نجاحه كانت مع الطفلة "كيلي"، التي بدأت معه وهي في سن التاسعة، وبعد تدريب مكثف، أصبحت بطلة ولاية فيكتوريا في سباحة "الفري ستايل" والفراشة لمسافة 50 مترًا.
اليوم، طارق القزي ليس مجرد مدرب رياضي، بل هو أنموذج للمثابرة والإصرار. فمن عالم لإعلانات إلى الرياضة، استطاع أن يعيد بناء حياته ويثبت أن الشغف والعمل الجاد يمكن أن يفتحا أبواب النجاح في أي مجال.
مع حلول عام 2025، لا يزال طارق يسعى إلى المزيد من التوسع، فقد أسس موقعًا إلكترونيًا يسلط الضوء على مشواره التدريبي، ويقدم عروضًا تدريبية للراغبين في مجالات الكرة الطائرة، السباحة، واللياقة البدنية.
عندما سُئل عن مشاعره تجاه الهجرة، أجاب بصراحة: "كانت صعبة جدًا، لكنها تجربة مليئة بالتحديات الممتعة. في النهاية، النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه ممكن دائمًا لمن يسعى إليه بإصرار."
استمعوا لتجربة هجرة وتأقلم المهاجر اللبناني طارق القزي، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.