بعدما نجت مادونا عوض بأعجوبة من قصف القنابل التي كانت تُمطر مدينة زحلة ليلة عيد الميلاد عام 1966، قررت أن لغة المدافع والقتال ليست لغتها وليس من حق أحد انتزاع حياتها بالقوة، فكانت الهجرة هي المنفذ الوحيد وكانت أستراليا هي الوجهة حيث كانت تعيش إحدى أخواتها.
وغم أن مادونا وصلت إلى بر الأمان في أستراليا، إلا أن المرحلة الأولى في أستراليا كانت أصعب من الحرب ذاتها، لأن تجربة الحرب أفقدتها ثقتها بالناس، فتقوقعت على نفسها في الفترة الأولى واكتفت بالذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل دون الانخراط مع أحد.

Madonna Awad received "Queen of Hearts" title at work. Source: Supplied / Madonna Awad
رفضت مادونا أن تمد يدها وتأخذ المعونات الحكومية لأن القيم التي رباها عليها والدها لا تتوافق مع هذه الأمور، فبدأت بالعمل في المطار ونظراُ لأمانتها وصدقها أطلق عليها زملاؤها لقب ملكة القلوب أو Queen of hearts، وبعد فترة قصيرة طلبت منها مديرتها ان يفتحا مصلحة تجارية سوية، وهنا كانت انطلاقة مادونا في عالم المصالح التجارية التي تنقلت بين الكثير منها، والتي كانت الباب الذي عرفها على زوجها الضابط المصري مدحت عوض الذي كان في إجازة إلى أستراليا، ولم يطل الأمر كثيراً حتى تم الزواج وانتقلت مادونا مع زوجها إلى مصر.

Madonna Awad with her husband Source: Supplied / Madonna Awad
وكانت العودة هنا إلى المصالح التجارية والطعام، لكن مادونا كانت لا تزال تشعر أن هناك شيء لم تحققه ولديها الكثير لتعطيه وتقدمه، وهنا كان الانخراط في العمل المجتمعي ومساعدة الأخرين ولا سيما اللاجئين والقادمين الجدد الذين عشت تجربتهم المريرة هو المنفذ الذي وجدت نفسها فيه وحقق لها الرضا عن النفس، فترأست جمعية المرأة القبطية لعدة سنوات وعملت لدى مؤسسة AIMS التي تقدم الخدمات للاجئين، لكن ما هو حلم مادونا عوض الذي ما زالت تتمنى تحقيقه؟

Source: Supplied / Madonna Awad