من محطات هجرة متعددة إلى أسرار المناعة: فرح الأنصاري ونبض النجاح العراقي في أستراليا

Dr.Farah Ansari 1.JPG

الدكتورة فرح الأنصاري

في عالمٍ يعجّ بالتحديات، تظهر قصة الدكتورة فرح الأنصاري، الباحثة المتخصصة في علم المناعة، التي تمثل أنموذجًا مشرقًا لتفوق جيل مهاجر شاب من الجالية العربية في أستراليا.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

في حوارها مع إذاعة أس بي أس عربي، توضح الدكتورة فرح أنها نشأت في بيئة علمية حاضنة، فوالدها عالم دين عراقي بارز، ووالدتها من عائلة عُرفت عبر الأجيال بالطبابة والعلم في العراق، مما أسهم في غرس حب المعرفة في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم.

هاجرت الأسرة من العراق في وقت مبكر، وتنقلت بين إيران وسوريا ولبنان، قبل أن تستقر مجددًا في إيران حيث بدأت فرح تعليمها النظامي. وبدلاً من أن تكون الهجرة عائقًا، أصبحت دافعًا لها للتميز، فتلقت تعليمها الأولي في المنزل على يد والدتها حتى الصف الرابع، قبل أن تتمكن من الالتحاق بالمدرسة الرسمية.
من شغف إلى تخصص دقيق

بعد الهجرة إلى أستراليا، وتحديدًا في المرحلة الثانوية، وجدت فرح نفسها تميل نحو العلوم، فالتحقت بكلية العلوم لاكتشاف ميولها، إلى أن وقعت في حب علم المناعة خلال السنة الثانية من الدراسة الجامعية. وتصف شغفها قائلة: "الإنسان المحب للعلم مثل الجائع الذي يبحث عن الطعام، وأنا كنت أبحث عن المعرفة لأروي شغفي".

بدأت رحلتها البحثية بالحصول على درجة الماجستير في علم المناعة، وسرعان ما انتقلت إلى الدكتوراه، حيث تفوقت في دراستها لدرجة تحويل المسار من ماجستير إلى دكتوراه مباشرة. وتخصصت في دراسة المناعة الذاتية، لاسيما العلاقة بين أمراض الغدة الدرقية وتأثيرها على العيون، وهو مجال ذو أهمية طبية بالغة.
Dr. Farah Ansari 2.PNG
الطموح لا يتوقف عند الدكتوراه

بعد نيلها درجة الدكتوراه، تواصل فرح تخصصها البحثي في أمراض المناعة المرتبطة بالطب المجتمعي والأوبئة، وتعمل اليوم ضمن فرق بحثية يعمل على نشر عدة دراسات في مجلات علمية مرموقة. وهدفها القادم، كما تقول، هو الاستمرار في البحث العلمي وتقديم دراسات تساهم في خدمة المجتمع وتحسين الصحة العامة.


أما عن الدور العائلي في احتضان وحب العلم والتعلم، فتوضح الدكتورة فرح أن عائلة الأنصاري ليست غريبة عن الإنجاز العلمي؛ فشقيقها د. باسم الأنصاري طبيب وناشط اجتماعي معروف في أستراليا، وشقيقتها د. باسمة الأنصاري مع أخيها تخصصا في علم الإدمان، وتوضح فرح أن النجاح في العائلة لم يكن تقليدًا أعمى، بل نتاج بيئة تحتفي بالعلم وتدعمه.
LISTEN TO
AA Nadia Faour image

هل تسهم قصص الأطفال في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية؟ حوار مع الكاتبة ناديا فاعور

SBS Arabic

10:53
اللغة والثقافة: ارتباط لا ينفصل

رغم نشأتها وتعليمها في بيئة ناطقة بالإنجليزية، ما تزال فرح تحتفظ بلهجتها العراقية الأصيلة، بفضل التزام الأسرة الصارم بالتحدث باللغة العربية داخل المنزل، وهو أمر تعتز به وتعتبره أحد عوامل الحفاظ على الهوية والانتماء الثقافي.

توجه الدكتورة فرح رسالة للشباب العربي وتشجعهم على الإقبال على العلم دون خوف أو تردد، وتكسر الصورة النمطية عن الباحث العلمي بأنه شخص منعزل أو "نيرد"، قائلة: "العلم ليس عزلة، بل وعي، ويفتح آفاقًا لفهم أعمق للحياة. لا تخشوا الطريق، فالشغف يصنع المعجزات".

استمعوا لتفاصيل قصة نجاح الدكتورة فرح الأنصاري، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و 

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك