مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، تستعد العائلات من الجالية المسلمة للتحضير لأيام عيد الفطر السعيد، حيث يتطلب التجهيز لهذا اليوم المميز من الأمهات و الآباء في المهجر مجهودا كبيرا لخلق أجواء مفعمة بفرحة العيد ليشعر به الأولاد كما لو كانوا في الوطن الأم .
فالأعياد في بيئة مختلفة ثقافيًا واجتماعيًا، هي حالة استرداد لشعور الحنين إلى البلد الأم والثقافة التي وُلدنا وعشنا فيها. فالاحتفال بالعيد في المهجر، هو امتداد لما يراه كثيرون الحاجة إلى الشعور ببيت العائلة واللغة والأطعمة والأقارب والأغاني. لذلك يعمل الكثيرون على استعادة تلك الأجواء التي عاشوها في بلادهم أو بخلق أجواء بديلة تشعرهم بالبيت البعيد، حتى وإن كان ذلك في أيام محدودة.
النقاط الرئيسية:
- العيد فرحة ومكافأة لنجاحنا بتهذيب أنفسنا بعد الصيام
- اشجع العائلات على عمل كعك العيد في المنزل مع الأولاد
- تعزيز القيم والتقاليد ضروري مع الانخراط بالمجتمع الأسترالي
للحديث عن كيف تستعد الأم لخلق أجواء العيد في المهجر قالت المستشارة الأسرية رند فايد إنه يجب الاستعداد ذهنيا وبدنيا للدخول إلى أيام عيد الفطر المبارك، خاصة بعد صوم شهر كامل، وتغير عادات الأكل ومسار اليوم الروتيني. ومع العودة من جديد لأيام العيد، وهي أيام فيها فرح وحركة ورجوع العادات الغذائية السابقة التي اعتاد عليها الشخص قبل رمضان، فإنها تفضل عدم إرهاق الجسد في الأيام الأولى، وتقسيم المهام بين أفراد الأسرة للتجهيز لأيام العيد حتى يشعر الجسم ببعض التوازن.وحول كيف يعيش الأولاد أجواء العيد وماذا يجب على الوالدين فعله لتعميق هذه المناسبة روحيا واجتماعيا قالت "إن أهم شيء هو شرح فكرة رمضان لديهم وما يحمله من معاني تشمل تهذيب النفس وفهم معنى الالتزام بضوابط الصوم لفترة محددة لسمو الروح ". ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي توضيح معنى العيد كفرحة ومكافأة لنجاحنا بتهذيب أنفسنا بعد الصيام. وأضافت المستشارة الأسرية رند فايد، لتكون الفرحة مكافأة جميلة ومؤثرة لدى أفراد العائلة بجميع مكوناتها، نبدأ جميعا بتنظيف المنزل، ثم نشرع بتزينه لإشاعة الفرحة والأجواء الاحتفالية الإيجابية ولتحظى العائلة بأجواء العيد الغامرة بالفرحة منذ اللحظة الأولى لأيامه، فهو كمناسبة يعتبر امتدادا لهويتنا وتقاليدنا. لذلك لابد من صنع أجواء جماعية محببة مثل صناعة الكعك والبسكويت في المنزل وتشغيل الأغاني، والأهم من ذلك، سرد القصص الجميلة لأطفالنا عن أيام العيد فضائلها كيف كنا كآباء نمضي العيد في صغرنا، فهذه القصص والحكايات تتعمق في ذواتهم وترسخ في ذهنهم.
المستشارة النفسية والأسرية رند فايد Source: Supplied
اقرأ المزيد
دروس مجانيّة في اللغة الإنجليزية للمهاجرين
وحول كيف يمكن الاحتفال بالعيد ضمن الأجواء الدراسية والأطفال مازالوا في مدراسهم مما قد يؤثر نفسيا عليهم قالت رند فايد" إن الأطفال الذين يعيشون ضمن مجتمعات ذات كثافة سكانية من نفس أبناء الجالية وثقافتها غالبا لايواجهون مشكلة، لكن بعض المدارس لا تسمح بذلك مما يستدعي من الأهل الطلب من مدارس الأطفال أخذ الإجازة، أو تعويض الأطفال بنشاطات وفعاليات غير مجهدة بعد دوام المدرسة بطريقة ذكية ومحببة" .
وأوضحت الفايد أن أجواء العيد في الوطن الأم مصر تتسم بأنها عامرة بالأفراح ورائحة الكعك والبسكوت التي تفوح في كل الأجواء بالإضافة لاجتماع العائلات وتزاورها وتراحمها، بالإضافة لجمال لحظة تقبيل يد الوالد الصباحية للحصول على العيدية من العادات الجميلة التي تفتقدها، لكنها أكدت أننا يمكن أن نعزز هذه القيم والعادات الجميلة هنا أيضا مع أبنائنا .
وأكدت أنه من السهل إحداث التوازن بين الأبناء والمجتمع في المهجر عن طريق الاعتزاز بقيمهم وتراثهم مع ضرورة الانخراط بالمجتمع الأسترالي بقيمه دون أن يشعروا بأي اختلاف، لأن ما يميز المجتمع الأسترالي هو التعددية.
اقرأ المزيد
شم النسيم: العيد الفرعوني الذي يوحد المصريين
للاستماع للقاء مع المستشارة الأسرية رند فايد حول تجهيزاات العيد في المهجر. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على