دعت السلطات الصحية في أستراليا إلى الهدوء مع تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد مئة حالة. وانشد وزير الصحة غريغ هانت الناس بالتحلي بالصب وتفهم الوضع الحالي واتباع تعليمات السلطات.
وقال هانت إننا ندخل مرحلة سيزيد فيها عدد الناس الذين خالطوا مصابين بفيروس كوفيد-19، وزيادة عدد الإصابات المؤكدة أيضا.
وقال البروفيسور يحيى الشهابي طبيب العناية المركزة في سيدني إن الحكومة لديها في الوقت الراهن نوعان من الإجراءات للتعامل مع الحالات المؤكدة والمشتبه بها. وقال الشهابي إن الحالات المؤكدة من الفيروس، يتولى خبراء الطب الوقائي إجراءات عزلها.أما الحالات المشتبه بها فإنه يُطلب منها عزل نفسها لمدة 14 يوما، وتطلب السلطات ذلك من أشخاص خالطوا مرضى أو عادوا من الخارج مؤخرا وتلقوا إشعارا من السلطات بضرورة عزل أنفسهم لأسبوعين.
Fear and Takeout: 14 Days in Coronavirus ‘Self-Quarantine’ Source: The New York Times
وقال الشهابي ""العزل الذاتي معناه أن يقطع الإنسان نفسه عن العالم الخارجي ولا يخالط الناس." لكنه أكد أن الشخص المعزول يمكنه أن يختلط بمن يعيش معه بالمنزل بشكل طبيعي: "المهم ألا يتم السماح بضيوف أو زوار داخل المنزل."
وقال الشهابي إن "الأسرة يمكنها أن تعيش حياتها اليومية بشكل طبيعي، فهم غير خاضعين للعزل، ويمكنهم مغادرة المنزل وشراء الأغراض دون مشكلة." أما إن كان باقي أفراد الأسرة لهم نفس وضعه، بمعنى أنهم خالطوا نفس الحالات المؤكدة أو كانوا مع هذا الشخص أثناء السفر فإن إجراءات العزل تسري عليهم ايضا.
وشدد الشهابي على أن العزل يعني عدم الاختلاط بالعالم الخارجي فقط وهذا يعني أن الشخص الخاضع للعزل لا يجب أن يرتدي ملابس خاصة للحماية أو كمامات داخل المنزل، ويمكنه أن يخرج إلى الحديقة أو يتجول بين الغرف بشكل عادي، ما يهم هو عدم الاختلاط بأشخاص لا يعيشون معه في نفس المنزل.
وأضاف الشهابي "في حالة ظهور أعراض تنفسية مثل الحرارة أو الكحة أو ضيق التنفس، فسيكون لزاما عليهم الاتصال بالسلطات الصحية والخضوع لفحوصات كورونا."وأكد الشهابي أن النتائج تظهر بشكل أسرع مع مرور الوقت، حيث يوجد الآن ثلاثة مستشفيات في سيدني تجري الفحوصات ثلاث مرات في اليوم، وهذا يجعل نتائج الفحوصات تظهر خلال ست ساعات فقط من وقت إرسال العينة.
Chief Medical Officer Professor Brendan Murphy speaks to the media on Tuesday. Source: AAP
وقال "بمجرد ظهور النتيجة يتم إرسال رسالة نصية قصيرة إلى صاحب الفحص سواء كانت نتيجته إيجابية أو سلبية." وفي حالة النتيجة الإيجابية فإن خبراء الطب الوقائي سيتدخلون للتعامل مع الموقف وتطبيق الحجر الصحي على المصاب.
وكان كبير الخبراء الصحيين في أستراليا براندن ميرفي قال طلب من عدم إجراء فحوصات فيروس كورونا ما لم يكن لديهم تاريخ من السفر خارج البلاد أو خالطوا أشخاص تأكد إصابتهم بالفيروس، حتى لو ظهرت عليهم أعراض تنفسية حادة أو برد أو أنفلونزا.
وفسر الشهابي هذا الطلب قائلا "نحن الآن في موسم به أمراض تنفسية أكثر من الكورونا، هناك موسم الأنفلونزا وسيكون لدينا الكثيرين من المصابين، بالإضافة إلى البرد العادي. وبالتالي لا يجب على كل من تظهر لديه أعراض تنفسية أن يذهب لإجراء فحوصات، لأن المستشفيات لن تتمكن من استيعاب هذا الكم الهائل من الحالات الذي سيطلب الرعاية الصحية داخل المستشفى."
وقال الشهابي إن المعايير الحكومية كافية: "إن كان هناك تاريخ من السفر أو كان هناك مخالطة لحالة مؤكدة فقط، يمكنك طلب فحص الكورونا."وشدد طبيب العناية المركزة أن إجراءات العزل الذاتي كافية في الحالات المشتبه بها حتى لو قررت بعض الحالات عدم الالتزام بالتعليمات: "السلطات الصحية تثق في المواطن وتثق أنه سيفعل المطلوب منه لحماية صحة الآخرين، باعتبار أن تلك لياقة عامة ونوع من الالتزام الشخصي للإنسان."
The first Australian to die from coronavirus passed away at Perth's Sir Charles Gairdner Hospital. Source: SBS
وكان أحد الأشخاص في هوبارت بولاية تازمانيا قد خالف إجراءات العزل الذاتي بعد عودته من الخارج، وذهب إلى الجامعة والعمل، لتعود عينته إيجابية ويتم تأكيد حمله للفيروس.
وقال الشهابي إنه من المطمئن أن الحالات التي كسرت إجراءات العزل قليلة للغاية وغير منتشرة.