امرأة حديدية: عاشت يتيمة وتوفي زوجها تاركًا ست بنات صغار وقامت برسالتها في رحلة متعبة في أستراليا

Fatma in her daughter's wedding.JPG

السيدة فاطمة قويدر مع بناتها في رحلة تتويج بعد تعب السنين

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

انتقلت من فلسطين إلى الكويت بعمر13 عامًا، بعدما توفي والدها وهي بعمر تسع سنوات، تزوجت وهاجرت إلى أستراليا حيث توفي زوجها بالسرطان لتربي بناتها في المهجر فماهي تفاصيل قصة السيدة فاطمة قويدر؟


لكل شخص قصة، ولكل مسافر حكاية تحمل في طياتها معاناة وصبر. ولكن القليل من القصص تتجاوز حدود التحديات لتصبح مصدر إلهام لأجيال. واحدة من هذه القصص هي قصة فاطمة قويدر، الفلسطينية التي حملت بين جنبيها ذكريات قريتها "سيلة الظهر" في فلسطين، حيث واجهت صعوبات الحياة في المهجر، وصنعت من الألم أملًا.
وُلدت فاطمة في فلسطين، وفي سن التاسعة فقدت والدها، ليتركها تكبر يتيمة في قلب الظروف القاسية التي كانت تمر بها الأرض الفلسطينية.

ومع تصاعد الأوضاع الصعبة، كانت أسرتها في حاجة إلى الهجرة، فانتقلت إلى الكويت في سن الثالثة عشر للبحث عن الأمان. 
Fatma in Palestinain Traditional Dress.JPG
عاشت فاطمة سنوات مراهقتها في الكويت، حيث تابعت دراستها وبدأت رحلة جديدة من الحياة، بعيدة عن أرض الوطن. ومن ثم تزوجت، وعاشت مع زوجها الذي عمل في الخطوط الجوية الكويتية، وتوالت سنوات حياتهما بين الكويت وأستراليا. ولكن الحياة لم تكن لتمنحها الراحة، فقد توفي زوجها في بداية الألفية، بعد أن عانى من مرض عضال تاركًا لها ست بنات.

كان رحيل زوجها بمثابة الصدمة، ولكن فاطمة كان لها رأي آخر؛ فبدلاً من الاستسلام للهموم، أخذت على عاتقها مسؤولية تربية بناتها الست.
Fatma with her husband 1975.JPG
السيدة فاطمة قويدر مع زوجها عام 1975 عند وصلها إلى أستراليا مع زوجها و ابنتها
واجهت فاطمة في أستراليا تحديات جديدة، فبالإضافة إلى فقدان شريك الحياة، كانت اللغة والثقافة الأسترالية مختلفتين عن تلك التي نشأت فيها. لكنها، كما تقول، صبرت وواجهت التحديات بدعوات صادقة وقوة داخلية، خاصة بعد أن تحملت مسئولية تربية بناتها الصغيرات.

كانت الأم في أستراليا تقوم بدور الأب والأم معًا، تحاول أن تعلّم بناتها قيم العائلة الفلسطينية وأهمية الترابط.
لا شك أن هذه السنين كانت مليئة بالتضحيات، حيث كانت تحاول تعويض غياب الزوج الراحل عن بناتها، وأيضًا عن نفسها. وبينما كانت البنات يكبرن، أصبحت فاطمة تشعر بفخر لا يوصف عندما رأت بناتها يحققن النجاح في حياتهن ويؤسسن عائلات جديدة. كما أصبحت الآن جدة، ولديها ستة أحفاد، وهم جسر جديد يربطها بالجذور الفلسطينية والواقع الأسترالي.
Fatma - with all Family memebers.JPG
تسترجع فاطمة ذكرياتها عن "سيلة الظهر"، القرية التي نشأت فيها، قائلة إنها كانت أيامًا مليئة بالحب والإنسانية، حيث كان أهل القرية يتشاركون الأفراح والأحزان. وبينما كانت تترك وطنها في سن صغيرة، تظل تلك الذكريات هي المكون الأساس لهويتها التي نقلتها إلى بناتها وأحفادها.

وفي قلبها، ظلت فلسطين حاضرة، على الرغم من مرور السنوات وتغير الأمكنة.
Fatma Qweder with grand daughters.JPG
رغم أن الحياة في المهجر لم تكن خالية من الصعوبات. إلا أن عزيمتها في تربية بناتها على القيم، جعلتها تتغلب على جميع التحديات، خاصة وهي تنظر إلى نتاج هذا الكفاح مع اقتراب زواج حفيدتها الأولى قريباً ، ما جعل قلبها عامرًا بالفخر؛ فهذه هي ثمرة الكد والصبر.

استمعوا لتفاصيل رحلة كفاح السيدة فاطمة قويدر “أم نادية" تسرد حكايتها، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.

 
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك