لكل شخص قصة، ولكل مسافر حكاية تحمل في طياتها معاناة وصبر. ولكن القليل من القصص تتجاوز حدود التحديات لتصبح مصدر إلهام لأجيال. واحدة من هذه القصص هي قصة فاطمة قويدر، الفلسطينية التي حملت بين جنبيها ذكريات قريتها "سيلة الظهر" في فلسطين، حيث واجهت صعوبات الحياة في المهجر، وصنعت من الألم أملًا.
وُلدت فاطمة في فلسطين، وفي سن التاسعة فقدت والدها، ليتركها تكبر يتيمة في قلب الظروف القاسية التي كانت تمر بها الأرض الفلسطينية.
ومع تصاعد الأوضاع الصعبة، كانت أسرتها في حاجة إلى الهجرة، فانتقلت إلى الكويت في سن الثالثة عشر للبحث عن الأمان.
كان رحيل زوجها بمثابة الصدمة، ولكن فاطمة كان لها رأي آخر؛ فبدلاً من الاستسلام للهموم، أخذت على عاتقها مسؤولية تربية بناتها الست.
السيدة فاطمة قويدر مع زوجها عام 1975 عند وصلها إلى أستراليا مع زوجها و ابنتها
كانت الأم في أستراليا تقوم بدور الأب والأم معًا، تحاول أن تعلّم بناتها قيم العائلة الفلسطينية وأهمية الترابط.
لا شك أن هذه السنين كانت مليئة بالتضحيات، حيث كانت تحاول تعويض غياب الزوج الراحل عن بناتها، وأيضًا عن نفسها. وبينما كانت البنات يكبرن، أصبحت فاطمة تشعر بفخر لا يوصف عندما رأت بناتها يحققن النجاح في حياتهن ويؤسسن عائلات جديدة. كما أصبحت الآن جدة، ولديها ستة أحفاد، وهم جسر جديد يربطها بالجذور الفلسطينية والواقع الأسترالي.
وفي قلبها، ظلت فلسطين حاضرة، على الرغم من مرور السنوات وتغير الأمكنة.
استمعوا لتفاصيل رحلة كفاح السيدة فاطمة قويدر “أم نادية" تسرد حكايتها، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.