النقاط الرئيسية
- صريةتم انتقاد الحكومة الأسترالية للاستمرار في الاحتفال بيوم "الانسجام"في يوم مناهضة العن
- تشير الانتقادات إلى أن الاحتفال بالوئام والانسجام يخفي حقيقة وجود عنصرية
- علمت أس بي أس أن وزيرالتعددية الثقافية قد يلغي يوم الانسجام ويبقي على أسبوع التناغم
تم تقديم يوم الانسجام في التسعينيات كمبادرة حكومية أسترالية للاحتفال بالتعددية الثقافية والتنوع، بدلاً من اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري. يقول البعض إن هذه التسمية الإيجابية تعيق جهود البلاد لفهم العنصرية ومكافحتها في وقت تنشط فيه مجموعات تنادي بتفوق العنصر الأبيض.
وعلى مدار ربع قرن تقريبًا ، شجعت الحكومة الأسترالية أماكن العمل والمدارس على "ارتداء اللون البرتقالي" في 21 أذار/ مارس ، وهو يوم يسمى "يوم الانسجام" Harmony Day ، والذي يؤذن ببدء أسبوع من الفعاليات للإشادة بفوائد التعددية الثقافية في جميع أنحاء البلاد
في هذا اليوم يُطلب من الناس إن كان في أماكن العمل أو المدارس إحضار طبق من الطعام (أو وصفة) تمثل عاداتهم وتقاليدهم. ويكون الهدف تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال المحادثات الإيجابية بين زملاء العمل وتلاميذ المدارس.
عُيّن "اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري" استذكارا ليوم فتحت فيه الشرطة بجنوب إفريقيا النار وقتلت 69 شخصا من ذوي البشرة السمراء
ومع ذلك، على الصعيد العالمي يعتبر هذا اليوم يومَ حداد عالميًا، ويأتي تحت اسم "اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري"، وقد عُيّن ليوافق اليوم الذي فتحت فيه الشرطة في Sharpeville بجنوب إفريقيا النار وقتلت 69 شخصا من ذوي البشرة السمراء في مظاهرة سلمية ضد الفصل العنصري، كما يذكر موقع الأمم المتحدة.
ويقول باحثون إن تغيير تسمية "يوم انهاء العنصرية" إلى "يوم الانسجام" كان أمرا ضارا ، حيث تجنبت أستراليا تطوير البحوث المؤسسية في العنصرية والتمييز ، وفشلت في إجراء محادثات مجتمعية لمكافحتها.
Professor Fethi Mansouri. Credit: Professor Fethi Mansouri
"مشكلة أستراليا هو أننا بمجرد أن نحتفل بهذا اليوم بشكل سطحي بالتنوع الثقافي والتعددية دون أن نكون على علم ودراية بالضرر الجسيم الذي يسببه التمييز العنصري للعديد من الجاليات المهاجرة والسكان الأصليين، يمنعنا من التقدم بمجهوداتنا في مكافحة مسألة التمييز العنصري".
ويضيف البروفسور منصوري أن هناك دراسات كثيرة تؤكد وجود نظرة عنصرية متزايدة في أستراليا.
بالرغم من وجود نسبة محترمة تساند التعددية الثقافية بصورة عامة إلا أن هناك نسبة تتزايد باستمرار من 8 إلى 15 بالمائة من الذين يرفضون التعددية
"كل الأبحاث التي قمنا بها، وقام بها زملاؤنا، تؤكد أنه بالرغم من وجود نسبة محترمة تساند التعددية الثقافية بصورة عامة، إلا ان هناك نسبة تتزايد باستمرار من 8 بالمائة إلى 15 بالمائة من الذين يرفضون التعددية وبصفة خاصة لديهم آراء واتجاهات عنصرية نحو العديد من الجاليات بما فيها الأفارقة والعرب والسكان الأصليين".
لماذا "يوم الانسجام" وليس "يوم إنهاء العنصرية"؟
تم تقديم يوم الانسجام في عام 1999 من قبل رئيس الوزراء الأحراري حينها جون هوارد ، في أعقاب تقرير يوريكا الذي صدر بتكليف من الحكومة عام 1998، والذي كشف عن مستويات كبيرة من العنصرية والتعصب في أستراليا.
هذا العام ، أقرت الحكومة أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به" لمكافحة العنصرية.
في رسالة أسبوع الانسجام لعام 2023 ، قال وزير الهجرة والمواطنة وشؤون التعددية الثقافية ، أندرو جايلز:
"أصبحنا لا نخاف من إجراء محادثات صعبة حول ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، والتشكيك في طرقنا والاعتراف بأخطائنا ، وإيجاد طرق جديدة للعيش بشكل أفضل ، في وئام."
وعلمت SBS أن وزير الهجرة والمواطنة وشؤون التعددية الثقافية ، وهو جزء من وزارة الشؤون الداخلية ، لن يحتفل بيوم 21 مارس كيوم الوئام هذا العام ، واختار بدلاً من ذلك الاعتراف به باعتباره اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري. كما ستقام احتفالات أسبوع الانسجام بالتزامن.
وصرح متحدث باسم وزارة الشؤون الداخلية لـ SBS في بيان أنها ستروج لـ "أسبوع الانسجام 2023 ، بما في ذلك اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري (21 مارس)".
هذه عملية تجميل مزيفة سطحية لمشكل عميق لا يزال يضر بالمجتمع الأسترالي
ويرى البروفسور فتحي منصوري أنه من الأفضل إيجاد "أسبوع آخر أو فترة أخرى لنحتفل فيها بالتعددية".
"هذا أمر معقول، لكن لا يجب أن نخلط الأمور، فعوضا أن يكون لدينا علم ودراية باليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري الذي هو بالاساس دعوة من الأمم المتحدة واليونسكو خاصة إلى جميع الدول الأعضاء لتقوم بالمزيد للقضاء على التمييز العنصري، لكن أن نستبدل هذا اليوم بيوم نحتفل فيه بالتعددية بطريقة تدعو فيها مؤسسات العمل للتشارك بالمأكولات وما شابه، أظن أن هذه عملية تجميل مزيفة سطحية لمشكل عميق لا يزال يضر بالمجتمع الأسترالي وغيره".
ويضيف البروفسور منصوري إنه "لن يمكننا التقدم بمجال مكافحة العنصرية إذا لم نعترف بأن لدينا مشكلة عنصرية".
"ثانيا على المؤسسات والدولة أن تهتم بهذا الموضوع وأن تحاول أن تخصص له من الميزانية ما يمكن أن يؤدي إلى التحسن في المستقبل".
استمعوا إلى اللقاء في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على و