حسب الأرقام، سيتم تشخيص واحدة من كل سبع نساء بسرطان الثدي في حياتهن، وتظهر أرقام من شبكة سرطان الثدي الأسترالية أن حوالي 20 ألف امرأة و 164 رجلاً سيتم تشخيصهم بنوع من سرطان الثدي في عام 2021 أي ما يقرب من 55 شخصاً في اليوم.
النقاط الرئيسية
- سيتم تشخيص واحدة من كل سبع نساء بسرطان الثدي في مرحلة ما في حياتهن.
- اصيبت تينا دويهي بالسرطان لأول مرة وهي في السابعة والثلاثين وشفيت منه لثلاثة عشر عاماً.
- عاد السرطان ليغزو جسم تينا مجدداً وهي اليوم تخضع لجلسات علاج كيميائي.
- من الضروري اجراء الفحوصات الذاتية والدورية لزيادة فرص الشفاء.
تم تشخيص تينا دويهي- لبنانية أسترالية – بسرطان الثدي لأول مرة وعمرها لا يتجاوز السابعة والثلاثين، وكان وقع الخبر مدوياً عليها وعلى عائلتها على حد سواء، لا سيما وأنها كانت بصحة جيدة وتمارس الرياضة وتتبع نظاماً غذائياً متوازناً.
بدأت تروي قصتها قائلة: "تحسست كتلة مؤلمة في صدري فقمت بمراجعة طبيب العائلة على الفور. هذا الطبيب أنقذ حياتي لأن فحوصاتي الأولية لم تكشف الإصابة. حولني للطبيب المختص الذي طلب بدوره خزعة تبين من خلالها أنني مصابة بالسرطان ومن الضروري أن أخضع لجراحة بشكل عاجل وبعد ذلك للعلاج الكيمائي".
"كانت صدمة كبير" بهذه الكلمات القليلة عبّرت تينا عن الحالة النفسية التي ألمّت بها فور سماعها لخبر الإصابة. ولكنها رغم ذلك لم تستلم للمرض بل قررت محاربة السرطان بكل ما اوتيت من قوة، وساعدها في مشوار العلاج الدعم الكبير الذي حظيت به من الأهل والأصدقاء.
عن الأثر الذي يطال عائلة المريض قالت تينا: "اهلي كانوا مصدومين للغاية لأننا لم نكن قد تعاملنا من قبل مع مرض السرطان. أنا أصغر فرد في العائلة المكونة من خمسة أبناء. تركوا كل شيء وقاموا بإعادة ترتيب حياتهم بما يتناسب مع جدول مواعيدي الطبية وعلاجاتي. هذا المرض يؤثر بالطبع على كل من حولك".
وحسب احصائيات معهد السرطان نيو ساوث ويلز فإن حوالي 60 في المائة من سرطانات الثدي يتم تشخيصها لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و 74 عامًا.
من خلال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، يمكن زيادة فرص الشفاء بشكل كبير وتقليل اللجوء إلى استئصال الثدي والخضوع لجلسات العلاج الكيميائي ولكن نوع السرطان الذي أصاب تينا كان شرساً للغاية.

Source: Tina Douihi
بعدما خضعت تينا للجراحة، قامت بعملية تجميلية ترميمية لثديها الأيسر وبعد ذلك خضعت لأربع دورات من العلاج الكيميائي الذي يصفه المرضى بـ "شيطان أحمر" نظراً لما يتركه من آثار مدمرة على الجسم.
وقالت تينا عن القوة التي وجدتها في داخلها لمواصلة رحلة العلاج: "كنت أستمد القوة من ايماني ومن الله ومن أهلي واخوتي واصدقائي. نحن نعيش في بلد رائع ولدينا نظام رعاية صحية ممتاز يعمل وفق أحدث الاكتشافات العلمية".
وبعد 13 سنة من الشفاء، تعرضت تينا لانتكاسة وعاد السرطان ليغزو جسمها مجدداً: "لحسن الحظ كنت أراجع طبيبي كل عام رغم أن النتائج كانت جيدة. في الفحص الأخير ظهرت لدي كتلة جديدة ولكنني لم أتوقع أن يكون السرطان قد عاد. أجريت الفحوصات مرة أخرى وتبين أنني مصابة".
خضعت تينا لجراحة ثانية لاستئصال الثدي وهي اليوم تخضع لجلسات العلاج الكيميائي لمحاربة المرض مجدداً.
وفي الختام، توجهت تينا برسالة هامة: "أرجو منكم أن تعرفوا أجسادكم جيداً وتدققوا في تاريخ السرطان في عائلاتكم. راجعوا طبيبكم واطلبوا فحوصات اضافية. السرطان لا يفرق بالعمر. أعرف نساء في العشرينيات من العمر واصبن بالسرطان. الامل يبقى دائماً موجوداً للشفاء".
ومع انشغال العالم بكوفيد-19، دعونا نتذكر أن سرطان الثدي ما يزال يفتك بالبشر ولا يوقفه وباء أو حرائق غابات أو فيضانات، لذا فإن الكشف المبكر والفحوصات الدورية ضرورية في رفع احتمالية الشفاء.
استمعوا إلى مزيد من التفاصيل عن قصة تينا دويهي في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.