"الإرتجال موهبة والتحضير واجب": د. مروان كسّاب يفوز بشخصية العام لفئة الشعر

د. مروان كسّاب يفوز بشخصية العام لفئة الشعر

د. مروان كسّاب يفوز بشخصية العام لفئة الشعر Source: Marwan Kassab

جمع شاعر الزجل اللبناني التراثي بين القانون والكلمة الحلوة لأن الرسالة الإنسانية الوجدانية واحدة


حاز الشاعر اللبناني الدكتور مروان كساب على جائزة شخصية العام 2021عن فئة الشعر، في المسابقة التي نظمتها رابطة "المبدعين في العالم" بالتعاون مع مؤسسة "رواد الإغتراب في العالم".

الشاعر الدكتور مروان كسّاب امتهن المحاماة في لبنان لسنوات طويلة ولكنه وجد في الكلمة الشعرية والزجل اللبناني أفضل قضية.

وفي حديث له مع اس بي اس عربي24، تطرق الدكتور كسّاب الى معاناة العائلات اللبنانية التي ترضخ تحت عبء تأمين الأساسيات الضرورية من دواء وغذاء  في ظل الأوضاع الإقتصادية الكادحة التي تشهدها البلاد واصفا المشهد بالجوع الموجع: "..ولا ضلّ اتوجع على لبنان..صار مني الوجع عم يوجع..ولا شوف حوت الجوع والطغيان..وأطفال تبكي وما حدا يسمع.."

وصل ابن تنورين في قضاء البترون شمالي لبنان الى أستراليا عام 2000، بعد ان امتهن المحاماة لأكثر من 35 سنة عمل خلالها في المجال المشورة القانونية للدولة اللبنانية وحاضَرَ في أكبر جامعات لبنان ومن بينها جامعة الحكمة.

وأعرب الشاعر الدكتور مروان كسّاب عن امتنانه وتقديره لجائزة شاعر العام: "أشكر كل جهة تقوم بعمل خيري انساني اجتماعي ومن يرافق الفنون والإبداعات سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي هم وجوه لها شأنها في  الحياة وتاريخ المجتمعات."

كما شكر الدكتور كسّاب اللجنة المنظمة وكل من يهتمون بإلقاء الضوء على الكلمة الراقية والشعر الصحيح: "التواضع أجمل وسام وأنا أعتز بالناس التي لا زالت تعيش في الإبداع الروحي، والشعر إبداع خارق الوصف لا يمكن تحديده."
ترعرع الشاعر الدكتور مروان كسّاب في عائلة تهوى الشعر وتتفن بنسجه كلاما ومعنى وأخذ الموهبة عن والده وكان أخوتُه متميزين ضليعين في الآداب ومتمرسين في حبك الصور الشعرية.

ولما كان الدكتور مروان كسّاب بعدُ في الثامنة من العمر، ارتجل من الشعر أجمل الأوصاف نزولا عند رغبة احدى الجيران التي طلبت من والدة الدكتور كسّاب ان يُرثى فقيدها وكان الأخ الأكبر بعيدا عن المنزل، وشجعت الطفل الشاعر على القيام بالمهام لثقتها بقدراته الشعرية بالرغم من صغر سنه، فكان لها مرادها وفي أول ظهور له كشاعر رثى الشاعر الدكتور مروان كسّاب للجارة فقيدها.

وأطلق الدكتور مروان كسّاب ديوانه الشعري الأول وهو في الرابعة عشرة من  العمر وهو الآن يتابع الحكاية وهو في الثمانينات من العمر بمسيرة طويلة مع الزجل التراثي من لبنان الى أستراليا ولا زال يقدر النضوج والبلاغة الذي تمتع بهما في شبابه.

وغالبا ما يتمتع شعراء الزجل بميزة الارتجال وبسرعة بديهة عالية تخولهم على إلقائه عفويا، الا ان المبارزة والتحدي بين الشعراء تتطلب المزيد من التحضير والتنسيق والكتابة ليكونوا على قدر من الجهوزية يليق بمتذوقي الكلمة.

وقال الدكتور كسّاب عن قدرته على نسج بيوت الشعر العفوية: "تميزت بموهبة العفوية حتى أُطلق عليّ لقب ظاهرة الإرتجال  في لبنان."

بالمقابل شدد الدكتور كسّاب على واجب التحضير والجهوزية واحترام منبر الكلمة ومسامع الحضور لأن الشعر مسؤولية: "هذا لا ينفي واجب التحضير المسبق والكتابة، هناك من يقدّر ويقيّم ويَزين الكلمة."

وبكونه جمع القانون والشعر في شخصه: "ألتزم بالقواعد والكلمة المحترمة لها قواعدها وأنظمتها".

"ليكن الشعر الزجلي مخمرا بشكل صحيح، يتطلب معاناة وتحضير فهو ليس بالأمر السهل."

وأضاف: "الحرمان يصنع الشعراء."

كما وتحدث الدكتور كسّاب عن القواسم المشتركة بين القانون والشعر: "اذا لم يتمتع من امتهن القانون بالروح الوجدانية يكون قاصرا عن اتمام رسالته الأنسانية والشعر بدوره يحمل القضية نفسها بأسلوب مختلف."

الشعر والقانون يلتقيان: "رسالتان متكاملتان".


شارك