في حديثه مع إذاعة أس بي أس عربي، قال الناطق الإعلامي في منظمة Muslim Votes Matter ناصر الزيادات إن هذه المنظمة غير الربحية، تأسست بهدف إيصال صوت الجالية الإسلامية الأسترالية السياسي إلى ممثليهم في البرلمان، وتعزيز التفاعل بين الجالية والطبقة السياسية، لضمان حقوقها وتطلعاتها ضمن منظومة القوانين الأسترالية.
وأشار الزيادات، إلى أن المنظمة في المقابل ليست مقتصرة على المنتسبين للدين الإسلامي فقط من الجالية، بل تشمل جميع الأفراد الذين يتشاركون في القيم الثقافية والاجتماعية مع المسلمين في المجتمع الأسترالي الكبير.
التأسيس والخلفية التاريخية
تأسست منظمة Muslim Vote Matter" في 24 شباط/فبراير 2024، عقب الأحداث التي وقعت في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أظهرت تجاهل الحكومة الأسترالية لمطالب الجالية المسلمة والعربية بوقف الاستنزاف الواقع على المدنيين هناك. ما دفع مجموعة من الأفراد من مختلف الولايات الأسترالية إلى التلاقي والتعاون لتأسيس منظمة تسعى لإيصال صوت المسلمين في الأروقة السياسية، "وضمان أن يتم تمثيلهم بشكل أفضل"وفق السيد الزيادات.
ناصر الزيادات الناطق الإعلامي باسم منظمة صوت المسلمين في أستراليا
في الوقت الذي كانت المنظمة تسعى فيه إلى الانتشار في مختلف الولايات الأسترالية، كان دور المتطوعين، مثل الأستاذ محمد يوسف من ولاية فيكتوريا، محوريًا في نشر رسالتها. إذ يوضح محمد أن "العمل يتم عبر التواصل المستمر مع أبناء الجالية في ولاية فيكتوريا للتوعية بكيفية التأثير في الانتخابات، وضمان أن صوت المسلمين لن يذهب سدى"، ما جعل المنظمة تشهد تجاوبًا إيجابيًا من الجمعيات، مع رغبة واضحة لدى الجالية المسلمة في فهم كيفية التأثير في العملية السياسية.
التحديات والتنوع داخل الجالية المسلمة
إن أحد التحديات الرئيسة التي تواجهها المنظمة هو التنوع داخل الجالية المسلمة، فرغم اختلاف التوجهات السياسية والثقافية بين أفرادها، فإن كان هناك توافقًا ملحوظًا بشأن القضايا المصيرية، مثل حقوق الإنسان وحرية الدين. إذ يشير الأستاذ ناصر إلى أن استطلاعات الرأي، أظهرت توافقًا غير مسبوق بين أبناء الجالية على قضايا مثل الوضع في غزة وحقوق المسلمين في أستراليا. إلا أن هذا التوافق لا يعني عدم وجود اختلافات من هنا وهناك.
LISTEN TO
"الدولة القوية هي الضامن الوحيد" هل سيعود النازحون الى منازلهم في جنوب لبنان؟
SBS Arabic
28/01/202513:19
العمل على تمكين الجيل الجديد
تسعى المنظمة أيضًا إلى تعزيز المشاركة السياسية بين الشباب المسلمين، حيث يشير الأستاذ محمد يوسف إلى أن "العديد من المتطوعين في المنظمة ينتمون إلى الجيلين الأول والثاني من المهاجرين، وهناك أيضًا مشاركة من الجيل الثالث". وتُعد هذه المشاركة بمثابة خطوة نحو إشراك الشباب المسلم من أبناء الجالية في العملية السياسية، وزيادة وعيهم بأهمية دورهم في الانتخابات المقبلة. ويوضح أن كثيرًا من أبناء الجالية المسيحية يتفاعلون ويدعمون كثيرًا من القضايا التي تطرحها المنظمة، خاصة وأن المطالب الاجتماعية والحياتية في أستراليا هي من الهموم المشتركة لدى الجميع.
الانتخابات القادمة وأهداف المنظمة
مع اقتراب الانتخابات الفدرالية الأسترالية، تتطلع المنظمة الوليدة حديثًا وفق الأستاذ ناصر الزيادات إلى "توحيد أصوات المسلمين لتكون أكثر تأثيرًا، عبر تشكيل كتل تصويتية تتفاوض مع السياسيين لضمان أن تكون أصوات المسلمين محل تقدير وأن تُترجم إلى نتائج ملموسة"، خاصة بعد أن حظيت هذه المنظمة بتهافت وسائل الإعلام الأسترالية عليها لمتابعة طروحاتها منذ انطلاقها.
وأشار الزيادات، "في الانتخابات القادمة هدفنا الأساس توحيد صوت الجالية المسلمة لاستخدامه كما يسمى في المصطلح السياسي " الصفقة "؛ يعني أن دون مفاوضات، ودون أن نأخذ ما نطالب به مقابل منح الصوت، مؤكدًا أن هذه الممارسة مشروعة دستورياً وكثير من الجاليات والأقليات و"اللوبيات" تمارس هذه الاستراتيجية.
موقف المنظمة من معاداة السامية
تُولي Muslin Votes Matter اهتمامًا خاصًا لموضوع معاداة السامية، وقد أصدرت بيانًا رسميًا طالبت فيه الحكومة الأسترالية بالإسراع بإعلان نتائج التحقيق في الأحداث الأخيرة التي جرت في أستراليا مؤكدًا "أن مسألة معاداة السامية قد تكون ليست داخلية وليست لها علاقة بأجندات داخلية أسترالية أو بالمجتمع الأسترالي، ففكرة ومصطلح معاداة السامية لم يكن موجودًا أصلاً بأدبياتنا كمسلمين وكعرب".
وأكد، ناصر الزيادات أن "المسلمين لا يتبنون مواقف معادية للسامية"، مشيرًا إلى أن هذا المصطلح نشأ في أوروبا ضمن سياق تاريخي، وأن المسلمين في أستراليا يُعبرون عن دعمهم لحقوق الإنسان والحريات الدينية بشكل عام.
ورغم التحديات التي قد تواجهها هذه المنظمة الناشئة، إلا أنها تواصل بتحقيق نجاحات ملحوظة في جمع الجالية المسلمة في أستراليا في محاولة لضمان أن يكون لها صوت مسموع في البرلمان الأسترالي في الانتخابات القادمة.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن هذه المنظمة وفروعها وأنشطتها في أستراليا، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.