يأمل العراقيون أن يشكل هذا اليوم رمزًا حقيقيًا لإلتزام العراق ببناء وحدة وطنية ومصالحة شاملة بين جميع أطياف المجتمع، خاصة بعد سنوات من الصراعات التي أثرت بشكل عميق على العلاقات بين مكونات الشعب العراقي.
يُعد الاحتفال بهذا اليوم – وهو يوم عطلة رسمية في السادس من آذار مارس - رسالة تؤكد أن التعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن ومستقر لجميع العراقيين، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات.
تشمل فعاليات اليوم الوطني للتسامح والتعايش العديد من الأنشطة التي تعكس تنوع المجتمع العراقي، وتعمل على تعزيز ثقافة التسامح والاحترام بين كافة مكوناته.
وتنظم المدارس والجامعات برامج تعليمية تهدف إلى نشر مفاهيم التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة. كما تَشهد الفعاليات الثقافية عروضًا موسيقية ومعارض فنية ومهرجانات للطعام العراقي المتنوع، التي تعكس غنى وتعدد الثقافات العراقية.
الجالية العراقية هنا منسجمة وواعية، وتدرك أهمية العيش المشترك. بالطبع، هناك حالات استثنائية كما هو الحال في باقي الجالياترئيس جمعية سومر للثقافة والفنون سلام الخدادي
وفي إطار تعزيز التعايش الديني، يتم تنظيم تجمعات دينية تجمع بين قادة الأديان المختلفة في العراق لإجراء حوارات دينية مشتركة أو صلوات جماعية، بهدف ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي بين الأديان.
وفي هذا السياق، تحدث سلام ناصر الخدادي، رئيس جمعية سومر للثقافة والفنون في سيدني، عمّا يعنيه اليوم له فقال: "في الماضي، كان هناك سيادة للقانون وكان الشعب منسجماً. من كان يثير النعرات الطائفية كان يُحاسب."
وأضاف الخدادي: "بعد ضياع هيبة الدولة، أصبحت البلاد في حالة من الانفلات، وبدأت الأجندات الخارجية والميليشيات المسلحة في تصدُّر المشهد، ما أدى إلى انزلاق العراق إلى اقتتال وصراع داخلي."
وتابع قائلاً: "في مناسبة كهذه، تلتئم مكونات الشعب العراقي في مشهد يعكس واقعها الفعلي. زيارة البابا في 2021 كانت مهمة وتاريخية، إذ زار وقتها أور، وكان هناك وفد من جميع الأطياف العراقية، واعتُبر اليوم يومًا للانسجام والتعايش السلمي."
LISTEN TO

العراق بعيون أسترالية: مشاهدات حية ومثيرة لصحفي زار مدن العراق مؤخراً
SBS Arabic
05/06/202210:04
كما يسرد الخدادي مقطعاً من تجربته في العراق: "عندما كنت في العراق، لم أسأل عن ديانة أصدقائي أو طائفتهم. حتى أصدقائي المقربين، لم أكن أعرف أسماء عشائرهم. جيل الستينات والسبعينات كان بعيدًا عن الطائفية، وكان المثقفون ينتمون إلى وطن واحد دون النظر إلى الخلفيات الدينية."
ويضيف قائلاً: "حتى في الوحدات العسكرية، كان الضابط لا يعرف من أي محافظة أو مذهب كان زميله. لكن بعد الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني، بدأت الأجندات الطائفية تفتيت الشعب. رغم ذلك، يظل الشعب العراقي أكثر ذكاءً من أن ينخدع بتلك الأجندات."
وفيما يتعلق بالجالية العراقية في أستراليا، قال الخدادي: "الجالية العراقية هنا منسجمة وواعية، وتدرك أهمية العيش المشترك. بالطبع، هناك حالات استثنائية كما هو الحال في باقي الجاليات، لكن الوعي بأهمية الوحدة والتعاون يظل سائدًا."
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على